مشحره يا بلد ازهقنا فرط الرفاهية - بقلم: سامر عقروق

19.01.2014 09:39 AM

المواطن الفلسطيني على اختلاف أماكن تواجده في الأرض الفلسطينية ، أو في مخيمات الضيافة الخمسة نجوم في الدول الشقيقة ، مصاب بتخمة شديدة ، تخمة ليس في الغذاء والشراب فقط ، بل في كل ما حوله من أسباب للحياة ، فهو مصاب بالزهق والملل أكثر من المواطن السويدي ، بل نحن كفلسطينيين نتفوق على السويديين والدنمركيين والألمان  بحجم وكم كبير من الرفاهية المفرطة التي تحيط بنا ، وبكل صراحة أصبح المواطن الفلسطيني في المدن المختلفة والأرياف وفي مخيمات اللاجئين يصرخ بأعلى صوته ( زهقنا من فرط الرفاهية التي نعيشها).

ولعلكم تتساءلون ألان ، عن ماذا تتحدث ؟ وأي رفاهية هي التي تتحدث عنها؟

أرجوكم ما حدا يقول لي كيف ؟ لأنه عيب كثير نسأل حول أمور في منتهى الوضوح ، فالمواطن الفلسطيني مصاب بتخمة من أكل اللحم البلدي الضاني ، 4 مرات في الشهر ، و6 مرات دجاج مشفى بدون عظم ، والكافيار يزور موائدنا مرتين في الشهر ، ولا نأكل إلا خبز الشوفان المدعم بالمواد الغذائية الصحية ، ولا نأكل إلا سمك السلطان إبراهيم والملك ، كل هذا وما في رفاهية ، كثير عيب.

بداية نحن اقل دولة لديها أنظمة ضرائب وبنود يجب على المواطن أن يدفعها ، والمواطن في بلدنا ولأنه مرتاح ومبسوط على سنجة عشرة لا يعاني على الإطلاق من الضرائب ، لماذا ؟ لأنه يعرف ، وكما هو واضح على الأرض وفي نوعية الخدمات المتقدمة والنوعية التي يحصل عليها في شتى المجالات ، يعرف ان ما يجبى من الضرائب والرسوم ، على ندرتها وقلتها ، تسخر وتستثمر في تطويع صعوبات ومشقة الحياة ، ليس على الطبقات الفقيرة وذات الدخل المحدود فقط ، ولكن أيضا يستفيد منها على استحياء ذوي الدخل المرتفع وميسوري الحال ، حتى ان المواطنين في بلدنا شدوا على أيدي المسئولين عندما قرروا رفع أسعار المياه وفرض ضريبة على تمديدات الصرف الصحي ، كما أنهم شددوا ، وكما اذكر ، على ضريبة النفايات ، وهم أكدوا على ما قامت به شركات الكهرباء من رفع أسعار الكهرباء ثلاث مرات دون إعلام المواطن بذلك .

مواطننا ، ولان صوته مسموع لدى الجميع ، ومسموع بقوة ووضوح ، أكد ويؤكد على ان مجموع الخدمات التي تقدمها الدولة خدمات لا يمكن حصرها ، وبناء عليه كان هناك تأثير ايجابي على خفض نسبة البطالة لدى الشباب من خريجي الجامعات ، حتى أننا لم يعد لدينا فائض في الخريجين ، فقد نقبل ، قد نقبل بان نجعل استراليا وأمريكا وكندا وقطر المسكينة ، يستفيدون من هؤلاء الشباب ونسمح لهم بالسفر ، السفر وليس الهجرة القسرية كما يدعي البعض ، للعمل في هذه الدول في وظائف محترمة تتراوح بين مدراء عامين لكبرى الشركات أو قائمين على مشاريع تطوير ضخمة في تلك الدول.

ولعل احد أهم مظاهر الرفاهية كما أكد استفتاء عام أجرى في البلد ان أهم مظاهر الرفاهية المفرطة في بلدنا هو نوعية وكم الخدمات الصحية التي توفرها الدولة ، ومن خلال الضرائب التي يتم جبايتها ، كافة أنواع الأدوية للأمراض المزمنة والعادية متوفرة وبكم كبير ، أدوية

السرطان والسكري ، علاجات القلب والضغط ، أدوية التصلب اللويحي والأمراض العصبية ، حتى ان الوزارة المعنية تطلب من المواطن ان يأخذ حصتين لشهريين متتاليين بدلا من كل شهر مرة ، ويمكن للمواطن حتى ان يطلب من المراكز الصحية المدعمات الغذائية التي تمنح القوة والنشاط المختلف الألوان والأشكال وذات الأغراض المتعددة.

نود أحبابي المسئولين ، وفي جميع الوزارات ال 19 أو 20 التي تحملت عبء رعاية المواطن الفلسطيني ، نود ان نشكر لكم جهودكم الكبيرة والرائعة على رعايتنا والاهتمام بنا ، وكلفتوا الخاطر بالسهر لرعايتنا ، ونحن الحمد لله نعيش في رفاهية لا يمكن وصفها ولا بأي شكل من الأشكال ، لا يمكن وصفها إلا من خلال استخدام أسلوب ابن المقفع ( التورية والسهل الممتنع).

أبو جهاد ، أبو جهاد اسم الله عليك ما لك مع مين قاعد تحكي ، كنك شايف كابوس في الحلم ، اصحى قوم جيب هالاغراض أنت وجهاد خلينا نشوف شو بدنا نتغذى ، نظرت للقائمة وبلشت احسب ، وضعت يدي على وجهي ، بس 165 شيكل .

قلت لو بقيت احلم أحسن ، الله يديم الرفاهية اللي ازهقنا منها فعلا !!!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير