استقالة روس اقرار بفشل عملية السلام

12.11.2011 10:00 AM
رام الله- وطن للانباء: قالت صحيفة الحياة اللندنية في تقرير لها ان خروج خروج مستشار الرئيس الأميركي عن الشرق الأوسط دنيس روس من البيت الأبيض، يدق المسمارَ الأخير في نعش عملية السلام، ويطرح علامات استفهام عن أفق علاقة الرئيس باراك أوباما بالحكومة الاسرائيلية، والتي ساهم مستشاره الى حد كبير في تحسينها، ومن ثم عن حظوظ الرئيس في كسب الصوت اليهودي الأميركي في انتخابات عام 2012.
وتقول الصحيفة ان خروج روس من الحكومة الامريكية التي عاصرها في ثلاث ادارات متعاقبة (جورج بوش الأب، وبيل كلينتون، وأوباما) وعودته الى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، بمثابة إقرار «بالهزيمة»، كما يشير المسؤول السابق في الادارة السابقة جيفري بيركويتز الذي تولى الإشراف على العلاقة مع الأقلية اليهودية الأميركية في البيت الأبيض. ويضيف أن «روس يغادر بخيبة أمل وغم» وفي ظل استمرار التشنج في العلاقة بين أوباما ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو والفشل الذريع الذي صاحب جهود الادارة في تحريك عملية السلام. فروس الذي راهن على أوباما منذ بداية ترشحه للرئاسة عام 2007 عندما لحق آخرون بقطار هيلاري كلينتون، شاهد عن كثب خيبات الأمل المتتالية في عملية السلام.
وبعد تعيينه مسؤولاً عن الملف الايراني في وزارة الخارجية الأميركية عام 2009، كانت مطبات المبعوث جورج ميتشل في موضوع وقف الاستيطان سبباً رئيسياً في نقل روس الى البيت الأبيض والاستفادة من خبرته كمبعوث سابق ومن علاقته الجيدة مع الحكومة الاسرائيلية التي أبدت تحفظات على إستراتيجية أوباما. وعمل روس بهدوء من منصبه في البيت الأبيض على تحسين العلاقة بين أوباما ونتانياهو والتأسيس لآلية مختلفة للدفع بعملية السلام منفصلة عن شروط تجميد الاستيطان والقيام بخطوات تطبيعية كان دعا اليها ميتشل.
وما لبث روس أن اصطدم بالعراقيل السياسية، من بينها تعنّت نتانياهو الذي يعرفه المبعوث السابق جيداً منذ أيام بيل كلينتون، وإصرار الفلسطينيين على التوجه الى الأمم المتحدة. وفيما كانت استقالة ميتشل أول الصيف مؤشراً الى هبوط عملية السلام من سلم الأولويات الأميركية، تعتبر مغادرة روس بمثابة القشة التي قصمت ظهر العملية، اذ بخروجه نهاية الشهر المقبل، لن يعود داخلَ الادارة أيُّ وجوه متمرسة في الملف الفلسطيني-الاسرائيلي.
وليس خفياً أن جهود روس ساعدت في تحسين العلاقة بين تل أبيب وواشنطن، انما في الوقت نفسه كان لها مردود عكسي على ثقة الجانب العربي والفلسطيني بمستشار أوباما. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلت عن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال لقاء مغلق عقده مع مراقبين الربيع الماضي، انزعاجه من روس واعتباره أحد أسباب جمود عملية السلام.
غير أن مغادرة روس الادارة في هذا التوقيت ستكون له تداعيات على السياسة الأميركية الداخلية، فالإعلان جاء بداية من روس خلال اجتماعه بقيادات يهودية أميركية كان تواصل معها لتحسين صورة أوباما. ويرى بيركويتز أن مغادرة روس «في الأسبوع الذي تسربت فيه لقطات من حديث أوباما (مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في قمة العشرين) الذي ازدرى نتانياهو، لا يعطي انطباعاً جيداً لليهود الأميركيين الذين رأوا في تعيينه بادرة حسنة». وكان أوباما ردَّ على قول ساركوزي بأن نتانياهو «كاذب» بالقول «أنا مضطر للتعامل معه».
تصميم وتطوير