في حماس يتعاظم الامل بالنصر في الانتخابات- بقلم: آفي يسسخروف/ هآرتس

17.11.2011 10:32 AM
بتعابير السياسة الفلسطينية، عشرة ايام هي مثابة الابد. الكثير من الامور يمكن ان تتغير. واحداث يمكن أن تقع. ومع ذلك، يخيل أنه اذا لم تكن مفاجآت في اللحظة الاخيرة، ففي نهاية الاسبوع القادم سيتحقق اتفاق تاريخي بين رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) عن الانتخابات للبرلمان والرئاسة في ايار 2012 (ست سنوات منذ الانتخابات الاخيرة للبرلمان، سبع سنوات منذ انتخاب عباس). وسيلتقي الرجلان في القاهرة، مرة اخرى برعاية المخابرات المصرية، فيما أن الاتصالات السرية جرت في الايام الاخيرة في العاصمة المصرية بادارة الرجل الذي يقف خلف استكمال صفقة جلعاد شليط نادر العصر، القنصل المصري السابق في اسرائيل.

وكان توصل الى الاتفاق المبدئي عزام الاحمد من فتح ونائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى ابو مرزوق اللذان زارا القاهرة سرا. وأمس اعلن الاحمد بانه اتفق على أن تجرى الانتخابات في شهر ايار وانه ستعين حكومة خبراء لن يقف على رأسها سلام فياض. اصرار عباس بعد التوقيع على اتفاق المصالحة في ايار الماضي على أن يترأس فياض الحكومة الانتقالية حتى الانتخابات كان العائق المركزي، بزعم حماس في وجه تطبيق اتفاق المصالحة. ولكن يبدو أنه في الاشهر الاخيرة فهم عباس ايضا بانه لم يعد معنى للاصرار على فياض، وذلك ضمن امور اخرى بفضل حكومة اسرائيل وقراراتها.

طلب عباس الاصلي ابقاء فياض جاء للسماح باستمرار تحويل الاموال من الولايات المتحدة، الاسرة الدولية واسرائيل. اما الان، وبعد أن فهم بان حكومة اسرائيل لا تسارع الى تحويل اموال الضرائب التي تعود للفلسطينيين، وبالتوازي يتبين أن الكونغرس الامريكي سيجعل من الصعب ايضا بكل الاحوال استمرار تحويل المساعدات المالية للسلطة، في ضوء توجهها الى الامم المتحدة، فهم عباس بان عمليا ليس لديه تقريبا ما يخسره في التنازل عن فياض. اضافة الى ذلك، وحسب ما يرى عباس، فان منفعة كبيرة لا يمكن أن تنشأ عن حكومة اسرائيل الحالية وعليه فان احد الخيارات القليلة المتبقية امامه هو المصالحة بين الحركتين. يحتمل ايضا ان يكون الاعتبار الشخصي أثر كثيرا على قرار عباس. فيكاد يكون كل من التقى عباس مؤخرا سمع منه عن قراره بعدم التنافس في الانتخابات القادمة للرئاسة وعن رغبته في التركيز على حياته الخاصة.

اما في حماس، التي خافت حتى الان من الانتخابات فتنطلق الان المزيد من الاصوات التي تعتقد بان المنظمة كفيلة بالانتصار في الانتخابات القادمة لعدة اسباب: أولا، عقد صفقة جلعاد شليط التي عززت مكانة المنظمة. ثانيا، الربيع العربي الذي يصبح رويدا رويدا ربيعا اسلاميا – انتصار حزب النهضة في الانتخابات في تونس والانتصار المتوقع في مصر للاخوان المسلمين سيؤثر برأيهم ايجابا على حماس. وثالثا: الفهم في المنظمة الاسلامية بان حاليا ليس لدى فتح مرشح شعبي مثل عباس ومن هنا ايضا الاحتمال المعقول في أن تتمكن حماس هذه المرة من الانتصار حتى الانتخابات الرئاسية.

عدة أسئلة تبقى مفتوحة حاليا. ليس واضحا من سيكون رئيس الحكومة الانتقالية بدلا من فياض. غير قليل من الاسماء القيت في الفضاء بمن فيهم الملياردير الفلسطيني منيب المصري والمستشار الاقتصادي السابق لعباس محمد مصطفى. هذه المرة هوية رئيس الوزراء أقل مبدئية. ففي كل الاحوال لن يتبوأ منصبه أكثر من نصف سنة، ومشكوك أن ينجح في ان يحمل حكومة اسرائيل على تحويل الاموال الى صندوق السلطة. السؤال الحرج هو هوية مرشح فتح في الانتخابات للرئاسة في حالة عدم تنافس عباس. الكثير من كبار رجالات المنظمة لا يزالون يعتقدون بانهم سينجحون في اقناعه القيام بذلك. ولكن اذا ما اصر عباس ستجد فتح نفسها في وضع محرج على نحو خاص، حيث أن الرجل الوحيد المضمون انتصاره على حماس في الانتخابات للرئاسة هو مروان البرغوثي المحكوم بخمسة مؤبدات في السجن.

حتى لو توصل مشعل وعباس بعد عشرة ايام الى اتفاق على الانتخابات في ايار، وحتى على شخصية رئيس الوزراء، فلا يدور الحديث بعد عن مصالحة حقيقية. الطريق الى هناك طويل، ومعبد بالمطبات. اذا ما نجحت المنظمتان في الوصول الى شهر ايار والانتخابات بسلام، فمشكوك أن يشق انتصار احدى المنظمتين الطريق لاختفاء العناصر الاكثر اساسية في الانقسام الفلسطيني: حماس لن تنزع سلاح رجالها في غزة اذا ما خسرت وفي الحالة المعاكسة، فتح لن تسارع الى التخلي عن اجهزة الامن والسيطرة الحصرية في الضفة. بعد نحو اربع سنوات ونصف من الانقسام، مشكوك أن تتمكن حتى الانتخابات من ان تخفي الندبات والكراهيات التي تعاظمت على مدى السنين.
تصميم وتطوير