جريمة قطع الأشجار

كتب م. احمد الزاغة : في مساراتنا الاسبوعية البيئية كثيراً ما نمر ونستظل في ظل الأحراش المنتشرة على قمم الجبال من اشجار الصنوبر والسرو، لكننا اصبحنا نلاحظ ان هنالك جريمة ترتكب في حق البيئة وتدمرها، فمعظم هذه الأشجار يزيد عمرها عن مائة عام وتم زراعتها زمن الحكم العثماني والانتداب البريطاني فحمال فلسطين يمتاز بالنسيج الخضري المنتشر على الجبال مما يجعلها موطناً للحيوانت البرية والطيور بانواعها المختلفة.
مثلاً الأحراش على مدخل مدينة جنين تتقلص اشجارها التاريخية، اما انها تموت بسبب عدم العناية او انه تم حرقها او تم قطعها من قبل العابثين وتجار الحطب، مما يهدد بضياعها وانكشاف التربة وتعريتها، وفي مسارنا الأخير بين كفر عين وقراوة بني زيد، لاحظنا انه تم قص الكثير من اشجار الصنوبر وانه تم تجميها ، تمهيداً لبيعها في الموسم الشتوي القادم ولكن خطر احتراقها قائم نتيجة خطأ بشري او متعمد او نتيجة لرمي الزجاجات بينها مما يجعلها تعمل كالعدسة المكبرة وبالتالي تجميع اشعة الشمس في بؤرة معينة واذا كان العشب اسفلها جافاً اشتعلت ودمرت وحرقت هذا النسيج الخضري وما يحتويه من حيوانات وطيور، ومثال آخر عن حرش النبي صمويل قرب بدو تم قطعه بالكامل وبيعه حطباً، وكنا قد زرناه سابقاً واستظلينا به واستمتعنا بالمشاهد الرائعة امامه، بينما الجزء والذي يخضع تحت سلطة الاحتلال لازال يحتفظ باشجاره لخضراء بل يزداد عددها.
والسؤال هنا اين دور المسؤولين من وزارة الزراعة ووزارة البيئة؟ ولماذا تترك الأمور على الغارب ونلوم الاحتلال واجراءاته علماً بان الحلول بايدينا! الا يكفينا التخريب الذي يمارسه قطعان المستوطنين من تقطيع وحرق للاشجار، حتى نمارس مثل افعالهم في بيئتنا بل افظع ! ومن اجل الخروج من هذه القضية الهامة فانني اقترح ما يلي:
1. اعادة تفعيل يوم الشجرة في المحافظات المختلفة وزراعة الاشجار على قمم الجبال التي تضررت و على قمم الجبال المعراة.
2. ان تقوم وزارة الزراعة بتوفير اشتال من الاشجار الحرجية والمثمرة وتزويد المدارس والمهتمين بها من اجل زراعتها وزيادة النسيج الخضري.
3. زيادة الوعي لدى الطلبة خاصة والسكان عامة من خلال وسائل الإعلام المتوفرة المرئية والمسموعة والمقروءة، بضرورة الحفاظ على الأشجار الحرجية والإهتمام بها وتنظيفها من الفضلات.
4. عمل الجولات والمسارات البيئية لهذه المناطق لحمايتها من الاستيطان وللاستمتاع بالطبيعة وزيادة الارتباط بها، فالطبيعة هي امنا الأولى ويجب علينا ان نحافظ عليها.
5. رمي بذور الأشجار المثمرة على جوانب الطرقات قبل الموسم المطري والتي ستنمو وتكبر مع الزمن.
6. سن قانون يمنع قطع الاشجار و يعاقب كل من يقطع الاشجار، لان من امن العقاب اساء الأدب.
7. ان زيادة زراعة الاشجار الحرجية سيؤدي لتلطيف الجو وزبادة الاكسجين ويخفف انبعاثية الكربون.
ان قمنا بذلك فاننا سنحفظ بيئتنا من الدمار والاندثار وستبقى خضراء ومكاناً لجذب السياح وزيادة الدخل القومي وستبقى فلسطين خضراء.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء