ورشة عمل لمؤسسة برامج الطفولة والعمل الجماهيري تناقش ظاهرة العنف في المدارس

01.12.2011 04:31 PM
وطن للانباء/ عقدت مؤسسة برامج الطفولة والعمل الجماهيري اليوم في قاعة فندق ستي إن بمدينة البيرة، ورشة عمل بعنوان "العنف في المدرسة" بمشاركة عدد كبير من التربويين ومعلمات رياض الأطفال وممثلين عن التربية والتعليم والوكالة والشرطة.

وقد أدار النقاش الدكتور عدنان عبد الرازق المستشار الأكاديمي لمؤسسة برامج الطفولة. وفي الافتتاح رحب مدير المؤسسة فريد أبو قطيش بالحضور، مسلطاً الضوء على أهمية هذا النشاط، الذي هو استمرار لنشاطات وفعاليات أخرى. حيث تسعى المؤسسة للإسهام بشكل جدي في الحد من ظاهرة العنف، لاسيما في المدارس.

واعتبر عبد الله صيام نائب محافظ القدس في كلمته أن تناول موضوع العنف في المدارس موضوع غاية في الأهمية اذ انه يشمل الشريحة الاوسع والاكبر في مجتمعنا وهم طلبة المدارس، إضافة الى ان هذه الفئة هي في مرحلة عمرية طور التنشئة ومن الضروري الاهتمام بها وعلاج أية ظواهر سلبية تشوبها. مؤكداً ان العنف يشمل عدة أمور منها عنف المعلم تجاه الطالب وعنف الطلبة بين بعضهم البعض، اضافة الى عنف الطالب تجاه معلمه ومدرسته.

واعتبرت الاخصائية الاجتماعية وفاء غزاونة، أن ظاهرة العنف من اسوأ الظواهر التي تواجه المجتمع الفلسطيني، مشيرة ان هناك العديد من الاساليب التي من شأنها الحد من هذه الظاهرة سواء كانت تربوية او اجتماعية (...).

وتناول وحيد جبران نائب مدير التربية والتعليم في وكالة الغوث، تجربة مدارس الغوث في الحد من العنف في المدرسة، حيث أعطى صورة عن واقع مدارس الوكالة، وكيف يتم العمل على مدونة السلوك، التي تشكل مرجعاً لضبط الأمور والحد من ظاهرة العنف، وكيف يتم معالجة التجاوزات إعتماداً على هذه المدونة.

وتحدث منال عواد مديرة مدرسة الجيب الاساسية المختلطة، عن تجربة المدرسة في الحد من ظاهرة العنف، وعن اهم نشاطات مؤسسة برامج الطفولة التي تم العمل عليها في المدرسة منها برنامج العب وتعلم، الذي ساعد على رفع مستوى الطلبة في التحصيل الدراسي. إضافة الى برنامج "المراهقة" الذي عملت عليه المؤسسة بالتعاون مع قسم الإرشاد في مديرية ضواحي القدس الذي تم تطبيقه على شعبة من الصف الثامن حيث كان له انعكاسا ملموسا على الطالبات في إدراك الذات والابتعاد عن العنف بشتى أشكاله بين الطالبات خاصة اللفظي.وكان العمل على برنامج المراهقة من خلال المجموعات المفتوحة للأم وابنتها الذي أوجد للمرة الأولى تواصل للأمهات مع المدرسة لم يكن موجود سابقاً، وساعد على تخطي بعض الحواجز الذي كان موجودا بين الطالبات والأمهات من خلال المجموعات الدرامية .وساعد الطالبات على تقوية الشخصية واحترام الأخر.

من جانبه تناول محمد نزيه من قسم الارشاد في تربية ضواحي القدس، تجربة البرلمان الطلابي في الحد من العنف في المدرسة، والذي يعتبر أحد مشاريع الإرشاد ومن ضمن النشاطات التربوية التي تهدف إلى تعزيز حقوق الطلبة داخل المدرسة، وتفعيل روح التعاون والتفاعل المشترك بين كافة الأطراف في المدرسة. موضحاً أن البرلمان يسعى الى تحمل المسؤولية في الخلاف وتعزيز التواصل بين مختلف الطلبة بعضهم البعض، وبين الطلبة والهيئة الإدارية والتدريسية من جهة أخرى.

وتابع نزيه أن خطوة تشكيل البرلمان الطلابي المدرسي تأتي كمقدمة أساسية ومهمة للخروج ببرلمان طلابي على مستوى مديرية ضواحي القدس، يساهم في نقل احتياجات الطلبة وانجازاتهم وإبداعاتهم وإتاحة الفرصة في صنع القرار والتعبير عن آرائهم بحرية. الأمر الذي لاقى قبولا وترحيبا واسعين من قبل مدير التربية والتعليم لضواحي القدس، ما يعد مؤشراً واضحاً على أهمية الاعتراف بالبرلمان الطلابي شرعيا وقانونيا ومسؤولا أمام ذوي الاختصاص على مستوى المدارس والمديرية.

وتابع نزيه في ورقته أهداف البرلمان على مستوى تعزيز ثقة الطالب بنفسه وخلق قيادات شابة وايصال مشاكل الطلبة وهمومهم بشكل ايجابي وخلاق (...).

على صعيد متصل تحدث المقدم محمد السوالمة في كلمة الشرطة، عن دور الجهاز في الحماية والدفاع عن كافة شرائح المجتمع، بخاصة الأطفال وطلبة المدارس، مؤكداً ان دوريات الشرطة تجوب المدن التابعة تحت السيطرة الفلسطينية في مختلف اوقات اليوم، لاا انه في الوقت ذاته لا يمكن أن يتم وضع شرطي أمام كل مدرسة للحد من ظاهرة العنف، فهذا الأمر هو مسوؤلية الجميع سواء كان جهاز الشرطة أو البلديات أو غيرها.

وأكد المقدم سوالمة أن الشرطة لا تتدخل في المدارس الا بكتاب وطلب رسمي من مديرية التربية والتعليم أو ادارة المدرسة نفسها، واذا كان هناك ما يستدعي التدخل الفوري والمستعجل فإن الشرطة تبقي على هامش واسع لادارة المدرسة لحل هذه الاشكالات. موضحاً أن اللواء حازم عطا الله قائد جهاز الشرطة مهتم بشكل كبير بهذه المواضيع، بحيث تم في وقت سابق استحداث قسم الاحداث وقسم حماية الاسرة في جهاز الشرطة، وهذه الاقسام موجودة في أقسامك الشرطة المنتشرة على مستوى الوطن.

من جابنها تحدث ايمان عليان مديرة مدرسة إناث بيت عنان، عن تجربة المدرسة في الحد من العنف، وكيف عملت المدرسة بجد وأعطت جل اهتمامها في الحد من هذه الظاهرة السلبية بالطرق والاساليب البناءة. مشيرة الى ان اجتثاث هذه الظاهرة من أي مجتمع أو رقعة جغرافية يتطلب تكاتف جهود الجميع والعمل بيد واحدة للقضاء عليها قدر المستطاع.

وفي كلمته أكد الدكتور عدنان عبد الرازق المستشار الأكاديمي لمؤسسة برامج الطفولة، الى ان ظاهرة العنف في النمدارس ولدى الطلبة وتعنيف المعلمين هي ظاهرة ليست جديدة، انما اشتدت معالمها في الآونة الأخيرة وتعمقت مؤشراتها.

وقارن د.عبد الرازق بين مجتمعنا والغرب، مشيرا الى العنف لدى الطلبة في الغرب أعلى بكثير مما هو لدينا فقد يصل اتلأمر في بعض الحالات الى السطو والقتل واطلاق النار في المدارس، الا ان مجتمعنا الفلسطيني تحكمه ثقافة وقيم حميدة تحدّ من هذه الظاهرة ولا تسمح لها بالتطور .

وتناول د. عبد الرازق في كلمته دور مؤسسة برامج الطفولة في الحد من العنف داخل المدارس، حيث انها عملت ولا زالت تعمل من خلال شمولية التعامل مع الطالب واهله وتقديم البرامج متعددة المحاور والآليات لتناسب وتتجاوب مع الحاجة الشمولية للتدخل الناجح. وأن المؤسسة تعمل مع الطلبة من خلال برنامج العب وتعلم الذي يشمل 509 طلاب من الصفوف الثاني والثالث والرابع، مشيرا الى ان هذا البرنامج كان له بالغ الأثر في بناء شخصية الطالب وتقويتها وتحسين مستوى تحصيله الأكاديمي.

وتابع المستشار الاكاديمي للمؤسسة في كلمته، أن المؤسسة تعمل مع أهالي الطلبة وفي الأغلب الأمهات على ثلاثة انماط من التواصل منها لقاءات شهرية مع امهات الطلبة (دون حضور ابنائهم) لكل مدرسة تخصص لشرح البرنامج وتشخيص حالة الطلبة ومن ثم البحث في مواضيع تتعلق بتربية وتنشئة الاطفال. أما النوع الثاني من التواصل فهو اشراكهم مع اطفالهم في فعاليات البرنامج وطرح مواضيع البرنامج للبحث على ارض الواقع بحضور الاطفال ومشاركتهم. أما المستوى الثالث فيتم من خلال زيارة الأهالي في بيوتهم .

وعلى صعيد المدرسة فقد أشار الى أن طاقم برنامج العب وتعلم يقوم بقاءات شهرية مع الهيئة التدريسية من أجل التغذية الراجعة والاطلاع على سيرورة العمل، ويتم خلال اللقاءات الحديث عن تقدم الطلبة واعطاء الملاحظات حول البرنامج، كذلك يتم المقارنة بين مستوى التحصيل في بداية البرنامج ومستواه خلال وفي نهاية البرنامج من خلال تقرير لتحصيل الطلبة.

أم الدائرة المجتمعية فقد أوضح أنه لا يوجد برنامج محدد للعمل مع الدوائر الاجتماعية المحيطة بالمدرسة وبطلابها، غير ان هناك مجمل برامج ونشاطات للمؤسسة تصب في المساعي للحد من ظاهرة العنف في الأسرة وفي المدرسة والمجتمع.

وقدم الحضور في نهاية الورشة عدداً من المداخالات والاستفسارات التي أثرت النقاش ، وركزت غالبيتها على ضرورة وضع آليات وخطط للحد من ظاهرة العنف بين الشريحة الأهم في مجتمعنا وهي شريحة الطلبة.
تصميم وتطوير