رمضان في القدس.. روحانية تأسر القلوب وأجواء تبقى في الذاكرة

25.03.2025 06:33 AM

كتبت بيان سليم-جامعة بيت لحم -برنامج الإعلام التفاعلي: هل نسيت أجمل مكان في العالم؟ رمضان في القدس مختلف، فهو شهر يضيء المدينة المقدسة بروحانيته وبهجته، حيث تملأ الأجواء الإيمانية كل زاوية من زواياها.

تبدأ استعدادات شهر رمضان المبارك في القدس قبل حلوله، فتُزيَّن شوارع البلدة القديمة بالفوانيس والأضواء الملونة، وتكتظ الأسواق بالمتسوقين الذين يشترون حاجيات الشهر الكريم. يستقبل المقدسيون رمضان بفرح غامر، وكأن البدر أتى ليضيء سماء المدينة من جديد.
مع حلول الشهر، يصبح المسجد الأقصى قبلة القلوب والمكان الذي تجتمع فيه العائلات للإفطار. البعض يحضر وجبته المفضلة، سواء كانت فلافل أو طنجرة المقلوبة الفلسطينية الشهيرة، ليجلس في ساحات المسجد ويتناولها في مشهد يخطف القلوب، حيث تحيط به جدران الأقصى، وتطل عليه قبة الصخرة بذهبها اللامع.
بعد الإفطار وصلاة المغرب، تبدأ رحلة المشي في أزقة البلدة القديمة، حيث تعج الأسواق بالحياة. الباعة ينادون على منتجاتهم، فتجد من يبيع مشروب السوس الشهير، وآخر يعرض القطايف والكنافة النابلسية، فيما تتصاعد رائحة الكبة المقلية الشهية من المطاعم، مما يجعل الأجواء مزيجًا من الروحانية والفرح والتقاليد العريقة.
ومع اقتراب صلاة التراويح، يعود الناس إلى المسجد الأقصى، حيث تصطف الجموع في الساحات لإقامة الصلاة. المشهد هناك لا يُنسى، الآلاف يصلون جماعة، فلا تكاد تجد بلاطة فارغة، في لحظات روحانية لا تُقدَّر بثمن.
وبعد انتهاء الصلاة، تعج بوابات المسجد بالحشود الخارجة من باب العمود وباب الزاهرة وغيرهما، في زحمة جميلة تعكس روح الشهر الفضيل. في تلك اللحظات، قد تجد من أضاع أغراضه، أو من يبحث عن طفله وسط الزحام، أو من يسأل الباعة عن مشروب السوس ليأخذه لعائلته. فالجملة الأشهر عندما يعلم أهلك أنك ذاهب إلى القدس هي:ادعيلي، وجبلي سوس وحياية
هل لهذه المشاهد شبيه؟ بالطبع لا. فرمضان في القدس قصة لا تُنسى، ونبض لا يتوقف، وجمال لا يضاهى.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير