كتب الصحفي إياد حمد: ما المطلوب من السلطة الفلسطينية وحركة فتح الآن؟

16.02.2025 01:20 PM

في ظل التغيرات السياسية الكبيرة التي تشهدها المنطقة، تقف القضية الفلسطينية أمام تحديات مصيرية، خاصة منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، وما يرافقها من تهديدات بتهجير أهلنا من القطاع. كما أن الأوضاع المتفاقمة في الضفة الغربية، لا سيما في شمالها، تنذر بمخطط إسرائيلي ممنهج يستهدف الشعب الفلسطيني، حيث تتصاعد اعتداءات الاحتلال والمستوطنين بشكل يومي على مدن وقرى الضفة، ما يضع الجميع أمام مسؤولية وطنية وتاريخية.

إن المطلوب الآن موقف صريح وحازم تجاه ما يجري في قطاع غزة والضفة الغربية. لقد بات واضحًا أن على السلطة الفلسطينية إعادة النظر في منظومة الحكم السائدة في الضفة الغربية، والاعتراف بفشلها في إدارتها بعد خسارتها قطاع غزة. السلطة الفلسطينية وحركة فتح أمام اختبار تاريخي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خاصة بعدما أمضت السلطة عقودًا في تقديم وعود وأوهام لم تتحقق، بل إن الأوضاع في الضفة الغربية تزداد سوءًا، وهو واقع لا يمكن إنكاره.

لقد أصبحت السلطة الفلسطينية منفصلة عن الشارع الفلسطيني، بعدما انحرفت عن مسارها الوطني وتحوّلت إلى إطار يخدم مصالح خاصة، بعيدًا عن طموحات الشعب. أما حركة فتح، التي كانت القوة الأولى على الساحة الفلسطينية، فقد أضعفها التهميش الداخلي لمكوناتها، مما زاد من حالة العزلة التي تعيشها اليوم. لم تعد فتح كما كانت، بل انحصرت في المهرجانات والفعاليات الدعائية، وغابت عن هموم الشارع الفلسطيني. كما أن السعي وراء الامتيازات والمكاسب الشخصية أضاع بوصلتها الوطنية وأبعدها عن الجماهير التي كانت تلتف حولها.

واليوم، وبكل وضوح، فإن إنقاذ ما يمكن إنقاذه يتطلب تغييرًا جذريًا يبدأ من السلطة الفلسطينية ويمتد إلى حركة فتح، عبر إعادة هيكلة الحكم وإشراك الكوادر الفتحاوية القادرة على إدارة السلطة بطريقة أكثر فاعلية، إلى جانب خلق حالة من الوحدة الوطنية الحقيقية بين الفصائل الفلسطينية.

أما منظمة التحرير الفلسطينية، فالسؤال المطروح: هل هي موجودة حقًا كجسم فاعل؟ أم أنها باتت مجرد مسمى بلا تأثير؟ الجميع يدرك أن المنظمة لم تعد تلعب الدور الذي أُسست من أجله، وأنها بحاجة إلى إعادة تفعيل شاملة لتكون ممثلًا حقيقيًا للشعب الفلسطيني، داخل الوطن وخارجه.

نحن بحاجة إلى خطوات عملية وسريعة لإحداث تغيير حقيقي، من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وضمان بقاء القضية الفلسطينية في صلب الاهتمام الوطني والدولي.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير