نزاع هويات..بقلم: يعقوب بار سيمان طوف/ اسرائيل اليوم

29.11.2011 04:42 PM
.
بعد 64 عاما على قرار 29 تشرين الثاني الذي دعا الى تقسيم البلاد الى دولتين، يهودية وعربية، يستعد الفلسطينيون والدول العربية، الذين عارضوا في حينه بالقوة لمنع تحقق مشروع التقسيم، الان لقبوله في حدود 67، التي تختلف عن حدود التقسيم. التوجه الفلسطيني الى الامم المتحدة لطلب الحصول على اعتراف باقامة دولة فلسطينية هو عمليا اغلاق دائرة مع 29 تشرين الثاني – اعتراف بخطأ تاريخي دفع الفلسطينيون لقاءه ثمنا باهظا. يخيل أن بعض الفلسطينيين والدول العربية تعلموا بان العنيف ليس السبيل الناجع لتحقيق اهدافهم السياسية، وانه لا توجد امكانية لحرمان الشعب اليهودي بالقوة من حقه في اقامة دولة يهودية في جزء من بلاد اسرائيل، بل ثمة حاجة الى شرعية دولية لاقامة دولة.
في التوجه الى الامم المتحدة يوجد ظاهرا ما يغلق دائرة تاريخية، يكون فيها المعارضون المتشددون للتقسيم مستعدين لقبوله، ولكن في شروط اخرى. الفلسطينيون يجدون صعوبة في اقامة دولتهم من خلال اتفاق مع اسرائيل، وذلك لان الامر ينطوي ايضا على اعتراف باسرائيل بانها الدولة القومية للشعب اليهودي – المطلب الاسرائيلي الذي تقرر في السنوات الاخيرة كتعبير صادق عن استعدادهم لتسوية النزاع.
الفلسطينيون، حتى لو كانوا مستعدين لقبول مبدأ تقسيم البلاد، لا يزالون غير مستعدين للاعتراف بمشروع التقسيم الذي أشار صراحة الى اقامة دولة يهودية الى جانب دولة عربية. مثل هذا الاعتراف يعتبر من جانبهم خطيرا على الهوية القومية بل وينزعها. وهو يعتبر كأعتراف بحق اليهود في اقامة دولتهم في الوطن الفلسطيني. كما أنه يفسر كانتصار للصهيونية.
ولكن يخيل أن محافل مختلفة في اسرائيل ايضا يعتبرون النزاع كنزاع هوية ويجدون صعوبة في المساومة على القدس، على يهودا والسامرة وعلى المستوطنات وذلك لان هذه مناطق تعتبر كاراضي الاباء والاجداد، كيهودية فقط، ولا يجب نقلها الى سيادة أجنبية، حتى بثمن منع قيام السلام. ومع أن اسرائيل اجتازت تغييرا، من عدم الاعتراف بوجود شعب فلسطيني وحتى الاستعداد لحل الدولتين للشعبين، ولكن لا يزال هناك الكثيرون في داخلها يرفضون قبول مطلبها لاقامة دولتها على الارض التي تعتبر كيهودية فقط.
النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، منذ 29 تشرين الثاني وحتى الان، ليس نزاعا اقليميا أو نزاع حدود فقط، بل هو أيضا نزاع هوية.
نزاع الهوية هو نزاع يرى فيه طرف واحد أو طرفان في الهوية القومية للطرف الآخر، وفي حقه في اقامة دولة مستقلة، خطرا على الهوية القومية الذاتية. نزاع هوية هو نزاع مبلغ منتهى الصفر. هذا نزاع على قيم محمية، الطرفان المتواجدان فيه غير قادرين على المساومة وبالتالي يستصعبان تسويته ايضا. وبالفعل سياقات اوسلو وانابوليس فشلت بسبب عدم قدرة الطرفين على التغلب على نزاع الهويات، الذي يشكل مانعا اساسا في وجه السلام. طالما ثار الطرفان على العمل بالتصاق بنزاع الهوية مشكوك أن يتمكنا من تسويته. يخيل أن الطرفين يجتازات سياقات تطرف، تؤكد نزاع الهوية، حيث أن الدين وممثليه على الارض يلعبون دورا مركزيا في رفض حقوق الآخر ومنع الحل الوسط اللازم للسلام.
تصميم وتطوير