معركة النفوذ: نتنياهو ورئيس الشاباك في صراع على الامن والمسؤولية

16.03.2025 11:45 PM

 

كتب: إسماعيل مسلماني- مختص بالشان الإسرائيلي

في 16 مارس 2025، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن نيته إقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار، مشيرًا إلى فقدانه الثقة به، وهو ما يُعتبر أمرًا حاسمًا خاصة في أوقات الحرب.
إقالة رئيس الشاباك، رونين بار، أثارت جدلًا واسعًا في إسرائيل، حيث تعكس هذه الخطوة توترات عميقة بين الحكومة والأجهزة الأمنية.

الخلفية:
الخلافات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الشاباك تصاعدت بعد هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023. نتنياهو اتهم بار بارتكاب أخطاء استخباراتية جسيمة، بما في ذلك سوء قراءة الوضع الأمني قبل الهجوم، واعتبر أن بار لم يتخذ الإجراءات المناسبة في الوقت المناسب تعود التوترات بين نتنياهو وبار إلى الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1,200 شخص وأسر 251 آخرين. يُعتبر هذا الهجوم أحد أكبر الإخفاقات الأمنية في تاريخ إسرائيل. نتنياهو ألقى باللوم على بار، مدعيًا أنه قدم تقييمات استخباراتية غير دقيقة قبل الهجوم، حيث أشار إلى أن حماس تسعى لتجنب المواجهة مع إسرائيل، وأوصى بتقديم تسهيلات اقتصادية لها مقابل الهدوء.

الأهداف:
-تعزيز السيطرة السياسية  : يُعتقد أن نتنياهو يسعى لتعيين شخصية أكثر ولاءً له في هذا المنصب الحساس.
-إعادة بناء الثقة : الحكومة تسعى لإظهار أنها تتخذ خطوات لتحسين الأداء الأمني بعد الانتقادات التي طالتها.
- توجيه رسالة للأجهزة الأمنية : هذه الخطوة قد تكون محاولة لتأكيد سيطرة الحكومة على الأجهزة الأمنية.

الأسباب: 
- اتهامات بالفشل الاستخباراتي  : نتنياهو أشار إلى أن بار أخطأ في تقييم نوايا حماس، مما أدى إلى عدم الاستعداد للهجوم.
- خلافات سياسية : هناك تقارير تشير إلى أن بار كان يعارض بعض سياسات الحكومة، مما أدى إلى توتر العلاقة بينه وبين نتنياهو.

التداعيات:
- تأثير على الأمن الداخلي : قد يؤدي هذا القرار إلى زعزعة استقرار جهاز الشاباك وإضعاف الثقة بين القيادة السياسية والأمنية.
- تصعيد الاحتجاجات  : المعارضة والمجتمع المدني قد يعتبرون هذه الخطوة جزءًا من محاولات الحكومة للسيطرة على المؤسسات.
-زيادة الانقسامات الداخلية  : القرار قد يعمق الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي وبين النخب السياسية.
إقالة رئيس الشاباك خلال فترة ولايته تُعتبر خطوة غير مسبوقة في تاريخ إسرائيل، ومن المتوقع أن تثير جدلاً واسعًا وانتقادات من قبل المعارضة وبعض الأوساط الأمنية. قد تؤثر هذه الخطوة على استقرار الجهاز وتماسكه، خاصة في ظل التحديات الأمنية المستمرة التي تواجهها البلاد.
إقالة رئيس الشاباك، رونين بار، تبدو في مصلحة بنيامين نتنياهو وحلفائه السياسيين، للأسباب التالية:
1. حماية نتنياهو من المسؤولية عن فشل 7 أكتوبر هناك ضغوط داخلية على نتنياهو بسبب الإخفاقات الأمنية التي أدت إلى هجوم حماس في أكتوبر 2023.تحميل بار المسؤولية يمكن أن يخفف من الضغوط السياسية على نتنياهو، الذي يواجه انتقادات واسعة من المعارضة وحتى من بعض حلفائه.
2. تعزيز السيطرة على الأجهزة الأمنية الشاباك جهاز حساس، ومسؤوليته تشمل الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب. تعيين شخصية موالية لنتنياهو في هذا المنصب قد يمنحه نفوذًا أكبر داخل المؤسسة الأمنية، مما يسهل تنفيذ سياساته الأمنية.
3. تهدئة اليمين المتطرف شخصيات من اليمين الإسرائيلي المتطرف، مثل إيتمار بن غفير، انتقدت المؤسسات الأمنية واعتبرتها "متساهلة" مع الفلسطينيين. تعيين رئيس جديد للشاباك قد يكون خطوة لإرضاء هذه الأصوات، خاصة مع اقتراب أي انتخابات مستقبلية.
4. إعادة ترتيب المشهد الأمني في ظل الحرب إسرائيل ما زالت تخوض عمليات عسكرية في غزة، إلى جانب تهديدات من حزب الله في الشمال.
قد يسعى نتنياهو إلى إعادة تشكيل القيادة الأمنية وفقًا لأولويات حكومته، بدلاً من الاعتماد على مسؤولين قد يكونون غير متوافقين معه.
تعزيز سيطرة الحكومة  : رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد يسعى لتعيين شخصية أكثر ولاءً له في هذا المنصب الحساس، مما يعزز سيطرته على الأجهزة الأمنية.
إعادة بناء الثقة العامة  : الحكومة قد ترى أن إقالة بار تُظهر للجمهور أنها تتخذ خطوات لتحسين الأداء الأمني بعد الانتقادات التي طالتها بسبب الهجوم الأخير.
توجيه رسالة للأجهزة الأمنية  : هذه الخطوة قد تكون إشارة إلى أن الحكومة لن تتسامح مع أي معارضة داخلية أو انتقادات من قادة الأجهزة الأمنية.
تخفيف الضغط السياسي : إقالة بار قد تُستخدم كوسيلة لتحويل الانتباه عن الانتقادات الموجهة للحكومة نفسها بشأن الإخفاقات الأمنية.
من الواضح ان الاقالات في صفوف الجيش او استقالات ومع تصاعد  الازمات وتحديدا يوم التصويت على الميزانية نهاية هذا الشهر وقانون التجنيد  واقالة المستشارة القضائية  وتعين القضاة فان الشارع الإسرائيلي ذاهب نحو صراع وانقسام سيكون اكبر من قبل السابع من أكتوبر .
 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير