كيري يسخر من أوباما "المتحول" الذي احتضن نتنياهو

04.03.2014 01:38 PM

 وطن للانباء - وكالات: سخر وزير الخارجية الأميركي جون كيري من رئيسه باراك أوباما خلال لقاء الأخير رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، حين قال أمام عدسات المصورين إن الأخير أجرى لقاءات "ناجعة" مع كيري في الموضوع الفلسطيني، حيث انحنى كيري نحو نائب الرئيس جو بايدن وتساءل بسخرية، معتقدا أن أحدا لا يسمع  "ناجعة؟!".

وتأتي هذه السخرية في ظل التحول الذي طرأ على لهجة أوباما إزاء نتنياهو بعد أقل من 24 ساعة على الانتقادات شديدة اللهجة التي وجهها إليه قبل وصوله  واشنطن.

ولوحظ خلال اللقاء الفارق الكبير بين الانتقادات التي وجهها أوباما لنتنياهو في اللقاء الذي منحه للصحافي جفري غولدبرغ، يوم الخميس الماضي، وبين الإطراء الذي أغدقه عليه الاثنين.

كما أبدت الصحف العبرية استغرابها من ذلك التحول، رغم محاولات نتنياهو خلال اللقاء، إلقاء اللوم على الفلسطينيين في أزمة المفاوضات بحجة أن  "إسرائيل قامت بالمطلوب منها بينما لم يفعل الفلسطينيون شيئا".

ووصف نتنياهو المفاوضات برقصة التانغو التي تحتاج الى ثلاثة، قائلا ان اسرائيل والولايات المتحدة تشاركان في الرقص بينما يصر الفلسطينيون على الوقوف جانبا.

ادعاءات نتنياهو ومزاعمه هذه كذبها تقرير دائرة الاحصاء المركزية الاسرائيلية الذي كشف تعمق سياسة الاستيطان خلال العام المنصرم من عمر حكومة نتنياهو، حيث بيّن ان وزير الاسكان المستوطن اوري اريئيل ضاعف البناء الاستيطاني في عام 2013 بنسبة 123%.

وكتب مراسل صحيفة "هآرتس" براك ربيد من واشنطن ان الأمريكيين وبقية العالم لا يسارعون الى الاقتناع بتحميل نتنياهو للفلسطينيين مسؤولية عدم التقدم في المفاوضات. فتقرير دائرة الاحصاء المركزية جعل اوباما يفكر فقط بأنه صدق عندما اعتبر البناء في المستوطنات عملا "عدوانيا"، ونتنياهو يعرف ان المستوطنات هي عقب أخيل الرئيسي بالنسبة لإسرائيل، لكنه لم يفعل شيئا بسبب خوفه من التأثير السياسي للوبي المستوطنين.

ويتساءل رابيد عن السبب الذي جعل اوباما يخفف من لهجته خلال 24 ساعة منذ نشر اللقاء معه. ويقول ان السبب الرئيسي يرجع الى عدم محبة نتنياهو ومستشاريه لتصريحات اوباما التي نشرت قبل هبوطهم في واشنطن، ومن المتوقع ان يكونوا قد نقلوا رسالة بهذه الروح الى البيت الأبيض قبل اللقاء، ففضل اوباما تخفيف لهجته خلال اللقاء خاصة وان رسالته وصلت الى نتنياهو من خلال اللقاء الصحفي.

في الموضوع ذاته، وبلهجة ساخرة من رقصة التانغو التي حاولها نتنياهو في واشنطن، كتب المحلل السياسي لصحيفة "يديعوت احرونوت" شمعون شيفر انه عندما يرجع نتنياهو من واشنطن، يمكنه أن يعرض الكلمات الدافئة التي سمعها من اوباما والتعلق بها كإثبات على علاقاته الجيدة مع واشنطن. ولكنه سيكتشف بعد ذلك انه سيتحتم عيله مواصلة الرقص، وانه في سبيل ذلك يحتاج الى الراقص الفلسطيني.

ويضيف فيشر انه يمكن الافتراض بأن أوباما حاول خلال اللقاء المغلق مع نتنياهو الحصول على التزام منه بتسويات اضافية ازاء الفلسطينيين، تتيح استمرار المفاوضات السياسية، كتجميد هادئ للبناء الاستيطاني خارج الكتل، او ربما اطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.

تصميم وتطوير