ربما لو .. عاطف سعد

19.03.2014 11:36 AM

ربما لو لم يكتف الصحفي بجواب رئيس هيئة مكافحة الفساد " الحمد لله إحنا شبعانين " بعد أن رفض "إغراءات مالية كبيرة وصلت لخمسة ملايين دولار" وسأله ،" من هي الجهة أو الشخص الذي حاول إغرائك بالمال ومقابل أي قضية ؟ وكيف يتجرأ شخص ما أو جهة ما على تقديم رشوة لأكبر مسئول، في البلد، عن ملف مكافحة الفساد؟ وهل تقدم بشكوى للهيئة أو للنيابة العامة بحقه/م؟

ربما يتهرب المسئول من الإجابة وربما يكشف عن الجهة الفاسدة التي حاولت إغرائه بالمال، لكن في الحالتين سيكون المواطن المتلقي هو "الكسبان":

أولا، لأنه يحصل على معلومة، لم تكن معروفة له من قبل، تُظهر وقاحة الفاسدين وشَجَعِهِم.

وثانيا كي يتعرف على مستوى التعامل المؤسسي المهني مع ملفات  الفساد.

ربما لو طرحت تلك الأسئلة لكان لدينا قصه صحفية يُشار إليها وليس قصة مجرد إضافة كمية أخرى لتقارير العلاقات العامة في صحافتنا وما أكثرها.

إن مهمة الصحافي المهني (برأيي)، ليس مجرد أن يتقمص وظيفة مرآة تعكس الواقع المعروف سلفا، بل وأيضا أن ينتهز الفرصة فيطرح الأسئلة، التي لا تتوفر فرصة مثلها  للمواطن المتلقي كي يطرحها، وهي الأسئلة التي من شأنها أن تُراكم من وعيه، فَتساعده، ربما، في البحث عن سُبُل لتغيير الواقع الذي لا يرضاه.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير