مقومات نجاح حملات تشجيع المنتجات الوطنية بقلم: الدكتورعقل أبو قرع

15.11.2011 09:13 PM
تصاعدت في الاونة الاخيرة الحملات التي تدعو لدعم وتشجيع تسويق المنتجات الوطنية، وبمعنى اخر الحد من الاستهلاك الفلسطيني للمنتجات الاجنبية ومن ضمنها الاسرائيلية، ورغم الزخم الاعلامي والغطاء الرسمي والغير رسمي الواسع، وعلى اعلى المستويات لهذه الحملات ، ومع ادراك الناس لاهمية استهلاك المنتجات الوطنية، وما يجره ذلك سواء من عائد على الدخل المحلي والاهم الحد من البطالة من خلال توفير المزيد من فرص العمل، الا ان هذه الحملات لم تحقق ما كانت تطمح لة، ولم تنجح في احلال المنتج الوطني محل المنتج الاجنبي اوالمنتج الاسرائيلي على الاقل، وعلى سبيل المثال منتجات الالبان بأنواعها، ومشتقات اللحوم والمعلبات، المنتجات الزراعية كالبطيخ والعنب، وحتى الادوية والملابس وغيرهما.
ويستهلك الإنسان الفلسطيني، اسوة بأي مواطن في الدول الاخرى، منتجات مصنعة محليا أو يتم استيرادها من الخارج، وهناك اعتقاد شائع تراكم مع الزمن عند المستهلك الفلسطيني، بأن المنتج الأجنبي أو المستورد، سواء أكان هذا المنتج إسرائيليا أو من دول أخرى، هو أفضل من المنتج المصنع محليا، وفي الواقع فأن هذا الاعتقاد غير صحيح، فالمنتج الفلسطيني بأنواعه المختلفة من أغذية، أدوية، أو أية منتجات زراعية كالبندورة والبطيخ والعنب مثلا أو حتى منتجات صناعية أخرى ، لا يقل في الجودة او في الفائدة او الامان عن المنتجات الاجنبية الأخرى، ولكن يبدو ان المستهلك الفلسطيني، اذا تم تخييرة بين المنتج الوطني والاجنبي، فأنة يختار المنتج الاجنبي، ورغم الفرق الاعلى في السعر للمنتج الاجنبي، لاعتقادة انة اكثر جودة او فائدة او كفاءة، وبالتالي فانة ومن اجل تسويق حملات دعم المنتج الوطني وبالتالي نجاحها، يجب التركيز على اهمية جودة وفائدة وسلامة المنتج الوطني، وليس فقط دعمة ومن خلال الشعارات الكبيرة لانة فقط منتج وطني.
فالمنتج الوطني او المحلي وحتى يصل إلى المستهلك، يجب إن يجتاز خطوات وان يتمتع بمواصفات وشروط، أساسية من اجل تسويقه، ومن ضمن ذلك اجتياز فحوصات مخبريه ، سواء من قبل الجهات المصنعة او من العديد من المختبرات المخصصة لهذه الغاية المنتشرة سواء في الجامعات الفلسطينية او في القطاع الخاص، وبالتالي فأن بإمكان أي مواطن او مؤسسة او هيئة تراودها شكوك او شكاوي حول أي منتج من أغذية، أدوية، مياه ،او غير ذلك أحضارة لإجراء الفحوصات المخبرية الضرورية والحصول على النتائج ، ومن اجل نجاح حملات دعم المنتج الوطني يجب القيام بحملات تسويق مهنية مبنية بالاساس على قدرة المنتج الوطني على المنافسة، بالاعتماد على فائدتة او جودتة وكذلك على سلامتة و صلاحيتة للاستهلاك ، وليس فقط من باب رفع الشعارات والمناشدات كما يحدث في العادة في بلادنا.
فالمطلوب القيام بحملات إعلامية تسويقية تعتمد على جودة وسلامة المنتج، بالتعاون بين جهات عديدة تشمل اتحادات الصناعات، والجمعيات الفلسطينية لحماية المستهلك والدوائر الرسمية المعنية، ووسائل الإعلام ، وكذلك العمل لإصدار مواصفات فلسطينية تتلائم مع طبيعة المنتج الوطني ومع احتياجات المستهلك الفلسطيني،وهذا يتطلب تشكيل لجان فنية مختصة، ومن ذو الكفاءة لاعداد هذه المواصفات، وليس استيراد مواصفات جاهزة من بلدان اخرى، وتحويرها او اعادة تسميتها كمواصفات فلسطينية، قد لا تلائم المنتجات الوطنية، او حاجات المستهلك الفلسطيني، وكذلك منح الأولوية في العطاءات والمشتريات الحكومية للمنتج الوطني ذو الجودة والسلامة، وكل ذلك وصولا لإزالة ذلك الاعتقاد الشائع والذي تراكم منذ فترة طويلة عند المستهلك الفلسطيني بأن المنتج الوطني لا يوازي او اقل جودة من المنتج الأجنبي.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير