القدس العربي : انجاز فلسطيني طال انتظاره
23.12.2011 09:07 AM

الشعب الفلسطيني سيسعد كثيرا بمثل هذه الاخبار، لانه كان يشعر باستياء كبير من الخلافات المتفاقمة بين الطرفين الاكبر لمعادلته السياسية، اي 'فتح' و'حماس'، ويتطلع دائما للوحدة الوطنية ورص الصفوف والعودة الى ينابيع الحركة الوطنية الفلسطينية، اي المقاومة باشكالها كافة للاحتلال الاسرائيلي.
المهم الآن هو الانتقال من مرحلة الانضمام والتوقيع والمصافحات والعناق، الى مرحلة العمل الجدي على الارض، وترجمة هذا الاتفاق الى اجراءات عملية لتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها الوطنية، وافساح مجال للشباب للمشاركة فيها، بعد ان شاخت هذه المؤسسات وترهلت بسبب تجميدها لصالح السلطة الفلسطينية ومؤسساتها، ووجود حركات مقاومة في وزن حماس والجهاد خارجها.
اسرائيل ستنظر الى هذا التطور بقلق شديد للغاية، فقد خيرت الرئيس الفلسطيني محمود عباس بين العلاقة وبالتالي استمرار المفاوضات معها وبين المصالحة مع حركة 'حماس'، ولوحت بوقف تحويل اموال الضرائب المستحقة للسلطة، حتى ان بعض المقربين من الرئيس عباس تحدثوا عن مخططات اسرائيلية لاغتياله، على غرار ما حدث للرئيس الراحل ياسر عرفات.
هذه التهديدات الاسرائيلية من المستبعد ان تعطي ثمارها، فالرئيس عباس لم يخف من تهديدات مماثلة عندما اصر على الذهاب الى الامم المتحدة لنيل الاعتراف بدولة فلسطين، ضاربا عرض الحائط بالضغوط الامريكية والاسرائيلية، وغير آبه بتلويح الرئيس باراك اوباما لاستخدام 'الفيتو' ضد هذا الاعتراف.
تفعيل منظمة التحرير ومؤسساتها، والمجلس الوطني الفلسطيني على وجه الخصوص، هو رد الاعتبار لهذه المنظمة ونهجها المقاوم، واعادة القرار الى ممثلي الشعب الفلسطيني المنتخبين، وهذا اذا تحقق سيكون انجازا كبيرا يحسب للموقعين على هذا الاتفاق التاريخي، خاصة الرئيس الفلسطيني محمود عباس والسيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والدكتور رمضان عبدالله شلح امين عام حركة الجهاد الاسلامي والوفود المرافقة لهم.
يظل لزاما علينا الاعتراف بان الثورة المصرية احتضنت هذا الاتفاق ولعبت دورا كبيرا في انجازه، فعندما تغيرت مصر تغيرت الفصائل والحركات الفلسطينية المنخرطة في المقاومة، وتراجعت اوهام السلام بل جرى دفنها.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء