خيبة الامل: عندما لا يكون طفلي كما حلمت

23.04.2025 10:32 AM

كتبت امتثال كلبونة - اشراف د. فلسطين نزال: خيبة الامل من الاباء في الأبناء تعد من القضايا الحساسة التي نادرا ما يتم مناقشتها والحديث عنها بصراحة، علما بانها تجربة منتشرة بين العديد من الاباء. اذ انه مع نمو وتطور شخصيات الأبناء قد يواجه الاباء مشاعر خيبة الامل خاصة في حال عدم تطابق سلوكيات أبنائهم مع توقعاتهم وامالهم.

لكن هل يحق لنا حقا ان نشعر بتلك الخيبة في أطفالنا؟
في الواقع ان مصطلح خيبة الامل يعتمد في تعريفه على حقيقة ان الأشخاص يشعرون بالمعاناة بسبب عدم تحقيق رغباتهم او امالهم وبالتالي فان عدم تحقق رغبات الوالين في أبنائهم تؤدي بهم الى الشعور بالحزن وخيبة الامل.
بلا شك ان ديناميكية هذا الشعور مدمرة، بشكل خاص إذا لم يتم ادراكها بوعي، فلحظات الإحباط الداخلية تؤدي الى المزيد والمزيد من البعد عن أطفالنا وبالتالي يشعر الطفل بهذه المسافة ويصبح أكثر اضطرابا.
هنالك الكثير من الامور المتعلقة بالآمال والرغبات والتوقعات كما والتصورات الشخصية التي قد تثير شعور خيبة الامل، ولكن الأهم من ذلك هو الاعتراف بها والتعبير عنها، ان لحظات خيبة الامل المتراكمة سوف تؤدي بنا كوالدين الى قدرة اقل على الحب، من المهم فهم المشاعر والتوقعات والافعال حتى نتمكن من التصالح معها وبذلك نصبح أكثر تفهما لأبنائنا.
العلاقة مع أطفالنا ليست استثمارا يمكن الاستغناء عنه، وانما عملية مفتوحة مليئة بتمارين القرب والمسافة، ولا ينبغي النظر الى المواقف التي لا تفي بتوقعاتنا على انها مواقف سلبية تماما، بل يمكننا العثور على الشيء الإيجابي فيها واعتبارها فرصة لنا ولأطفالنا، وهذا يجعلنا نتساءل بموضوعية، ماذا يحاول طفلي ان يقول لي من خلال سلوكه؟ وكيف يمكن إيجاد مكان مناسب لمشاركة مشاعرنا ومعالجتها، فمن خلال ذلك نستطيع التقليل من الأفكار والتصريحات السلبية.
ان القاء اللوم على أنفسنا او حتى على أطفالنا سوف يؤثر على قربنا منهم وبالتالي يجب علينا ان نسعى جاهدين لتنمية الشعور بالقبول والمحبة، وقد تساعد هذه التمارين الصغيرة على ذلك:
-ابتسم لطفلك عندما يدخل الغرفة.
-لا تعلق بشكل مفرط على لعب الطفل او نشاطاته.
-تفاعل مع طفلك واظهر له اهتمامك بمشاعره ونشاطاته وكيفية انقضاء نهاره
-امنح طفلك المجال للتعبير عن رايه في المواقف المشتركة او المواقف التي تخصه بالدرجة الأولى.
علينا ان لا ننسى ان أبناءنا هم ثمرة اعتنائنا بهم، فكلما رويناهم المزيد من الحب والاهتمام والتفهم والاحتواء والتقبل كلما كانت علاقتنا معهم أكثر صحية وإيجابية مما ينعكس على تطورهم ونموهم بشكل سليم.

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير