إيران صارت هنا- بقلم: يوئيل ماركوس/ هآرتس

20.11.2011 10:13 AM
لا أعلم هل يخيط خامنئي والحاخام عوفاديا يوسف عباءاتهما وعمائمهما الأنيقة عند الخياط وصانع القبعات نفسه، وهل الزخارف الذهبية التي توشي ملابسهما تدل على رتبة ما لمكانتهما الالهية أو انها مجرد تأنق. هناك من يقولون هذا وذاك. فقد تبنيا التقليد العثماني لرجال الدين الذين نافسوا في ذلك الحين السلاطين المتأنقين.

على كل حال، لخامنئي وليوسف تأثير في قضايا السلام والحرب. فاحمدي نجاد لن يضغط ذلك الزر من غير إذن من خامنئي، كما يحج رئيس حكومتنا ووزير دفاعنا ليشاورا يوسف في شأن التهديد الايراني. ان ما يشير به خامنئي بمثابة سر. وهناك من يعتقدون انه لن يوافق على ما نخشاه بسهولة.

فيما يتعلق بالحاخام عوفاديا اقتُبس من كلامه ان حله هو ان يُفسد الله جل شأنه امورهم عليهم، أي أن "يوجه سيفهم الى قلوبهم وتُكسر قوسهم". أعلن ايلي يشاي وهو واحد من الاصوات الثمانية الحاسمة في المجلس الوزاري المصغر الذين سيبحثون مسألة هل نهاجم أم لا أنه "ليس لنا من نعتمد عليه سوى أبينا في السماء". ونحن لا نملك في الحقيقة معلومات عما في نفس أبينا في السماء.

قبل نحو من اسبوعين نشر 19 جنرالا متقاعدا من الجيش الاسرائيلي رسالة الى وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان، تطلب وقف المس الدائم بالنساء في الجيش الاسرائيلي. وحذر الجنرالات من مس بدافع النساء للخدمة وبالقيم الأساسية للمجتمع الاسرائيلي. وذكروا أنهم يُجلون جنود الجيش الاسرائيلي المتدينين ويحترمون حقوقهم لكن هذه الحقوق يجب ان تُنظم من غير تطبيق صور حياة دينية على سائر المستخدَمين.

يقول اللواء المتقاعد مندي مارون ان كل من تولى قيادة جنود متدينين من المعاهد الدينية التحضيرية مثلا يعلم أنه لا كلام لوصف اخلاصهم، لكن لا صلة بين هذا واقصاء النساء. فلغير المتدينين ايضا حقوق في الجيش. واقصاء النساء عن الجيش الاسرائيلي هو رأس الجبل الجليدي الذي يتحرك نحو سواحلنا واسمه: من يعطي الاوامر العسكرية في الجيش؟ القادة أم الله جل شأنه.

قال افرايم هليفي، رئيس الموساد في الماضي: "الحريديون يخيفون أكثر من القنبلة الايرانية". ومن الفضول ان نذكر انه اضطر سريعا جدا الى الاعتذار. ويصعب ان نؤمن بأننا نقترب من وضع ليس فيه للناس غير المتدينين الحق في القذف فقط.

مع افتتاح دورة الكنيست وقعت علينا طائفة من اقتراحات القوانين التي تقود الدولة الى مناطق خطيرة. وهذا انتقال الى نظام الفصل العنصري الذي أخذ ينشأ بين النساء والرجال في القدس، أو نصيحة عضو الكنيست ديختر باعلان ان اسرائيل دولة يهودية وألا يُحسب لسكانها العرب حساب. هذا القول الذي صدر عن النائب من كديما جعله يحظى باطراءات واحد من اعضاء الكنيست قال: صرنا نرى آخر الامر ان الليكود يحكم.

يبدو ان رئيس الحكومة وعددا من رفاقه المتطرفين أكلوا في عطلة الصيف سبانخ كثيرة. فقد عادوا مع فكرة قانون مساءلة المرشحين للمحكمة العليا وتقييد تمويل الجمعيات (اليسارية خاصة) على أيدي حكومات ومنظمات في الخارج. ومن الغريب ان نسمع هذا الطلب من الجهة اليمينية للخريطة السياسية. في ايام عملي مراسلا لصحيفة "هآرتس" في واشنطن أثرت فيّ قدرات قادة اليمين على تجنيد اموال من جمعيات مختلفة وغريبة. ان اقتراح قانون التجفيف سيغضب اوروبا والمتبرعين الليبراليين في امريكا. وهناك خشية من ان توقف تبرعات للمستشفيات والجامعات. بل ان مستشار الحكومة القانوني أوضح بصورة لا لبس فيها ان هذه المقترحات ليست قانونية وتضر بالخطاب السياسي وبحرية التعبير وبحرية التنظيم.

يقول الوزير يوسي بيلد ردا على هذا انه ينبغي عدم الموافقة على تبرعات من الخارج لمنظمة مثل "نكسر الصمت"، مثلا التي تطارد جنود الجيش الاسرائيلي، وبحسب هذه الدعوى، يستطيع المواطن الامريكي ان يتساءل هل يجب الاستمرار في المساعدة المالية لدولة تستمر في البناء في المناطق ولا تحرك ساكنا من اجل السلام. ان بيبي يعمل على إفشال جميع الاجهزة التي لا تخضع لسيطرة حكومته كالمحكمة العليا ووسائل الاعلام والمنظمات غير الحكومية. وقد تراجع في هذه الاثناء شيئا ما في وجه رد الجمهور. لكن الاحداث الاخيرة تثير خشية من ان روح ايران تسيطر علينا فهناك: التشريع اليميني وتحول المتطرفين الى حريديين وعدم احترام حقوق الأقلية. ايران صارت هنا.
تصميم وتطوير