"التايمز": لنساعد المسلمين المعتدلين في وجه المتشددين

01.02.2014 11:53 AM

رام الله - وطنمن أكثر المواضيع تناولا في الصحف البريطانية الصادرة صباح السبت استقالة الممثلة سكارليت جوهانسون من منصبها كسفيرة للنوايا الحسنة لمؤسسة أوكسفام الخيرية على إثر حملات احتجاجية نظمها ناشطون ضد قبولها منصبا في شركة صودا ستريم التي تملك مصنعا في مستوطنة إسرائيلية.

ومن قضايا الشرق الأوسط حظيت سوريا كالعادة بنصيب الأسد، كما توالت ردود الأفعال حول تصريحات رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير المؤيدة لوزير الدفاع المصري المشير عبدالفتاح السيسي. وتناولت إحدى الصحف ردود الفعل على كاريكاتير يظهر فيه النبي محمد والمسيح يتبادلان التحية.

معتدلون ومتشددون

في صحيفة "التايمز" تكتب جانيس تيرنر "المسلمون المعتدلون بحاجة إلى مساعدتنا في وجه أولئك الذين يريدون أن يفرضوا محظوراتهم على الجميع".

تتطرق الكاتبة في مقالها إلى كاريكاتير يصور النبي محمد والمسيح يتبادلان التحية، وتستغرب لماذا استفز بعض المسلمين، على سلمية مغزاه، لدرجة أن مرشح حزب الليبراليين الديمقراطيين المسلم ماجد نواز تعرض للتهديد بالقتل لأنه قال إن هذا الكاريكاتير "لا يستفزه والإله الذي يؤمن به أكبر من أن يغضب بسببه".

وتستغرب أيضا من تجنب برنامج "نيوز نايت" وحتى القناة الرابعة وكافة الصحف البريطانية التطرق إليه، خوفا من "استفزاز المسلمين"، وترى أن هذا الصمت والخوف من المتشددين الإسلاميين يعني "أننا نلعب وفق قوانينهم".

وتتساءل الكاتبة: كيف سيجرؤ المسلمون المعتدلون على التعبير عن رأيهم إذا كانوا لا يحظون حتى بفرصة إسماع أصواتهم عبر التلفزيون الوطني؟

وتقترح تخصيص جميع الصحف يومًا تنشر فيه الكاريكاتير وكذلك تعرضه جميع محطات التلفزيون، مضيفةً "بهذا نساعد المسلمين المعتدلين على أن يحسوا بالأمان".

بلير وحكم التاريخ

ومن القضايا التي ما زالت تتفاعل في الصحافة البريطانية تصريحات توني بلير التي عبر فيها عن تأييده لوزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي.

ففي صحيفة "الغارديان" تكتب مارينا هايد مقالا ساخرا بعنوان " هكذا يستطيع بلير مواجهة حكم التاريخ".

تستهل الكاتبة مقالها بالقول "الشيء العظيم في حكم التاريخ أن المحكوم لن يكون حاضرا لتلقي الحكم بنفسه، حيث أنه يصدر في غيابه".

وتشير إلى ما يردده رئيس الوزراء البريطاني في عديد وسائل الإعلام التي أجرت مقابلات معه حول مواضيع كثيرة كان طرفا فيها أن "التاريخ سيحكم عليه".

وتتمنى لو كانت هناك وسيلة علمية للمحافظة على بلير مجمدا في مكان ما من جبال الألب لحين "صدور حكم التاريخ عليه"، حيث يمكن إيقاظه ودعوته إلى مراجعة أعماله، ولا مفر من مراجعتها.

وتتابع الكاتبة ساخرة: لو تحققت ثورتي في الحياة الأخرى فسيكون هناك درك في جهنم محجوزا لأولئك الذين يقولون دوما (التاريخ سيحكم علينا) وسيتوجب عليهم أن يتلقوا حكم التاريخ أمام جمهرة من المشاهدين.

وتسهب الكاتبة في وصف الظروف المفزعة التي تود أن ترى بلير يتلقى "حكم التاريخ" فيها عن "أفعاله الخاطئة"، ومنها "تصريحه بأن إزاحة الجيش المصري لرئيس منتخب وانتهاكات الحقوق المدنية التي تلت تمثل تقدما مثيرا للشرق الأوسط".

 

 

تصميم وتطوير