إسرائيل والحرب المقبلة: صاروخ واحد يغيّر مشهد سماء "تل أبيب" - بقلم: يحيى دبوق

21.01.2014 02:54 PM

 حذّر مركز أبحاث الأمن القومي في تل أبيب من خطر تنامي القدرات الصاروخية لدى «محور المقاومة»، ومن أن صاروخاً واحداً يستهدف تل أبيب قد يتسبّب بتدمير نصف المنطقة المستهدفة، وهو قادر على تغيير مشهد السماء في المدينة.

وفي مؤتمر نظّمه المركز، تحت عنوان «الدفاع الصاروخي والاستقرار الإقليمي والدولي»، ركزت كلمات مسؤولين وخبراء عسكريين إسرائيليين وغربيين على «تطور السلاح الصاروخي في العقد الأخير لدى الجيوش النظامية وغير النظامية، ودوره في الحروب الحديثة وسبل مواجهته، سواء في المواجهات التقليدية أو الحروب غير المتكافئة» مع كيانات عسكرية كحزب الله في لبنان.

وبرزت كلمة لعوزي رابي، «عرّاب» برنامج الدفاع الصاروخي الإسرائيلي (حوما) وأحد أهم الخبراء في مجال الصواريخ في إسرائيل، عرض فيها التطورات التي طرأت على التهديد الصاروخي الموجود في حوزة المحور المعادي للدولة العبرية، والممتدّ من طهران الى دمشق، وصولاً الى حزب الله. وحذّر من ترسانة الصواريخ المعادية «الثقيلة والدقيقة والموجّهة، وهم في طريقهم الى امتلاك صواريخ بالستية بعيدة المدى، موجّهة أيضاً»، مؤكداً أن هذا التهديد لم يعد مجرد تهديد تكتيكي، بل «هو تهديد متنام واستراتيجي».

وعرض روبين قدرات «محور الشر» من الصواريخ، مقدّراً امتلاك إيران ما يزيد على 400 صاروخ بالستي يمكنها الوصول الى أي نقطة في إسرائيل، وكل منها محمّل برأس متفجر ضخم يصل الى 750 كيلوغراماً، فيما تمتلك سوريا بين 200 و300 صاروخ، رغم أنها استخدمت جزءاً من ترسانتها في الحرب الأهلية السورية. «أما ما لدى سوريا وحزب الله معاً، فهو ترسانة مركّبة من آلاف الصواريخ الثقيلة، وعشرات الآلاف من الصواريخ الخفيفة». وبحسب روبين، فإن هذه المعطيات ليست إلا أخباراً سيئة. أما الأخبار الأكثر سوءاً، فهي «الجهود المنصبّة على تحويل هذه الصواريخ الى صواريخ ذكية»، الأمر الذي يشير الى صورة التهديد المستقبلي لإسرائيل.

وأشار الخبير الإسرائيلي الى نجاحات الصناعة الصاروخية الإيرانية، وعرض نماذج منها، من بينها «تحويل صاروخ زلزال 2 الى صاروخ موجّه، إذ إن الجيل الثالث من هذا الطراز مزوّد بأنظمة توجيه وتحديد مواقع»، ولفت الى أن «السوريين، أيضاً، قادرون على الحصول على هذه التقنية وتركيبها على صواريخ ام 600 الموجودة في حوزتهم وتحويلها الى صواريخ موجّهة بالكامل». وأضاف: «على الأغلب، يمتلك حزب الله مثل هذه القدرة أيضاً»، وأعرب عن قلقه من أن يتحول «صاروخ ام 600 الذي يحمل 500 كيلوغرام من المواد المتفجرة الى سلاح فتاك إذا تحوّل إلى صاروخ موجّه».

وعرض روبين مشهداً من مشاهد الحرب المستقبلية المقدّرة مع حزب الله، مشيراً الى أن «أي هجوم من صاروخ ام 600 ضد وزارة الدفاع ومقر الأركان العامة للجيش في تل أبيب (في ما يعرف بمنطقة الكريا)، سيتسبب بتدمير نصف المنطقة المستهدفة، وهو قادر على تغيير مشهد السماء في المدينة». ومعنى ذلك، كما أكد روبين، أن «التهديد الصاروخي لم يعد تهديداً تكتيكياً، وليس مسألة إلحاق ضرر، بل هو تهديد استراتيجي. والأسوأ من كل ذلك، هو تحويل الصواريخ البالستية (البعيدة المدى) الى صواريخ ذكية وموجّهة». وقدر الخبير الإسرائيلي أن «الأعداء سيتزوّدون، خلال السنوات الخمس أو العشر المقبلة، بمنظومة صواريخ بالستية موجهة بالجي بي اس، مثل صواريخ سكود، من دون أن نستبعد حيازة سوريا مثل هذه القدرة الآن، وهو السيناريو الأسوأ».

وتحدث روبين عن المعركة المقبلة والتقديرات السائدة حول مدتها، مشيراً الى «التقدير بضرورة تسريع الحرب وإنهائها سريعاً، وربما في غضون ثلاثة أيام، وهو ما يتفق عليه الأعداء أيضاً، وهذا (إنهاء المعركة سريعاً) يعني في حدّ ذاته تهديداً إضافياً، ومن شأنه أن يقلص من فعالية القوة البرية للجيش الإسرائيلي، فضلاً عن أنهم (الأعداء) سيكونون قادرين على استهداف القوات البرية وأماكن تمركزها وحشودها بواسطة الصواريخ، وبالطبع، التسبب بإصابات فادحة».

نتنياهو: نعمل ضد سلاح حزب الله

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قد أكد، في كلمة ألقاها في «كلية الأمن القومي»، شمال تل أبيب، على «الهجمات التي حصلت بهدف إحباط تهريب السلاح» الى حزب الله، مشدداً على التزام إسرائيل «منع حزب الله من امتلاك سلاح كاسر للتوازن، وتحديداً صواريخ دقيقة قادرة على استهداف طائراتنا ومنشآتنا البحرية وأهداف أخرى مختلفة على الأرض». وبحسب نتنياهو: «نقوم بالرد وإحباط عمليات التهريب بشكل مسبق، وربما لا تلاحظون ذلك، لكننا نعمل ونقوم بذلك طوال الوقت، فنحن نهاجم ولا نبقى ساكنين وضابطي النفس».

الى ذلك، عبّر وزير حماية الجبهة الداخلية جلعاد إردان عن تقدير متشائم حيال الحرب المقبلة، وتوقّع تساقط «آلاف الصواريخ» يومياً على الأراضي الإسرائيلية، مشدداً على «ضرورة الاستعداد جيداً، والعمل على تأمين الحلول والردود المناسبة» على هذا التهديد. وبحسب أردان، فإن الملاجئ الشعبية التي تعدّ بالآلاف غير قادرة على تأمين الحماية اللازمة إلا لخمسة في المئة فقط من السكان، وهي لا تتعلق بحماية طويلة تصل الى ثلاثة أو أربعة أسابيع.

 

(نقلا عن الأخبار اللبنانية)

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير