نحن الفلسطينيين أشد الناس حاجة إلى مأسسة العمل التطوعي..بقلم: حسين يحيى

27.10.2011 11:24 AM
بالأمس القريب كتبت عن ثقافة التطوع كحلم يراودني وآمل تحقيقه. ومقالة اليوم أراها حلماً اكبر من سابقه، وحبذا لو تحقق الحلمان معاً وأخذا بعين الاعتبار أن لا تقنين في التطوع ولا تحديد لا قواعد ولا أسس إلا أسس الخير ابتداءً وغاية.

سبق وذكر أن الدول المتقدمة تقوم بحسم المبالغ المتبرع بها من أصل أو أصول الضرائب المستحقة على المتبرع حثاً وتشجيعاً ومؤازرةً.... ودولاً أخرى كثيرة ومنها عربية تدعمه وتحث عليه وتساعد على ممارسته، على سبيل المثال لا الحصر: لبنان والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان والكويت، مصر وتونس كونه أشبه بمؤسسة ( رغم عدم وصوله مرتبة مؤسسة ).
نحن الفلسطينيين أشد الناس حاجة للتطوع (سلماً وحرباً ) كوننا في أرض الرباط إلى يوم القيامة. فلم لا نعامل كهيئة عمل تطوعية معاملة جمعية خيرية من مثل تلك الجمعيات التي لها معاملة خاصة.

لنتواصل جميعاً ومعاً حيث الغاية واحدة رغم اختلاف السبل والوسائل، وكلها خير وتصب في وعاء واحد هو فلسطين بشراً وثرى. أتساءل لما لا تحتضننا المنظمة ( منظمة التحرير ) وتتبنانا وتدعمنا معنوياً ومادياً؛ لنكون على قدر المسئولية، ندعو الهيئات المماثلة كما دعونا، ونتبادل معهم الآراء والتجارب، وليقفوا على واقعنا كما وقفنا على واقعهم، لم لا نكون ممثلين لها رغم أننا نرفع علماً واحداً ونخدم شعباً واحداً وهدفاً واحداً ... لا تقوم السلطات فقط على السياسة بل تتعداها إلى كل مناحي الحياة ... فلابد من تفعيل دور هذه الهيئة وما يماثلها داخلياً وخارجاً فنحن نعمل من فلسطين ولفلسطين وباسم فلسطين مادياً ومعنوياً. أفلا يجدر بسلطتنا دعمنا ومؤازرتنا والشد على أيدينا عَلنا نرتقي بعملنا الخالص لوجه الله والوطن!!

انه لمن دواعي الغبطة أن يرى الشعب والدولة علم بلادهم يخفق عالياً في كل محفل دولي، مستقطباً كل فاعل خير ( وما أكثرهم لو اطمأنوا ) ولنا في دولة قطر المثل الأعلى. إن الدول ( كل الدول ) تشتري شهرتها ما وسعها ذلك وما استطاعت إليه سبيلا ... فكيف بها لو كانت أعمالاً تطوعية ؟! أفلا تستحق هيئتنا هذه ومن يماثلها الدعم والاحتضان والتبني من أجل رفعة الوطن وشهرته حيث تكبر الأوطان بأبنائها وهذا أمر جلي، فقط لننظر إلى أشقائنا من حولنا لنتعرف الجواب ونقدر حجم المسؤوليات الواقعة على كواهلنا.

من الأولى بسلطتنا الفلسطينية أن ترعى هذه الهيئة الخدمية التنموية، والأحرى بمؤسساتنا الوطنية والشعبية والمجتمعية منها بالإضافة إلى القطاع الخاص أن تهتم بأعمالنا الإنسانية والوطنية ودون إملاءات أو اشتراطات كي لا يقيد المتطوع بأي قيد !! وكذا المتلقي، يكفينا قيود الاحتلال وما نرسف من أغلال آناء الليل وأطراف النهار ... لننطلق بأفراس بلا سرج ولا لجام لنحقق الخير ونرسم البسمة على شفاه كل محتاج. فرادى وزرافات، لا نقصر الخير علينا ولا نستبعده من غيرنا فالخيرات في أمتنا حتى قيام الساعة.

نحن المتطوعين لا ولم ولن نأل جهداً في تقديم كل عون لمحتاجه وكل مستحقيه، ولكننا نريد دائما كل معاضد مؤازر، علنا نفي شعبنا بعض حقه علينا، فالجائع لا يحرر وطن والجاهل لا يقاوم عدو والمريض لا يجابه احتلال ...

فلتكن يد سلطتنا ومؤسساتنا فوق أيدينا عسانا نحسن ما نقوم به من أعمال تطوعية، نؤطر ونمأسس العمل التطوعي وبذلك يكون لنا ولكم قصب السبق، نحرزه في هذا المجال العظيمة مخرجاته والبسيطة مدخلاته، لعل وعسى أن يقيض الله لنا من يقرأ ويعي ومن يسمع ويفقه عندها يمكننا السير حثيثاً بلا وجل.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير