كتب الصحفي إياد حمد: بدون زعل

31.03.2025 10:34 AM

ما جرى يوم أمس عند قبر الراحل أبو عمار من استقبال رسمي لافت للنظر، لا يمكن فصله عن الواقع القاسي الذي تعيشه فلسطين اليوم، خصوصًا في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة، وما تشهده مخيمات شمال الضفة الغربية من اجتياحات واعتقالات وتدمير يومي. كل مدن وبلدات الضفة تُداهم من قبل جيش الاحتلال، في وقت تعجز فيه السلطة الفلسطينية عن تأمين رواتب الموظفين، بالتزامن مع عيد الفطر الذي مرّ حزينًا على عموم أبناء شعبنا.

كل هذا يُشير إلى أن ما يجري في رام الله يعكس واقعًا مختلفًا تمامًا عن واقع باقي أجزاء الوطن المحتل. في الوقت الذي يُستقبل فيه مسؤول ما باحتفالية رسمية، يصطف المواطنون يوميًا على الحواجز العسكرية بين المدن والقرى، يُفتشون ويُهانون.

المشهد الذي شاهدناه ليس مجرد لحظة عابرة، بل هو جزء من مشهد أوسع يعكس حالة الترتيب المسبق في رام الله للجلوس على مقعد نائب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية. إنها رسائل واضحة لكل من يتنافس على هذا الموقع، لكنها في نظر الشعب الفلسطيني لا تعني شيئًا، لأن الناس لم تعد تبحث عن مناصب ولا بروتوكولات، بل عن منقذ يخرجهم من هذا الجحيم المستمر منذ أكثر من عام ونصف.

الشعب الفلسطيني لا يريد مشاهدة مواكب السيارات الفاخرة، ولا الحراس الذين يلتفون حول شخصيات مفروضة عليه. ما يريده الناس هو البحث في أوضاع اللاجئين في مخيمات الشمال، والنظر بجدية في كيفية تأمين الرواتب، وإنقاذ من تبقى من الكرامة الاقتصادية والاجتماعية في ظل هذه الظروف الكارثية

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير