أنا مواطن صالح! فادي أبو سعدى
24.11.2011 10:27 AM

قبل أيام قدمت طلباً لترخيص مجلة دورية، فأتاني الطلب الرئيس بأنني بحاجة إلى شهادة "حسن سلوك" ليطمئن قلبهم بأنني "مواطن صالح" لن استغل هذه المطبوعة ضد أحد، لكن المهين في الأمر أن من سيشهد على "حسن سلوكي" هي الأجهزة الأمنية الفلسطينية وليس كبار الصحفيين أو الكتاب من ذوي التخصص الذي أنتمي إليه!
لا بأس قدمت الطلب، ولا زلت بانتظار أن يأتيني الرد، ويقال لي إن كنت صالحاً أو منتهي الصلاحية، أو بمعنى آخر بأنني "سيء السلوك".
أردت السفر إلى لبنان في مهمة عمل وتدريب، فطلب مني وثيقة "حق العودة" لإتمام اجراءات الدخول إلى لبنان، وقيل لي أنها طلب لبناني وليس فلسطيني، "لا مشكلة في ذلك"، لكن المشكلة في نص الورقة الذي يقول بأنه يسمح لي السفر ومغادرة الأراضي الفلسطينية والعودة إليها! ومن صاحب هذا الحق ليسمح لي أو يمنعني؟.
المشكلة الأخرى تكمن في أن هذه الورقة هي الأخرى يجب أن تسافر باتجاه "رام الله" وأن تعود إلى بيت لحم بالبريد، وعلي الانتظار طويلاً للحصول عليها، فماذا أفعل؟
مثل هذه الإجراءات لا تقود إلى الحرية بل إلى مزيد من البيروقراطية والديكتاتورية، كما أن فصل الصحفيين في كافة الأراضي الفلسطينية وربط إجراءاتهم في مدينة رام الله فقط، يثير المخاوف من تقييد الحريات في الأراضي الفلسطينية على عكس المفروض وقبيل إقرار قانون الإعلام الجديد في البلد.
أشعر بالإهانة الشديدة لكثرة هذه الوثائق التي ستشهد لي من أنا وكيف هو سلوكي، وإن كان يحق لي مغادرة بلدي والعودة إليها، حتى أنني ولشدة الغضب فكرة أنه قد يطلب منا قريباً "شهادة العذرية" وحمداً لله أنني متزوج، لأنهم لو فعلوا ذلك لكنت في ورطة شديدة.
أعتقد بأنني مواطن صالح، دون أن يشهد علي أحد، لأنني أفعل ما يجب علي فعله، للوطن قبل نفسي، لكنني رغم ذلك لا أشعر بأنني أنتمي لهذا البلد، أو أنني أنال منه الاحترام الذي أستحقه، ويستحقه المواطن العادي.
لا أريد الكتابة أكثر من ذلك، أو شرح تفاصيل أو الدخول في سجال مع أحد، فكل ما تقدم، كان بمثابة تفريغ لشحنات غضب من هذه الطلبات، وتلك الإجراءات العقيمة التي تطلب منا باستمرار. كان الله في عون الصحفيين في هذا البلد.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء