سامي مشعشع يكتب لوطن: تفريغ وتهجير وتدمير مخيمات اللاجئين في منطقة نابلس ابتدأ

تهجير وتدمير مخيم جنين وطولكرم ونور شمس والفارعة مستمر وأصبح بعضها غير صالح للحياة. الدور القادم والهدف التالى هو مخيمات وسط الضفة الغربية وجنوبها ومخيمي منطقة أريحا.
صرح جيش الكيان بالأمس ان عملياته في أقصى شمال الضفة الغربية ضد مخيمات اللاجئين هناك ناجعة وناجحة ومستمرة، وتباهى بانه دمر البنية التحتية لهذه المخيمات دمارا شبه كامل، وهدم عشرات البيوت وأوقف العملية التعليمية لآلاف الطلبة في مدارس الاونروا وشرد واقتلع وهجر قسرا عشرات الألاف خارج مخيماتهم وبيوتهم وقتل العشرات وجرح المئات. وأوضح ان حملته العسكرية ستنتقل إلى مخيمات الشمال المحيطة والملاصقة لمدينة نابلس، حيث رصد الإعلام صباح اليوم دخول جيش الكيان إلى مخيم رقم ١(مخيم بيت الماء) الملاصق للمدينة ذاتها وإخلاء بعض الأسر منه. أهداف الهجمة على مخيمات الضفة الغربية، بعد التدمير الكامل والساحق للمخيمات الثمانية الكبيرة في غزة أثناء حرب الإبادة ومخيمات شمال الضفة استهدافا للقضاء على حق العودة والأونروا ولتنفيذ مخطط الترحيل القسري والترحيل الداخلى وتنفيذ سياسة الضم للضفة الغربية والتهجير الواسع في غزة، واضحة وتم التطرق اليها مرات عديدة سابقا.
للمهتمين قد يكون من المفيد استعراض المخيمات في الضفة الغربية وأعدادها. الاونروا تقدم خدماتها في ١٩ مخيما 'رسميا' معتمد لديها منذ خمسينيات القرن الماضي وعلى امتداد مساحة الضفة. هناك أربع مخيمات أخرى 'غير معترف بها' رسميا من قبل الأونروا ولكن تتواجد فيها خدمات تشرف عليها الوكالة. هنالك أيضا تجمعات للاجئين في الريف والحاضرة الفلسطينية وأعداد منهم يعيشون داخل التجمعات البدوية خصوصا فى منطقة الأغوار والتي أيضا تستفيد من خدمات الأونروا وان كانت على درجة ومستوى دون ما يقدم داخل المخيمات 'الرسمية'.
المخيمات 'الرسمية' هي: مخيم جنين، نور شمس وطولكرم والفارعة وبلاطة ومخيم عسكر (القديم والجديد) ومخيم العين (مخيم بيت الماء او مخيم رقم ١) وجميعها في شمال الضفة. مخيمي عقبة جبر وعين سلطان في منطقة اريحا. مخيم الأمعري وقلنديا والجلزون ودير عمار في وسط الضفة. ومخيم الدهيشة والعروب وعايدة ومخيم العزة (بيت جبرين) والفوار جنوبي الضفة. واخيراً مخيم شعفاط فى القدس. المخيمات غير الرسمية هي: مخيم بير زيت (أبو شخيدم) وعين عريك وسلواد وقدورة وجميعها في وسط الضفة. وللتذكير هناك ثماني مخيمات في غزة العزة: الشاطيء، البريج، دير البلح، جباليا، خان يونس، المغازي، النصيرات ومخيم رفح.
بلغ عدد اللاجئين الفلسطينين المسجلين لدى الاونروا (إحصائية ٢٠٢٣) ما يقارب من ٦ مليون لاجيء مسجل (ملاحظة: أعداد اللاجئين الإجمالي أكبر من ذلك إذ يشمل أعدادا كبيرة منهم لم يسجلوا أنفسهم وذريتهم في سجلات الاونروا الرسمية ولهذا اهمية كبيرة. وكان هناك حملات ومناشدات سابقة لحثهم على التسجيل وللمسجلين منهم تحديث بياناتهم لدى الاونروا واضافة أسماء أبنائهم). أكثر من ٢،٦ مليون لاجيء مسجل يتواجدون في الضفة الغربية وقطاع غزة، منهم ٩٢٠،٠٠٠ لاجيء في الضفة الغربية. من المهم الإشارة ان ربعهم يعيشون داخل المخيمات التسعة عشر (تقريبا ٢٣٠،٠٠٠ لاجيء).
الكيان أشار مرارا نيتهم ترحيل أعداد كبيرة من الأهل في غزة، وفى أكثر من مناسبة أشاروا إلى ان النية هو تهجير قرابة ١،٧ مليون، وهو عددٍ اللاجئين المسجلين في غزة! الرقم إذن ليس عشوائيا. والتركيز على قاطني مخيمات الضفة (٢٣٠ ألفا) أيضا ليس اعتباطيا. المخيم، للفلسطيني، له رمزية كبيرة ومرتبط بكونه مقراً سكنيا مؤقتا برسم العودة. المخيم للكيان تذكير يومي وحي بقضية لم تحل وحلها كما يريد أصحاب القضية وكما تحدده القرارات الدولية والقانون الدولي هو إلغاء لها، والمخيم تعتبره بؤرة مقاومة ومصدر تهديد وجودي.
ما بعد الحوقلة والغضب والبكاء على الدمار الذي لحق كل غزة وما أصاب، حتى اللحظة، مخيمات شمال الضفة لم نتفاعل مع المخطط ولم نستدخل في وعينا ان مخطط التهجير عبر القتل والإبادة في غزة ما زال هدفا حيا وان تهجير عشرات الآلاف خارج مخيمات شمال الضفة يصب في ذات الهدف.
عادة المقالة تنتهي بتوصية او باقتراح برنامج عمل او، كأضعف الإيمان، مناشدة لإنهاء الانقسام والوحدة. لا أري هنا ان لهذا فائدة!
ما أستطيع تأكيده أننا نمتهن الانتظار والترجي ان لا يحل بنا ما حل بغيرنا وان ما أصاب غزة وجنين وطولكرم ونور شمس سيقف هناك ولن يصيبنا فلما الهلع ودق نواقيس الخطر وتخويف الناس إذن ؟!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء