منتدى شارك الشبابي : العام 2011 يبرز دور طليعي ومحوري للشباب بالعالم العربي

02.01.2012 12:05 PM
رام الله ـ وطن للانباء - منتدى شارك الشبابي ـ 1/1/2012: وجه منتدى شارك الشبابي نداءات، من أجل وقف تهميش الشباب الفلسطيني وافتقارهم إلى القدرة على التأثير في صنع القرار، مؤكدا في الوقت ذاته على تصاعد شعور الشباب بالإحباط وخيبة الأمل تجاه الأحزاب السياسية الفلسطينية وعدم ثقتهم فيها كنتيجة حتمية للانقسام الداخلي وعجزها عن تعزيز المشاركة وإنهاء ملف الانقسام على مدار خمس أعوام مضت، مؤكدا على أهمية الصياغات الشعبية والشبابية للخروج من حالة الانقسام وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، وعلى الارتفاع الهائل في معدلات هجرة الشباب، حيث تشير التقديرات الرسمية الفلسطينية إلى هجرة 7 آلاف مهاجر شاب للخارج سنوياً.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده منتدى شارك الشبابي أمس في مقره برام الله وتحدث فيه مديره التنفيذي بدر زماعرة حول قضايا الشباب في فلسطين لعام 2011، المتعلقة بالتعليم والفقر والبطالة والصحة والأمن والتكنولوجيا والمشاركة السياسية والثورات العربية والحراك الشبابي العربي والفلسطيني.

حيث أشاد بقوة وجرأه واندفاع وعنفوان الشباب على الصعيدين العربي والفلسطيني، ففي الحالة الفلسطينية وعلى الرغم من تدهور الأوضاع المعيشية والفقر وانتهاك الحقوق والحريات وانعدام الأمن بسبب العدوان والحصار الإسرائيلي والانقسام الداخلي وظروف العمل الصعبة، نجد شبابا متطوعين يخرجون من بين الأنقاض لتقديم كل ما لديهم، لعمل المستحيل... فلم يرهبهم شبح الحرب فعقدوا العزم على مواصلة العمل من اجل خدمة مجتمعهم.

وقال ان وضع الأطفال والشباب الفلسطيني الذين يشكلون ثلثي المجتمع أصبح من الأمور الأكثر حرجاً : فقد ولدوا في بلد محتل، ولم يخوضوا تجربة الحرية والسلام والمساواة والديمقراطية. نشئوا في بيئة دائمة الحروب منزوعة عن القيم الأساسية التي تخاطب حقوق الإنسان.

مجتمع فتي ثلثه من الشباب: دلالات ذات حدين ...

وقال زماعرة استنادا إلى ما أشارت إليه بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن 29.6% من مجموع السكان في الأراضي الفلسطينية من الشباب في الفئة العمرية (15-29)، ما يتطلب سياسات وبرامج قادرة على تحقيق أعلى قدر من الإنتاجية على المستوى الفردي والجماعي، وذلك يتعلق أساسا بالتعليم وبناء القدرات، كذلك تعزيز وتوسيع الحماية الاجتماعية للفئات الشبابية الأكثر تهميشا، إلى جانب توفر فرص التعليم الملائمة، وفرص العمل، والرعاية الصحية، وغيرها من الخدمات الأساسية، التي حتما سيتصاعد الطلب عليها ارتباطا بالنمو السكاني المتوقع، مع ضرورة وجود سياسات عادلة وحساسة لباقي الفئات العمرية، كالكهولة والشيخوخة.

وارتباطا بالنمو السكاني، تشير البيانات المتوفرة إلى انخفاض في نسبة الخصوبة في الأراضي الفلسطينية عام 2010 مقارنة بما كان عليه الحال قبل عقد من الزمان، إذ وصلت نسبة الخصوبة إلى 4.2 مولودا، مع ارتفاع هذه النسبة في قطاع غزة (كأحد أكثر مناطق العالم كثافة سكانية)، إذ بلغت النسبة في قطاع غزة 4.9 مقابل 3.8 في الضفة الغربية. وآيا يكن الحال فإن معدلات الخصوبة في الأراضي الفلسطينية، تعد من أعلى النسب عالميا.

