هل ستأخذ الهدنة مجراها وتستمر المفاوضات بين المقاومة والاحتلال؟

كتب: احمد ايهاب سلامة
لقد استمر العدوان الهمجي على قطاع غزة أكثر من 470 يوما، وخلال هذا الأسبوع، واصلت قوات الاحتلال محاولاتها لخرق الهدنة عبر تفجير بنايات سكنية لعائلات أبرياء ليس لهم صلة بالحرب.
إن الاحتلال اليوم بحاجة إلى الهدنة كما هي حاجة أهل غزة إليها، بل ربما أكثر فكل الإعلام العربي والعبري البربري الغوغائي، الذي يسعى إلى تضخيم صورة الاحتـ.لال الصـ.هيو.ني وجعل له قيمة وهمية، هو ذاته الجيش الذي يدعي أنه لا يقهر يهاب الشعب الفلسطيني ويخشى من قوة المقاومة التي سيلاحق أثرها الاحتلال حتى زواله.
لنكن واضحين وصريحين: إن الخذلان والتواطؤ العربي والإسلامي قد ساهما في تمكين الاحتلال من مواصلة مجازره، لو رأى العدو تلاحما عربيا حقيقياً، لما تجرأ على مواصلة حربه منذ اليوم الأول،المقاومة تعلم تمامًا عقلية العدو، وتعرف أن هذا الكيان الماكر لا يفهم إلا لغة واحدة، هي لغة القوة والبنادق وهي تدرك تماما أنها صاحبة الحق والأرض.
مشهد الأسرى لدى تسليمهم أكبر دليل على ذلك؛ حين يقبل أسير صهيوني رأس مقاوم، فهذا يعني أنه خلال فترة أسره، نال احتراما وتقديرا لم يحظ به في أي مكان آخر، كذلك، عندما ودع الأسيرات المقاومات بكل ود، فهذا يعكس معاملة المقاومة الإنسانية والأخلاقية المقاومة لم تقتل امرأة أو طفلا، ولم تسيء معاملة الأسرى، كما تشهد بذلك الشهادات الإسرائيلية التي تؤكد هذا التعامل النبيل،في المقابل، الاحتلال يقمع وينكل بالأسرى في سجونه، ويتعامل معهم بكل قسوة.
أما بشأن استمرار المفاوضات، فإن هناك ضغوطًا شديدة على نتنياهو وفريقه، هو يسعى لإرضاء جميع الأطراف، يريد أن يُوجع المقاومة ليرضي بن غفير ومن معهم الذين يريدون إستمرار الحرب، وفي ذات الوقت يريد أن يرضي الشارع الإسرائيلي الذي يطالب حكومته باستمرار المفاوضات، كما أنه يعلم جيداً حجم الخسائر البشرية والاقتصادية التي تكبدها، والتي سيستمر في تلقيها إذا استمر في الحرب.
اليوم، أعتقد أن هناك جولة مفاوضات ثانية ستتم نعم، قد تكون هدنة طويلة الأمد، لكنها لن تدوم طويلاً، فالحرب ستعود، أشد وأعنف من قبل، وفي ذلك اليوم لن يكون هناك أي هدن أو مفاوضات، سيكون الصراع بين الباطل والحق، بين صاحب الأرض والمحتل، حرباّ عنيفة سيتحقق فيها النصر للفلسطينيين، وستستعيد الأرض ويطرد الاحتلال وستعود فلسطين حرة بإذن الله، وهذا اليوم قريب، وإن غداً لناظره قريب.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء