يوسي ملمان: "عندما لا يريد الشَباك" محمد أبو علان:

10.10.2011 11:44 AM

قبل أسبوع كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية كيف يقوم المستوطنون اليهود بحرق المساجد في الضفة الغربية وداخل فلسطين المحتلة 1948، وكيف يقومون بتجنيد عناصرهم لمهمات حرق المساجد، وكيف يقومون بإخفاء آثار الجريمة، وكشف هذه التفاصيل جاء على لسان أحد هؤلاء المستوطنون في حديث مفصل له مع مراسل صحيفة "معاريف" العبرية.

الإعلام الإسرائيلي استطاع بكل سهولة ويسر الوصول لمن يحرقون المساجد في الوقت الذي لازال جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشَباك" يدعي عجزه الوصول لمن يحرقون المساجد رغم تكرار عمليات الحرق في أماكن عدة.

إدعاء "الشَباك" بالعجز عن إلقاء القبض على من يحرقون المساجد من المستوطنين كذبه الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة "هآرتس" العبرية "يوسي ملمان" من خلال مقالة نشرها اليوم على موقع صحيفة "هآرتس" بعنوان " عندما لا يريد الشباك فعلاً" قارن فيها عن أساليب تعامل الشباك مع كل من الفلسطينيين والإسرائيليين في عمليات التحقيق.

المقارنة جاءت بين اعتقال والتحقيق مع قاصرين فلسطينيين اتهما بإلقاء الحجارة على سيارة أحد المستوطنين مما أدى لمقتله وابنه حسب إدعاء الشرطة الإسرائيلية، وبين قاصر يهودي متهم بإحراق المسجد في القرية البدوية "طوبا الزنغريا" في فلسطين المحتلة 1948 قبل حوالي الأسبوعين.

جهاز "الشَباك" استخدم أساليبه المعتادة مع الفلسطينيين في عمليات جمع المعلومات، وأساليب التحقيق لانتزاع اعترافات من القاصرين الفلسطينيين، أما المعتقل من المستوطنين فتم اعتقاله بالصدفة وليس نتيجة عمليات متابعة "الشَباك" له، ولم يستخدم "الشَباك" معه أساليب تحقيقه الخاصة لانتزاع اعتراف منه كما هول الحال مع القاصرين الفلسطينيين.

كما كان بإمكان "الشَباك"  منع المتهم اليهودي من اللقاء مع محاميه كما يفعل في العادة مع الفلسطينيين لكنه لم يفعل ذلك، لا بل أكثر من ذلك فمحامي المعتقل اليهودي المتهم بحرق المسجد طلب منه ممارسة حق له يمنحه القانون الإسرائيلي وهو حق الصمت وعدم الإجابة على أسئلة المحققين.

وتابع "ملمان" حديثه عن أساليب عمل "الشَباك" عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين بقوله "هذه الأساليب تبين الفوارق الكبيرة، الشباك يحقق نجاحات في كشف وإفشال أعمال يقوم بها الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وسكان إسرائيل، ولكنه يفشل مرّة تلو المرة أمام المجموعات الإرهابية اليهودية، فالمسجد في طوبا الزنغريا كان الرابع الذي يتم إحراقه، وفي نهاية الأسبوع تم أيضاً تدنيس مقابر في مدينة يافا".

"ملمان" اعتبر أن هذه الممارسات التي يقوم بها المستوطنون تتعدى العمليات الانتقامية ضد الفلسطينيين، بل تهدف لإشعال حرب دينية، وقال في هذا السياق " من يحرق المساجد ويدنس المقابر لا يخطط فقط للانتقام، بل هو يسعى لخلق أجواء تساهم في إشعال حرب دينية".

ويشير "ملمان" في مقالته لما يمكن اعتباره صمت رسمي إسرائيلي على جرائم المستوطنين ضد الفلسطينيين، ويعود بالذاكرة لما نشرته مجلة "تايم" في مطلع الثمانيات بعد الاعتداء الذي نفذه التنظيم السري اليهودي ضد ثلاثة رؤساء بلديات في الضفة الغربية، حيث ذكرت "التايم في حينه أن " رئيس جهاز الشَباك ليس في عجلةٍ من أمره لكشف أعضاء التنظيم السري اليهودي لكي لا يثير غضب رئيس الحكومة آنذاك مناحيم بيغن".

والجدير ذكره أن أعضاء التنظيم السري اليهودي الذين نفذوا الاعتداء على رؤساء البلديات، وكانوا يخططون لتفجير المسجد الأقصى، وتفجير باص يقل أطفال فلسطينيين اعتقلوا بعد ثلاث سنوات وحكموا لفترات زمنية طويلة إلا أنه تم الإفراج عنهم بعد فترة زمنية قصيرة.

واعتبر "ملمان" أن هناك تعاون بين الجهاز القضائي والشرطة والجيش في دولة الاحتلال الإسرائيلي لغض الطرف عن جرائم المستوطنين ضد الفلسطينيين، واتهم "ملمان" الصحافة الإسرائيلية بالوقوف لجانب المستوطنين أيضاً عبر الترويح لكلماتهم مثل استخدام تعبير "جباية الثمن" لعملياتهم ضد الفلسطينيين، ولكن يجب قول الحقيقة "ما يفعله المستوطنون لجيرانهم الفلسطينيين هو إرهاب".

جهاز الأمن العام الإسرائيلي يدعي صعوبة اختراق الجماعات الإرهابية اليهودية كونهم يدربون عناصرهم على كيفية الصمود في التحقيق أمام رجال الأمن الإسرائيليين، إلا أن

"ملمان" يكشف زيف هذا الإدعاء بقوله " أيضاً حماس وحزب الله يدربون عناصرهم على الثبات والصمود أمام محققي الشَباك، إلا أن الشَباك استطاع اختراقهم والحصول على معلومات دقيقة من خلال هذا الاختراق".

وختم "ملمان" مقالته بالقول "رؤساء جهاز الشباك في السنوات العشر الأخيرة آفي ديختر ويوفال ديسكن والحالي هم من خريجي وحدة سيرت متكال وشكيد وجولاني يحفظون جيداً التعبير القائل لا يوجد مصطلح لا استطيع، يوجد مصطلح لا أريد

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير