خاص لـ "وطن": بالفيديو... كيف ينظر أهالي غزة للمنحة القطرية؟

01.02.2014 02:41 PM

غزة – وطن – محمد شراب: لاقت منحة التشغيل القطرية إقبالًا كبيرًا بين الشباب في قطاع غزة الذي يعاني ظروفًا اقتصادية صعبة وانعداما في فرص العمل، وخلال أيام أصبحت المنحة حديث الشارع الذي سارع إلى التسجيل بكثافة عبر الموقع الإلكتروني المخصص لها، في حين أبدى مراقبون تخوفهم من شروط المنحة وأهدافها، معتبرين أنها لا تلبي طموحات الشباب الفلسطيني ومستقبل القضية الفلسطينية.

وكانت قطر أعلنت عن نيتها فتح سوق العمل لـ 20 ألف فلسطيني من كافة المجالات والتخصصات، بالتعاون مع وزارة العمل الفلسطينية التي خصصت بدورها موقعًا إلكترونيًا لتسجيل الراغبين في العمل، فيما باشر بالتسجيل أكثر من 2500 مواطن ومواطنة.

موجة التفاؤل الكبيرة بين الشباب انتهت بعد تصريح وزير العمل في الحكومة الفلسطينية الذي أوضح أن قطر ستعامل الفلسطينيين معاملة العمالة الآسيوية التي تتلقى راتبًا شهريًا يعادل 380 دولارًا.

من جهته، قال المحلل السياسي عماد محسن، لــ وطن "لا أرى إيجابيات تذكر في هذه المنحة، باستثناء إتاحة الفرصة لآلاف من الشباب الفلسطيني الذي فقد الأمل في أن يكون له مستقبل في الأرض الفلسطينية، خصوصا أن ما تم عرضه من وظائف لا يلبي الاحتياجات الفردية لصاحب المهنة فما بال من يريد مساعدة أهله أو خدمة شعبه بالتحويلات النقدية".

وقال إن المنحة "تصب تمامًا في خدمة الاحتلال لأنها تفرغ الأرض من الشباب، وفي ذات الوقت لا تمنحهم مقومات صمود، جراء عائدات هذه المنحة المحدودة. 

وأشار محسن إلى أن الأفضل فلسطينيًا هو استثمارات قطرية في مجال البنية التحتية الفلسطينية في الضفة والقطاع والقدس، وافتتاح مصانع يعمل بها شباب فلسطيني، بالإضافة إلى تأهيل البنية الفلسطينية لاستيعاب استثمارات جديدة وتأمين رؤوس الأموال الهاربة من فلسطين، من خلال ضمانات نقدية بألا تتأثر هذه الاستثمارات في ظل المتغيرات السياسية والأمنية في الأراضي الفلسطينية.

وطن استطلعت آراء بعض مواطني غزة، كان منهم خليل إبراهيم (26 عامًا) الذي رأى أن "البطالة في فلسطين مشكلة تراكمية لا يمكن حلها عن طريق تهجير العمالة أو بالمنح والمساعدات بل من خلال التنمية الداخلية المستدامة والاستثمارات العربية البناءة وإنشاء المشاريع التي تضمن للفلسطيني حياة كريمة في وطنه ولتثبيت شعبها وأهلها في مواجهة اعتداءات الاحتلال المستمرة".

وقال إن  "الشعب الفلسطيني الآن أحوج من أي وقت مضى لأي مساعدة من قبل العرب فأفواج الخريجين والعمال العاطلين عن العمل تزداد عامًا بعد عام"، مضيفًا "تأتي هذه المنحة لتعطي الأمل لبعضهم وإن كنا حتى الآن لا ندري ما هي التخصصات المطلوبة للعمل هناك وما هي الفئات العمرية المستهدفة ومازلنا أيضا لا نعلم إن كانت هناك ضمانات تضمن للعاملين في هذه المنحة الحصول على حقوق العمل المكفولة في القوانين الدولية، كالتأمين الصحي وبيئة العمل الصحية والأجر العادل والمعاملة الآدمية".

بينما قالت المواطنة نور الغصين "قطر بلد غنية بالمصالح وتسعى إلى أن تكون الأفضل بمهارة غطاء المساعدات ولكن الأهداف قذرة توافق قذارة الدول المهيمنة عليها".

في ذات السياق، أكد أستاذ الدراسات الفلسطينية في كلية العلوم والتكنلوجيا بغزة أيمن محمود، أن المنحة "تخفي أهدافًا غير معلنة"، متسائلًا "هل الموضوع له علاقة بالتحركات الأميركية وما تمارسه من ضغط على السلطة الفلسطينية للتوقيع على اتفاق الإطار؟".

وأشار إلى أن الوضع "يزداد سوءا على قطاع غزة بعد ابتعاد الإخوان المسلمين عن الحكم في مصر وما تبع ذلك من التضييق وإغلاق للأنفاق والمعابر والعداء الإعلامي الواضح من جانب الإعلام المصري ضد الفلسطينيين كما نشاهد يوميا عبر الفضائيات".

تصميم وتطوير