التاييد الامريكي واملاءات اوباما...بقلم ايزاي لبلار/ إسرائيل اليوم

10.07.2011 05:19 PM

إلى جانب التأييد المعروف في مجلس النواب الامريكي، تشير استطلاعات الرأي العام الى مستويات قياسية من التأييد الشعبي الامريكي لاسرائيل، بلغت 65 في المائة قياسيا بـ 37 في المائة في سنة 1988.

لكنه يلوح حتى الان وجود صراع شديد مع الادارة الامريكية. ان البيت الابيض هو الذي يخطط على نحو تقليدي لسياسة الولايات المتحدة الخارجية. وفي هذه الحال قد يتجاهل اوباما – المصمم على الامتناع عن استعمال حق النقض في مجلس الامن – الرأي العام في بلده ويفرض علينا قبول مطالبه الاخيرة.

هاجت في المدة الاخيرة حملة دعائية ترمي الى استعمال ضغط على مجلس النواب الامريكي لتغيير موقفه، وانشيء فريق عمل مهمته اقناع اليهود بان اوباما يعمل لمصلحة اسرائيل. أعلن اوباما في عشاء تم في الاونة الاخيرة مع متبرعين يهود بان ادارته "ستصرف كل قواها الابداعية" لاقناع اسرائيل بالفحص عن مواقفها من جديد. لكنه نبه أيضا على نحو ينذر بالشر الى انه اذا لم تستجب مطالبه فان "الاختلافات التكتيكية بين اسرائيل والولايات المتحدة ستزداد".

ما يزال جزء كبير من وسائل الاعلام الامريكية الليبرالية يجتهد في مقاومة نتنياهو. فقد وصف توم فريدمان من صحيفة "نيويورك تايمز" نتنياهو بانه "مبارك اسرائيل"، وهذا مثال فقط. والمشكلة هي أنه برغم ان أكثرية يهود الولايات المتحدة تؤيد اسرائيل بحماسة ويعترف 75 في المائة منها بان هدف العرب هو تدمير الدولة اليهودية – فان جزءا كبيرا من الاعلام اليهودي الامريكي يوافق على زعم ان سياسة نتنياهو هي المشكلة.

ان عدم الاكتراث والصمت عند القيادة اليهودية مقلقان. فاذا استثنينا منظمة "صهاينة امريكا" الصقرية فانه لم يُسمع أي رد يهودي رسمي على محاولة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ان تفرض على اسرائيل صيغة اوباما أو على الضغوط الجديدة التي يستعملها البيت الابيض على قادة يهود امريكا. بل ان زعيم المؤتمر اليهودي العالمي رونالد لاودر حث نتنياهو على استعمال جهود لاقناع الفلسطينيين في العودة الى التفاوض. وهذا مطلب سخيف اذا أخذنا في الاعتبار حقيقة أنهم رفضوا فعل ذلك برغم تجميد الاستيطان. لكنه بخلاف الحيلة الدعائية التي حدثت على أثر تصريحه، قال لي لاودر على نحو لا لُبس فيه انه يؤيد تماما رفض نتنياهو طلب اوباما ان تتبنى اسرائيل حدود 1949 مع تبادل اراضٍ باعتباره نقطة بدء التفاوض.

من حسن الحظ أنه ما يزال للرأي العام دور مهم في صياغة السياسة الخارجية الامريكية. لكنه توجد حاجة ملحة الى بدء حملة دعائية محكمة من أجل الرأي العام تبين للامريكيين ولمجلس النواب الامريكي لماذا نعارض بشدة المطالب الجديدة والى حملة دعائية تشحذ ادراك أن الحكومة الاسرائيلية في هذه النقطة تتمتع بتأييد أكثر الاسرائيليين. يجب ان نحذر في هذا الاجراء عدم تعريض جهود الايباك التي تستحق المدح من أجل الحفاظ على تأييد الحزبين الامريكيين لاسرائيل في مجلس النواب، للخطر.

علينا أن نؤكد ان اسرائيل دولة ذات سيادة، وانه ينبغي الا يتوقع منها قبول املاءات من ادارة امريكية لم تنقض التزامات تلك التي سبقتها فقط بل قررت ايضا الاعتراف بالاخوان المسلمين، مؤسسي حماس بانهم حزب ذو شرعية في مصر. ويرفض الرئيس ومساعدوه الاعتراف بان مطالبهم تناقض قرار الامم المتحدة 242 الذي لم يؤيد قط "تبادلا متفقا عليه بالاراضي" بل ايد حدود أمن اسرائيل.

علينا ان نبين ان خطوط وقف اطلاق النار في 1949 هي تهديد  وجودي لنا في الامد البعيد. يعرف اوباما حقيقة ان هذه الحدود غير مناسبة لكنه يصر على ان تبادل الاراضي سيعوض من ذلك. ويتجاهل حقيقة أن "الاتفاقات المتبادلة" المتعلقة بـ "التبادلات" متعلقة بارادة الفلسطينيين الخيرة وان عباسا اعلن في الماضي انه مستعد لان يزن تبادلات "في الحد الادنى" فقط.

ان قبول صيغة اوباما معناه أن نقطة انطلاق التفاوض ستجعل جبل الهيكل وحائط المبكى والضواحي اليهودية من شرقي القدس والكتل الاستيطانية الرئيسة داخل الدولة الفلسطينية. كي تحتفظ اسرائيل بهذه المناطق داخلها يجب عليها أن تحرز موافقة فلسطينية على "التبادلات". والى ذلك فانه في حالة تحقيق "التبادلات"، فان صيغة اوباما تمكن الفلسطينيين من مواصلة طلب حق العودة وهو وصفة مجربة بنهاية دولة اليهود.

علينا أن نبين نقطة ان اسرائيل منذ انتخب اوباما هي التي قامت بجميع التنازلات في حين لم يعطِ الفلسطينيون شيئا بل انهم رفضوا مفاوضتنا. لا شك في أنه حان وقتُ ان تكف الولايات المتحدة عن منح الفلسطينيين جوائز مقابل عدم التعاون. يجب علينا أن نعرض على مجلس النواب الامريكي ان يزن الاستمرار على تمويل السلطة الفلسطينية ما استمرت الوحدة بين منظمة حماس القاتلة والسلطة.

حان وقتُ ان تطلب الادارة حل كتائب شهداء الاقصى التابعة للسلطة – التي تعرفها الولايات المتحدة بانها منظمة ارهاب – وان تستعمل تأثيرها لمواجهة التحريض الاهوج المستمر على اسرائيل واليهود. ان حقيقة ان 68 في المائة من الفلسطينيين ما زالوا يؤيدون العمليات الانتحارية تتحدث من تلقاء ذاتها.

مع الاخذ في الحساب المطالب التي القيت علينا يحل لنا أن نتوقع ان تقول "حليفتنا التي لا تتزعزع" الكلام كما هو وان تشعر الفلسطينيين ان الولايات المتحدة عالمة بان حق العودة للاجئين الفلسطينيين سيفضي الى نهاية الدولة اليهودية.

هذه هي الاسباب التي تجعل نتنياهو لا مناص له سوى رفض مقترحات اوباما عن قلق بامن اسرائيل حتى لو وضعنا جانبا مشكلات أمنية مثل الوجود الاسرائيلي في غور الاردن وطلب حدود متصلة.

تصميم وتطوير