ماذا لو بدأنا بإصلاح أنفسنا أولا.. بقلم: كيان كتوت

20.03.2014 12:36 PM

أؤمن بحرية الرأي والتعبير والرأي والرأي الآخر والتعددية الحزبية وحق إنشاء نقابات وكل الحقوق المشروعة التي نصت عليها المواثيق والقوانين الدولية والإنسانية، لكني بنفس الوقت أؤمن باحترام الأخر وأن حريتي تقف عنده وبضرورة أن لا تتجاوز هذه الحرية مبادئ أساسية وقوانين أقرها المشرع.

استفزني كثيرا ما قرأته في وسائل الإعلام حول خلاف حركتي فتح وحماس أثناء تشييع جثامين الشهداء في مدينة نابلس أمس، إلى حد إطلاق النار من أحد الفصيلين وبالنهاية استقر الأمر على تشييع كل فصيل شهدائه بمعزل عن الآخر، بغض النظر عن الخلاف التاريخي بين فتح وحماس وعن الانقسام، والمصالحة المرتقبة التي ينتظرها الشعب الفلسطيني بفارغ الصبر، هل من المعقول أن يصل الخلاف أيضا عند الشهداء؟! الشهادة واحدة والوطن واحد والشهيد الصوت الحي فينا جميعا وهو عندما نال الشهادة نالها من أجل تراب هذا الوطن وليس من أجل هذا الفصيل أو ذاك؟!!

أعتقد أن ما حدث قد آلم الكثيرين من أبناء الشعب الفلسطيني كما آلمني كثيرا وربما على المدى البعيد يترك أثرا في نفوسنا، ويثير تساؤلا حول مدى قدرة هذين الفصيلين على إدارة الأزمة بينهما والتوصل للمصالحة؟ ، وكنت أتمنى لو خرج أحد المتحدثين باسميهما لتوضيح ما جرى.

هذا من ناحية، من ناحية أخرى هل وصل بنا الاستخفاف لدرجة أن نضرب بعرض الحائط قرارات أعلى هيئة قضائية في الدولة والقبول بوساطة الأجهزة الأمنية لحل الأزمة عوضا عن الامتثال للقضاء؟؟

نقابة الأطباء للأسف والتي تعتبر من مؤسسات المجتمع المدني ومن المفروض أنها تطالب باحترام القانون وحماية الحريات والحقوق، تخرج عن السياق ولا تلتزم بتنفيذ القرار الصادر عن محكمة العدل العليا بوقف إضرابها لعدم قانونيته، ثم تأتي لاحقا وتعلن وقفها الإضراب بعد تدخل الأجهزة الأمنية كوسيط؟!

أعتقد أن هذه سابقة خطيرة، كان الأولى بمؤسسات المجتمع المدني التي تراقب عمل السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية أن تقف حائلا دون حدوث هذا الأمر ، وربما عدم محاربة هذه الظاهرة يؤدي إلى تعزيزها ويشكل مسا بهيبة القضاء ويؤدي إلى هيمنة السلطة التنفيذية عليه.

إذا أردنا دولة حقيقية يسودها القانون ويحترم أفرادها بعضا وتكون مؤسساتنا فاعلة وتقوم بدورها على أكمل وجه الأولى بنا مراجعة أنفسنا وإجراء عملية تقييم لكل ما نقوم به وأن نعترف بأخطائنا ونصلحها قبل فوات الأوان.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير