هآرتس: "الشاباك" يحقق في تشغيل قطر لمستشارين لدى نتنياهو "وكلاء تأثير" لها

19.02.2025 01:54 PM

وطن: قالت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر اليوم الاثنين، إن جهاز المخابرات العامة، الشاباك، يحقق في مسألة علاقات مستشارين في دائرة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بقطر، على خلفية ما كشفت عنه الصحيفة في عددها يوم الخميس الماضي، كما توقف تقرير اليوم عند العلاقات المتوطدة مع قطر في ظل حكومات نتنياهو، خاصة في السنوات العشر الأخيرة.

وكانت صحيفة هآرتس، كشفت في تقرير لها يوم الخميس الماضي، عن أن شركة إسرائيلية، أحد مالكيها، هو العميد الاحتياط إيلي بن مئير، رئيس شعبة الأبحاث السابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، كانت جزءا من حملة العلاقات العامة التي قادها مستشارو رئيس الحكومة نتنياهو، يوناتان أوريخ، شروليك أينهورن، لتحسين صورة قطر. وحتى اليوم، وبعد سنوات من تركه الخدمة النظامية، لا يزال بن مئير يشغل منصبا حساسا في الجيش، إذ يرأس فريق التحقيقات الاستخبارية في القيادة الجنوبية حول أحداث 7 أكتوبر.

وبحسب تقرير الصحيفة اليوم، فإن تحقيق الشاباك يتمحور حول شبهة أن قطر قامت بتشغيل عدد من مستشاري نتنياهو، بصفة "وكلاء تأثير" لصالح قطر في إسرائيل. إلا أن بيان الشاباك بشأن فتح تحقيق مع مستشاري نتنياهو، جاءت في الوقت الذي كان يجري فيه نتنياهو اتصالات مع قادة الأجهزة العسكرية والاستخباراتية، بشأن قطاع غزة، وفي الحل تجدد هجوم محيط نتنياهو على رئيس الشاباك روني بار، بزعم أنه يستهدف نتنياهو شخصيا.
وحتى الآن جرى التحقيق مع أحد المشبوهين، فيما ستتواصل التحقيقات مع آخرين لاحقا، والشبهة المركزية تدور حول تضارب مصالح، خاصة وأن هؤلاء الأشخاص مطلعون على ملفات في غاية الحساسية من ناحية أمنية. وقالت الصحيفة، إن هذا يعني أن هؤلاء علموا بيد واحدة في القضايا الجارية في مكتب نتنياهو كرئيس حكومة، وباليد الثانية عملوا على تسويق مصالح شخصية لهم مع قطر.

وحسب التقرير أن تضارب المصالح تعاظم مع بدء الحرب على قطاع غزة، في 7 أكتوبر العام 2023، وهنا نشأت شبهات عينية تتعلق في الحفاظ على أسرار استخباراتية.

في تشرين الثاني الماضي، كشفت صحيفة "هآرتس" عن أن أوريخ وأينهورن نفّذا حملة علاقات عامة لصالح الحكومة القطرية استعدادا لكأس العالم 2022. ومن أجل تنفيذ المشروع، أنشأت شركة "بيرسبشين"، المملوكة لأينهورن، تعاونا مشتركا مع شركة إسرائيلية تدعى "كويوس"، التي يُعد بن مئير أحد مالكيها، وأطلقوا معا مشروعا باسم "لايت هاوس".

تشير وثائق مختلفة متعلقة بالمشروع إلى اسم فقط، دون ذكر أسماء الشركات التي تقف وراءه. عمليا، كان المسؤولون عن إدارته هم أوريخ، أينهورن، و تم إنشاء الاتصال بين "كويوس" و"بيرسبشين""، ومن خلالهما مع الجهات القطرية، عبر وسيط إسرائيلي.

وفقا لمصادر مطّلعة، كانت هناك تقسيمات واضحة للمسؤوليات بين الشركتين: حيث تولّت "بيرسبشين"" صياغة الرسائل الاستراتيجية، بينما كانت "كويوس" بمثابة "الوحدة التنفيذية"، حيث أدارت شبكة من الحسابات الوهمية والروبوتات الإلكترونية لنشر تلك الرسائل.

ونقلت لصحيفة في تقريرها عمن أسمته مصدرا مطلعا، قوله إن القطريين كانوا مهتمين بتوظيف أشخاص مقربين من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أكثر من حاجتهم الفعلية لخدماتهم في هذه الحملة.

الشهر الماضي، نفى رئيس وزراء قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، معرفته بأي من أينهورن وأوريخ أو توظيفهم لصالح بلاده، قائلا في مقابلة مع "القناة 12": "هذه الأسماء لا تبدو مألوفة لي".

توطد العلاقات الاستثنائية مع قطر

وقال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، في تقريره اليوم الاثنين، إن قطر ليست معرّفة كدولة عدو في إسرائيل، وهي تقيم معها علاقات سياسية وتجارية متشعبة منذ يزيد 30 عاما، على الأقل منذ بدء مسار أوسلو، بحسب تعبير المحلل.
وتابع هارئيل كاتبا، إنه في العقد الأخير، توطدت العلاقات مع قطر، وفي الأساس في ظل حكومة نتنياهو. وأن من كان في ذلك الحين رئيسا لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، يوسي كوهين، وأيا حينما بات لاحقا رئيسها لجهاز الموساد، أدار عدة وفود الى قطر، في إطار توطيد العلاقات، وفي العام 2018، تم التوقيع على اتفاق لتحويل 30 مليون دولار شهريا الى قطاع غزة.

تصميم وتطوير