الثورات العربية والحراك الشبابي العربي

وفيما يتصل بالثورات والحراك الشبابي العربي، بين زماعرة مجموعة حقائق أهمها، استنادها للطاقة الشعبية الكامنة، والتي طورت مع الوقت آليات للتعبير عن قهرها، بأساليب متنوعة، وجدت بالتقدم التقني وثورة المعلوماتية حيزا حرا لتبادل الخبرات والآراء والتنظيم الشعبي، والدور الشباب الطليعي والمحوري فيها، وتقدم الجماهير على أحزاب المعارضة وحتى المؤسسات المجتمعية، وقوة الكتلة الشعبية الموحدة في أهدافها، وإرادتها في مواجهة أدوات القمع لدى أنظمة الحكم، وواقعية الشعارات والمطالب، وانبثاقها من الواقع، وتعبيرها الحي عن بديل واقعي تاريخي لحالة الظلم والقمع وغياب العدالة والحريات، وأهمية الثورة المعلوماتية والإنترنت والفضائيات في تناقل الأخبار وتبادل الآراء وتنظيم الجماهير، والتكامل بين الافتراضي والواقعي، بحيث عبر الشباب عن التحامهم العضوي بالجماهير، وقدرة الجماهير على تنظيم اللجان الشعبية التي أشرفت على العديد من المهام الاجتماعية، وحتى الأمنية، لمواجهة حالة الفراغ في السلطة، وقوضت هذه الثورات الأوهام التي بثتها الأنظمة لعقود عن هشاشة البناء المجتمعي والسياسي، وأن مصير البلد مرتبط بأركان النظام القائم.

الحراك الشبابي الفلسطيني

وأكد زماعرة، أن هذه الثورات أحدثت بدايات لخلخلة في الحالة الفلسطينية القائمة، حيث أعادت جزءا كبيرا من ثقة الجمهور بقدرته على إحداث تغيير في الواقع القائم، حيث أن استفاق الضمير الجماعي الفلسطيني على حقيقة أن الدور الذي كان الفلسطينيون يحلمون به، بأن تشكل ثورتهم (سابقا) مصدرا لإلهام الثورات العربية، بات معكوسا، إذ أصبحت هذه الثورات العربية مصدرا لإلهام قطاعات واسعة من الشباب الفلسطيني، الذي ارتفعت لديه معطيات الإحباط من الحالة القائمة، خاصة إزاء حالة الانقسام السياسي، وانحسار الفعل المقاوم للاحتلال.

وفي هذا السياق، قال زماعرة: بدأت العديد من المجموعات الشبابية بعدد من التحركات سواء عبر مواقع الإنترنت، أو عبر الاجتماعات والتنسيق بين المؤسسات والمجموعات الشبابية المختلفة، وبرغم تعدد الشعارات، إزاء تعقيد الحالة الفلسطينية، إلا أن هناك عنوانين رئيسيين للحراك الشبابي الفلسطيني:

الأول: يتخذ من إنهاء الاحتلال أساسا لتجاوز الواقع الحالي بكل تداعياته الداخلية، حيث لوحظ أن تصاعدا نوعيا في الحديث عن المقاومة الشعبية، والتمسك بالثوابت الفلسطينية في مواجهة الاحتلال، ودعم الحملات الدولية لمقاطعة إسرائيل، وصولا لطرح الزحف الشعبي السلمي تطبيقا لحق العودة.

والثاني: الأوضاع الداخلية الفلسطينية، وعلى رأسها حالة الانقسام، حيث تنوعت الصياغات الشعبية والشبابية للخروج من حالة الانقسام وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، إلا أن هناك ثمة إجماع على وحدة الشرعية الفلسطينية، والتمثيل الفلسطيني، وأهمية الانعتاق من إرث المحاصصة السياسية.

وأيا كانت نتيجة التحركات الشبابية الحالية، فمن الواضح أنها ستسهم في تحريك المياه الراكدة، وإعادة الزخم للفعل الشعبي والإرادة الشعبية.

الأحزاب السياسية :

وأكد منتدى شارك الشبابي، أن العام الماضي 2011، عزز من خيبة الأمل التي يعاني منها الشباب الفلسطيني، الناتجة عن تصاعد شعورهم بالإحباط والخيبة تجاه الأحزاب السياسية الفلسطينية وعدم ثقتهم فيها كنتيجة حتمية للانقسام الداخلي، وبسبب القيود المشددة على الكثير من المجالات الرئيسية لمشاركة الشباب وتعزيز دورهم المجتمعي.

ارتفاع في معدلات الفقر والبطالة :

وأكد زماعرة، أن معدلات البطالة المتصاعدة بين غالبية الشباب الفلسطيني تجعلهم منكشفين وهشين وفي الغالب يفتقدون الحس بالهدف والقدرة على اكتساب الموارد الضرورية، مشيرا إلى أن الفقر والضائقة الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية المحتلة آخذ في الازدياد، وان البطالة تخلق مجموعة واسعة من العلل الاجتماعية التي يكون الشباب عرضة لآثارها المدمرة، منتقدا بشدة، إحباط الشباب بسبب غياب التشريعات الخاصة بالشباب ، مبينا أنه لا يوجد في القانون الأساسي ما يحمي حقوق الفئات الشابة، وعن إحباطهم بسبب مستوى الحماية الاجتماعية وفرص الأمن والأمان والسلامة والصحة المهنية فكثير من الحوادث التي تعرض لها الشباب مؤخرا ناتجة عن انعدام معايير الصحة والسلامة المهنية .

وأشار إلى كارثة العمل في أنفاق غزة وما تشكله من تهديد وانعدام أي نظرة للحياة الكريمة بالإضافة لتهتك النسيج الاجتماعي والقيمي لدى الكثير ممن يعملون تحت تلك الظروف المأساوية.

وقال: إن الوضع الحالي بالنسبة لبطالة الشباب وخيم، لا سيما في قطاع غزة. كما أن التوقعات السائدة حاليا تبدو قاتمة، محذرا من العواقب المتعلقة بالشباب والتي تؤثر على المجتمع ككل صعبة بشكل خاص.

وطالب زماعرة، الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني الصحية بالعمل على ضمان إنتاج وتعميم بيانات صحية خاصة بالشباب تستطيع أن تصب في صالح بناء السياسات والخدمات على أساس من البراهين، وتوسيع خدمات تعزيز الصحة والخدمات العلاجية بناءً على ما يتوفر من بيانات صحية على المستوى الوطني.

شباب متعلم، وبطالة عالية...

أشارت البيانات كذلك، إلى أن حوالي 44.7% من الشباب في الفئة العمرية (15-29)، ملتحقون بالتعليم. مع اختلاف هذه النسبة تبعا للفئة العمرية الفرعية، فقد بلغت نسبة الالتحاق 85.6% لدى الشباب في عمر (15-17)، و50.4% لدى الشباب في الفئة العمرية (18-22) عاما، فيما بلغت النسبة لمن هم في عمر (23-29) 11%. فيما بلغت نسبة التسرب نحو 30%، وهي أعلى لدى الشبان (35%) من الشابات (25%). كما سجلت البيانات ارتفاع نسبة الإناث الملتحقات بالتعليم العالي مقارنة بالذكور، إذ بلغت نسبة من أنهوا درجة البكالوريوس لدى الإناث 10%، مقارنة بحوالي 8% لدى الذكور.

وأكد زماعرة أن هذه المؤشرات تظهر، عدم التوازن في نسبة الخريجين في بعض التخصصات مقارنة مع الحاجات الفعلية لسوق العمل، والوظائف المتاحة، ونتيجة لغياب الموائمة بين سوق العمل ومخرجات التعليم العالي من جهة، ومحدودية السوق الفلسطينية من جهة أخرى، بلغت معدلات البطالة في أوساط الخريجين الشباب حوالي 46%، ترتفع هذه النسبة لتصل إلى حوالي 60% في أوساط خريجي العلوم التربوية، وان حوالي ثلث الشباب يعانون من البطالة وهي نسبة بالغة الخطورة في دلالاتها الاجتماعية والنفسية والاقتصادية. كما أن معدلات البطالة أعلى بكثير في صفوف الشابات مقارنة بالشباب الذكور، وهو ما يعني أن كثيرا من الإناث يكملن تعليمهن دون الانخراط في سوق العمل، مشيرا إلى انخفاض جودة التعليم، وإلى ضعف ارتباطها بالمهارات العملية اللازمة للانخراط الفاعل في سوق العمل.

علاقات متفاوتة بأدوات المعلوماتية...

وأفاد زماعرة أن البيانات تشير، إلى أن نصف الشباب يقرؤون الصحف اليومية، و87% يتابعون التلفزيون يوميا، و27% يستمعون للراديو يوميا، و24% يستخدمون الإنترنت يوميا. في حين يستخدم الكمبيوتر حوالي 90% من الشباب، وثلث الشباب عموما لديهم بريد إلكتروني، والثلثين لديهم هاتفا نقالا.

بشكل عام، تؤشر هذه البيانات إلى ارتفاع مضطرد في استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة كالإنترنت، والبريد الإلكتروني ما يؤشر على مواكبة الشباب الفلسطيني للتكنولوجيا، مع بقاء دلالات هذه المواكبة مفتوحة لمختلف التوقعات.

الصحة أولا...

وذكر ان البيانات الإحصائية تشير أن حوالي 29% من الشباب الذكور يدخنون، مقابل أقل من 1% من الإناث، ما يدل على وجود مشكلة في ارتفاع معدلات التدخين، ومؤشراتها السلبية صحيا واقتصاديا. وتصبح هذه الأرقام أثقل وطأة إذا ما علمنا أن فقط ثلث الشباب فقط يمارسون الرياضة بشكل منتظم، كما أن من الأهمية بمكان تعزيز الخدمات والسياسات الموجهة للشباب من ذوي الإعاقات، خاصة إزاء ارتفاع نسبة الإعاقات في أوساط الشباب نتيجة استهدافهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

الشباب أكثر هجرة للخارج مقارنة بغيرهم من السكان

أشارت بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وبينت النتائج أن ثلث المهاجرين هم في العمر 15-29 سنة، وحوالي 26% من المهاجرين في العمر 30-44 سنة، ومن الملاحظ أن هناك تقارباً في التركيب العمري للمهاجرين حسب الجنس، كما أن نسبة المهاجرين من الذكور ترتفع مقارنة بالمهاجرات الإناث؛ بواقع 152 مهاجراً ذكراً لكل 100 مهاجرة من الإناث.

مشاركة الشباب على المستوى المحلي :

تعتبر مشاركة الشباب على المستوى المحلي، حيزا أساسيا لمشاركتهم السياسية والاجتماعية والتنموية، ومن خلال هذه المشاركة تتحقق عدة غايات مترابطة، أولها، ربط الشباب بالشأن العام، وخاصة بمستواه المحلي، وتوجيه جهودهم والاستفادة من طاقاتهم وأفكارهم وقدراتهم الخلاقة، وثانيا، اكتساب الشباب لمهارات المشاركة المجتمعية، ابتداء بالقضايا التي تمس حياتهم بشكل مباشر، وحياة أسرهم ومحيطهم، وخاصة القضايا المعيشية والخدمية، وثالثا، تطوير السياسات والقرارات على المستوى المحلي بما يضمن أخذها بالاعتبار لمصالح الفئات والشرائح الاجتماعية وخاصة الشباب، ما يكسبها درجة أعلى من الإجماع، والوصول لقطاعات أوسع، وبالتالي التقليل من مخاطر التهميش، ورابعا تصميم مختلف السياسات والإجراءات المحلية والوطنية بمقاربة قائمة على المشاركة المجتمعية من أسفل الهرم إلى قمته.

وأكد في ختام المؤتمر بان الأوراق الموقفية التي يصدرها منتدى شارك الشبابي تجاه أي قضية ما، لا نعكس بالضرورة رأي منتدى شارك الشبابي كمنظمة شبابية فلسطينية إنما هي حصيلة جهد دؤوب سعت فيه شارك لجس نبض المعنيين تجاه قضية ما، وتصدر شارك هذه الأوراق لتفعيل النقاش المجتمعي تجاه القضايا المختلفة.
تصميم وتطوير