ربيع ضبابي.. بقلم: عكيفا الدار/ هآرتس
17.12.2011 10:10 AM
في مقالة لأسرة التحرير في الصحيفة اليومية باللغة الانجليزية "قطر تريبيون" تُدعى دول الخليج الى ان تفحص من جديد عن استراتيجيتها المشتركة ازاء العاصفة السياسية في المنطقة. وتوجه المقالة انتقادا على اعضاء مجلس التعاون الخليجي لأنهن اعتدن ان يرددن على الأحداث بعد وقوعها. "انها لا تستطيع ان تسمح لنفسها بهذا الترف"، يقول الكاتب في تلذيع. "عليها ان تُظهر فاعلية وان تستعد لكل حدث ممكن".
من السهل جدا ترجمة السطور الى العبرية حينما نفكر في بنيامين نتنياهو. في الغرب الرث وفي دول الخليج الثرية أخذوا يستعدون لمواجهة ثورة الشباب. وهم يدركون ان سنة 2011 ستزيل أحداث ارهاب 2001 من كتب التاريخ. أما في اسرائيل فان رئيس الحكومة يبيح لنفسه ان يشغل نفسه بتقديم موعد الانتخابات التمهيدية في الليكود وفي حين يدفعون عندنا الى الأمام بقانون المساجد، تمر في قطر المسلمة نساء منقبات من أمام اشجار صنوبر تتوهج في طريقهن الى مطعم الفندق.
لاحظت في احدى الزوايا في الساحة الكبيرة جماعة من الشباب ألصقوا على قمصانهم خريطة فلسطين الكاملة كتب فوقها "حق العودة". وكان فيهم فتاتان من تونس ويمنيان وايراني. وعرضت نفسي على أني اسرائيلي صهيوني أطلب السلام. وتساءلت ما صلتهم بمؤتمر يتناول حلفا بين الحضارات وكيف تتفق خريطتهم مع مبادرة سلام الجامعة العربية التي تبنت حدود 1967. "هذا يرجع الى الفترة السابقة، فترة مبارك وابن علي"، قالت واحدة من الفتاتين، "أتعلم أن كل شيء تغير؟". وهز رفاقها رؤوسهم.
كم سيكون سهلا على المتطرفين المسلمين ان يوحدوا هؤلاء الشباب حول شاشات التلفاز حينما تبث "الجزيرة" صور جنود يهود يطلقون النار على اولاد عرب في الانتفاضة التالية. وكم من الوقت سيمر حتى يغلق الاردن الحدود مع اسرائيل وتغلق مصر أبواب السفارة في تل ابيب؟ سنشتاق بعد الى حماس.
قُبيل العيد الوطني لقطر الذي سيحل بعد غد، داهم السوق الضاجة في الدوحة مهرجون يركبون ظهور نعام في تنكر. قلت في قلبي انه لا يوجد حيوان يناسب أكثر منها نعت الحيوان القومي الاسرائيلي.