ملاحظات متناثرة يربطها خيط ! توطين. تهجير. تدجين. طرد: تنوعت الأدوات والهدف أهداف!

كتب الخبير في شؤون الأونروا سامي مشعشع: ملاحظات متناثرة وجمل معلوماتية وإحصائيات وأرقام متبعثرة يختلط فيها الواقع مع المتخيل والحقيقي مع الهذيان، ولعلها مجتمعة تزيد من سوء الرؤية لدى البعض وضبابيتها او لعلها تبرز خيطا متصلا بينها يربطها لنتيجة او لهدف او لمقصد او لمزيد من الغموض وعدم اليقين (ولعل هذا هو
المرام بحد ذاته).
- الجنرال الإسرائيلي السابق غيورا آيلاند (صاحب خطة الجنرالات الإبادية) يتظاهر بأن خطته لم تعد صالحة لغزة مع انها خطة قتلت غزة والغزاوي بكفاءة ووحشية غير معهودة. هذا الجنرال قدم رؤية في العام ٢٠١١، في معرض بحثه عن "بدائل إقليمية لحل الدولتين"، دعا فيها لتوسيع مساحة سيناء لاستيعاب مليون فلسطيني هناك مقابل إعطاء/مقايضة المصريين ارضاً بذات المساحة في صحراء النقب الفلسطينية المحتلة.
التوضيح مرة أخرى لنقطة طرحتها بالسابق لعلها واجبة: دعوات التهجير والطرد الإسرائيلية والأمريكية تحدد أحيانا ارقامًا بعدد الفلسطينيين المرجو طردهم. بدر عن بعض المسؤلين ان الهدف في غزة الان هو طرد اكثر من مليون ونصف المليون غزي. ما مغزى هذا الرقم؟ غيورا هذا، جنرال الموت، تحدث عن طرد مليون غزي في العام ٢٠١١. لماذا هذا الرقم؟ لماذا يتم التحدث عن تهجير قرابة المليون فلسطيني من الضفة الغربية لخارجها؟ أنا ادعي ان المستهدف هو اللاجئ الفلسطيني في هذه المناطق بهدف طرده/ها كمتطلب أساسي للقضاء على حق العودة وانهاء المطالبة بحقوقهم وعودتهم. في العام ٢٠١١ كان عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الاونروا في غزة مليون إنسان وهو الرقم الذي طرحه الجنرال بالطرد إلى سيناء في حينه. دعوات طرد ١،٦ مليون غزي اليوم تكاد تتطابق مع عدد اللاجئين داخل غزة. والمليون فلسطيني في الضفة المراد طردهم يوازي عدد اللاجئين الفلسطينيين فيها ولعل ذلك يفسر استهداف مخيمات أقصى شمال الضفة بالقتل والهدم والتهجير الداخلي .. هدفا وسياسة ستمتد لبقايا المخيمات الثمانية عشر.
لا أراني أهلوس ولا أظن أنى من دعاة نظرية المؤامرة ولكن الأرقام تتحدث.
- يقولون ان هنالك مرحلة رابعة من صفقة القرن الترامبية والتى بدء العمل عليها خلال ولايته الأولى— مرحلة رابعة لم يتسنى له وزبانيته تطبيقها حينذاك والحديث انها أخرجت الان من الأدراج. هدف هذه المرحلة يقال هو توطين ٣ مليون من أصل ٥ مليون فلسطيني في الاراضي المحتلة عام ١٩٦٧ — وهو مقارب لعدد اللاجئين المسجلين لدى الاونروا في الضفة الغربية وقطاع غزة!
- توطين مقابل مليارات الدولارات لإنقاذ وإنعاش اقتصاديات الدول التي ستستوعب المهجرين والمطرودين من الضفة وغزة. اجتهد وأقول ان المستهدفين هنا هما اقتصادي الأردن ومصر. وافترض ان مليارات إضافية ستذهب لتوطين اللاجئين الفلسطينين المتواجدين في سوريا ولبنان (ومنع من منهم ترك البلدين وهاجر لدول ثالثة وترك بعضا من أفراد عائلته من العودة) وتوطين اللاجئين الفلسطينين في الأردن (من منهم هاجر قسرا بعد العام ١٩٤٨ ومن منهم قطع الجسر اليها بعد العام ١٩٦٧). اجتهد ايضا ان مليارات إضافية (او بعض من ذات المليارات) ستخصص لدول أخرى ان أبقت مصر والأردن على موقفيهما برفض التهجير والترحيل القسريين او "الطوعيين"، والحديث هنا عن تهجير اللاجئ الفلسطينى لدول كأرض الصومال، منطقة الأنبار في العراق، المناطق السورية المحتلة إسرائيليا وغيرها من الأماكن. لهذا المدى وصلنا من الوقاحة في الطرح ولهذا المدى من الضعف عربيا وعالميا في الوقوف أمام
هكذا مخططات.
الحديث يدور عن ٢٥٠ مليار دولار للتهجير والتوطين. مبلغ وفاتورة معقولة مقابل أكثر من ٢ تريليون دولار دولتين خليجيتين تنويان "استثمارها" في الاقتصاد الأمريكي ضمن جهد الاسترضاء، ودرء الشر، والتطبيع القسري والطوعي!!! ومبلغا الكيان لن يخصص له فلسا واحداً، ومبلغا ستتكفل به دول مثل كندا واليابان وكوريا والاتحاد الأوروبي وعديد الدول الخليجية صاغرة ومستسلمة.
أعجبني منطق سموتريت، فهو يتماشي مع عهر هذا الزمان وعهر الدول التي تقبل منطقه وتدعمه في السر والخفاء وفى العلن. قال سمويترياش لا فض فوه: "ممثلو حكومات اجنبية تدعم خطة الهجرة الطوعية (لاحظوا كلمة 'الطوعية'المطواعة') لأنه (وهنا عبقرية هذا المعتوه) من غير المعقول لمليوني انسان (يقصد سكان غزة) ان يبقوا على مساحة من سياجكم وهم يكرهونكم". في أحلى من هيك اقتباس.
خبرين مكررين:
١-الكيان يعمل على تشكيل فريق متخصص لشمال الضفة لإنهاء المخيمات، إعادة تشكيل العمران، التركيز على البناء العمودي والأبراج السكنية (لحصر المساحة الجغرافية المتاحة لسكان الضفة وتضييقها في معازل متقطعة ثمانية)، وافتتاح شوارع واسعة حولها، وتحويل المخيمات لأحياء سكنية وفتح "بوليفاردز" داخل المخيمات شبيهة ببولوفاردز شارون التي افتتحها في غزة لسحق المقاومة في سبيعينيات القرن الماضي. والفريق المتخصص هذا لم ينسى ان يحدد أمامه مهمة بذات الأهمية والتي تنص "على السعي لتحديد المضمون والمحتوى التعليمي الفلسطيني البعيد عن التحريض". وكأن هذا لم يتم قبل عدة سنوات وكأن سميرة توفيق لم تستبدل دلال المغربي في المناهج! ولا تتجاهل الخطة بناتا هدف القضاء على الاونروا في الضفة (وكأن هذا لا يتم).
٢-هل نتفق ان جهود إدارة الاونروا السياسية والإعلامية والقانونية ضد حمم إنهائها مبعثرة وخجولة وفاشلة؟! وهل نتفق ان هذه المواقف تفضح غياب خطة عمل فعالة ضد القضاء على المؤسسة ماليا وعملياتيا. وان هذا الضعف هو انعكاس لفشل الأمين العام المدوي وهشاشة الأمم المتحدة كنظام عالمي؟
هل نتفق ان إدارة الأونروا بدأت تتكيف وتهادن وان تصريحات ومواقف ادارتها العليا بدأت تستجيب للضغوط بهدف المس بتفويض وولاية الاونروا وإبعاده عن نصه الصريح بربط انهاء دورها بتنفيذ حق العودة للاجئين واستبداله بتسليم مفاتيحها "لسلطة فلسطينية" ضمن إطار حل الدولتين الخيالي.
ملاحظات ضمن كم كبير من ملاحظات كثيرة متتالية، متناثرة واحيانا متضاربة، ولكن خيطا واضحا، يكاد ان يكون خفيا، يربطها بعضها ببعض لخط نهاية لا نريده ولم نتفق فيما بيننا كيف نصده.
ملاحظة اخيرة قد تكون خارج السياق او لعلها فى صلبه تتعلق بافتتاح مول تجاري ضخم في رام الله يطبل "لسياسة الحياة" ويعيش في عالم موازي سريالي ضد ما يصفه البعض منا "بسياسة الموت" فى الجيب الاخر من قلب البلد. هنا استوقفنني فقرة للأستاذ إيهاب بسيسو عنونها "ملاحظة غير عابرة" أعيد طباعتها هنا وآمل ان يسامحنى لأني لم استأذنه باقتراضها.
الإستاذ إيهاب يلخص المشهد الذي نعيش موظفا افتتاح المول العبثي الأخير في مدينة التيه رام الله مثالا . يقول "تطور الحالة المجتمعية عبر الوقت العدمي في مدن البوابات والحواجز من خلال سياقتها الإحتفالية المعاصرة وغياب المنطق والتنفيذ لصالح الفهلوة الاستهلاكية والإصرار على مديح الحالات الشيزوفرينيا الفجة باعتبارها 'شطارة' لا يعد أكثر من سمة واضحة للضياع والتيه".
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء