في ذكرى العدوان...الحرب تخيم على غزة والمقاومة تعزز قوتها

27.12.2011 11:23 AM
وطن للانباء/ يوافق اليوم الذكرى الثالثة للعدوان الاسرائيلي على غزة ، والتي استمرت ما يقارب 22 يوما وأدت إلى استشهاد أكثر من 1400 شخص وإصابة أكثر من خمسة آلاف وتدمير آلاف المنازل.

وفي الذكرى الثالثة للعدوان، تبدو اثار الحرب ما زالت قائمة، في ظل تعثر عملية بناء واعمار القطاع، نتيجة للحصار المفروض عن قطاع غزة منذ سنوات، في ظل تهديدات متكررة من قبل جيش الاحتلال بشن عدوان جديد، واجراء مناورات عسكرية بشكل دوري يحاكي التهديدات.
المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، تعيش حالة من التأهب والاستعداد منذ 3 سنوات، مدركة ان الحرب الاستخباراتية لم تتوقف يوماً، مبدية استعدادها لصد ومقاومة اي عدوان جديد .

حركة حماس التي تقود الحكومة المقالة في غزة اكدت أنها ماضية في مشروع المقاومة والتمسك بالحقوق والثوابت الوطنية، وأنها لن تقبل المساومة عليها بأي حال من الأحوال ، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن تطبيق اتفاق القاهرة هو الرد الحقيقي على جرائم الإحتلال التي يرتكبها بحق الفلسطينيين.

واعتبرت الحركة على لسان الناطق باسمها د. سامي أبو زهري خلال مؤتمر صحفي عقدته بغزة بمناسبة الذكرى الثالثة للحرب الاسرائيلية على غزة اليوم الثلاثاء، جرائم الاحتلال في القطاع بأنها صورة من صور حرب الإبادة التي يتعرض لها شعبنا منذ احتلال أرضه في العام 1948، داعيا الأطراف المعنية والشعوب في العالم للتعامل مع الاحتلال على أنه الكيان الإرهابي الأخطر في العالم.

وشدد أبو زهري على تمسك حركته بتقرير غولدستون باعتباره وثيقة دولية ودليل إدانة على ارتكاب الاحتلال جرائم حرب في غزة، داعيا إلى تفعيل هذا التقرير واتخاذ كل الإجراءات لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين.

وقال إن التهديدات الإسرائيلية بشن حرب جديدة على قطاع غزة لا تخيفنا ولا الشعب الفلسطيني، مؤكداً أنها لا تعدو كونها حرباً نفسية ودعائية في مواجهة حالة الانكسار النفسي التي يعاني منها الاحتلال بعد الانتصارات المتوالية التي كان آخرها صفقة "وفاء الأحرار".
وأشار إلى فشل الاحتلال في شطب غزة من الخارطة جعلها قبلة الأحرار في العالم ونموذجاً للعزة والكرامة والتحدي وهو ما يؤكده الثوار العرب بأن ثوراتهم هي إحدى ثمرات صمود غزة واستبسالها.

وفي ذات السياق وعلى الطرف الاخر صرح العميد "تسفيكا فوغل" رئيس مركز النار خلال عملية الرصاص المصبوب بأن الأمور في قطاع غزة تتجه إلى الأسوأ ولا تبشر بخير بالنسبة لإسرائيل، وأن جميع المعطيات تشير إلى أننا أمام تحدي حقيقي يجب علينا مواجهته بجدية، على حد تعبيره.

العميد فوغل وخلال لقاء مع إذاعة جيش الاحتلال بمناسبة مرور ثلاث سنوات على ذكرى العدوان على قطاع غزة، ردا على سؤال هل أصبحت حماس تخشى إطلاق النار من فوق المدارس والمناطق السكنية؟، قائلا: "إن حماس لن يكون لديها تخوفات وفي نفس الوقت لن تسارع إلى مثل هذا الأمر لأنهم قاموا ببناء منظومة أرضية تتخطى تلك المؤسسات ولا نريد الخوض في تفاصيلها الآن ولكنهم بالطبع يستعدون لما هو قادم".

وأضاف "إن حماس عززت قدراتها العسكرية وأصبح من الواضح أن حماس تمتلك صواريخ من شأنها أن تصل إلى تل أبيب ومطار بن غوريون الدولي، أما فيما يتعلق بالدفاعات الجوية فهناك وسائل لم تكن موجودة خلال عملية الرصاص المصبوب، وكذلك هناك تطور كبير في الوسائل القتالية ضد الدروع كماً وكيفاً، ولاسيما أن المنظومة الداخلية الفاعلة لديهم تعتمد على اتصالات مشفرة لا تكشف أماكن العمل وكذلك القدرة الاستخبارية لديهم تطورت بشكل ملحوظ، ويجب أن نتذكر أنهم ينتهزون منطقة سيناء كمنطقة لا نظير لها للتدريبات وجلب والوسائل القتالية".
وأشار الضابط الإسرائيلي إلى أن عمليات الجيش لم تكن كافية لوقف هذه النشاطات.

وقال "إن جيش الاحتلال لا يقوم بعمليات كما يجب وهذا أوصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم، فمثلا بسبب علاقتنا مع النظام المصري السابق فقد اعتمدنا على المصريين في معالجة قضية الأنفاق التي لم تسفر عن أي شيء وهاهي النتيجة أمامنا".


وأوضح الضابط الإسرائيلي أن في غزة قوتان أساسيتان، الأولى عسكرية والثانية مدنية, مشيرا إلى أن القوة العسكرية تعاظمت بشكل ملحوظ منذ عملية الرصاص المصبوب ونقلت جزء من نشاطها إلى سيناء الأمر الذي لم يكن موجود قبل عملية الرصاص المصبوب الأمر الذي يشكل تهديد واضح لدولة إسرائيل, على حد تعبيره.

أما القوة الثانية وهي القوة المدينة وهي تعلم جيدا الثمن الذي ستدفعه جراء أي عملية وبالتالي لم تعد تتعاون مع القوة العسكرية كما كان في السابق.
وفي ظل هذه المعطيات يرى المراقبون ان شبح الحرب ما زال يخيم على قطاع غزة،في ظل استمرار الاحتلال في اختبار قدرات المقاومة وقيامه بتنفيذ عمليات قصف واغتيال متكررة ضد قادة العمل العسكري في غزة
تصميم وتطوير