في الذكرى الثالثة والاربعين لاعادة تأسيس حزب الشعب الفلسطيني

حزب الشعب الفلسطيني: مسيرة نضال متجذرة في الأرض الفلسطينية

10.02.2025 10:09 AM

بإرادة الصمود والوحدة نسقط مؤامرة التهجير ونواصل النضال نحوة الاستقلال والعودة

كتب: رزق عطاونة

في هذا اليوم تمر علينا الذكرى الثالثة والاربعين لاعادة  تأسيس حزب الشعب الفلسطيني الحزب الذي تأسس كحزب الشيوعيين الفلسطينيين ليكون واحدًا من أقدم الأحزاب السياسية الفلسطينية وأكثرها تأثيرًا في مسيرة النضال الوطني والاجتماعي، الذي جاء تأسيسه استجابةً لحاجة الشعب الفلسطيني لقوة سياسية تعبّر عن آماله وتطلعاته في الحرية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الوطنية، ضمن رؤية تقدمية تعكس جوهر الفكر الشيوعي المناضل ضد الاستعمار والاضطهاد.

لقد شكّل الحزب منذ تأسيسه علامة فارقة في التاريخ الفلسطيني المعاصر لم يكن مجرد حزب سياسي بل حركة فكرية وثقافية واجتماعية حملت على عاتقها قضايا الفقراء والمهمشين دافعت عن حقوق العمال، والفلاحين، والنساء، والشباب، وكل الفئات التي عانت من الاحتلال والاستغلال وكان الحزب في طليعة النضال ضد الاستعمار البريطاني، ثم الاحتلال الإسرائيلي، واستمر في نضاله خلال مختلف المراحل التي مر بها الشعب الفلسطيني.

تأسس الحزب الشيوعي الفلسطيني في أوائل القرن العشرين، وكان جزءًا من الحركة الشيوعية العالمية التي رفعت شعار التحرر من الاستعمار والإمبريالية واندمج الحزب لاحقًا في النسيج الوطني الفلسطيني، ليلعب دورًا رئيسيًا في مختلف الحراكات الوطنية بما في ذلك تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية والمشاركة في قيادتها.
كما شهد الحزب تطورات فكرية وتنظيمية مهمة، حيث غيّر اسمه إلى "حزب الشعب الفلسطيني"  ليعكس تحوّله نحو حزب سياسي جماهيري واسع يتبنى الفكر الاشتراكي الديمقراطي مع الحفاظ على إرثه الشيوعي التقدمي، ان هذه التحولات جاءت استجابة للتغيرات الدولية والإقليمية لكن جوهر الحزب ظل ثابتًا في التزامه بقضايا التحرر الوطني والعدالة الاجتماعية.

كما بقي الحزب حاضرًا في كل ساحات النضال الفلسطيني من خلال قيادته المقاومة الشعبية ضد الاحتلال، وتشكيل ودعم الحركات النقابية، وناضل من أجل حقوق العمال والمرأة، وساهم في تعزيز الثقافة الوطنية الفلسطينية  وقدم الحزب تضحيات جسيمة حيث فقد العديد من قياداته وأعضائه شهداء وأسرى في سبيل القضية الفلسطينية وآمن الحزب دائمًا بأن النضال الوطني لا ينفصل عن النضال الاجتماعي فالتحرر من الاحتلال يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتحرر من الفقر والجهل والتمييز ولهذا ركّز الحزب على بناء حركة جماهيرية تعبر عن تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والديمقراطية والعدالة.

واليوم يواجه حزب الشعب الفلسطيني كما الشعب الفلسطيني بأكمله، تحديات جسيمة في ظل تعقيدات الواقع السياسي الفلسطيني وحرب الابادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية اضافة الى الانقسامات الداخلية وتصاعد الهجمة الاستيطانية الإسرائيلية المدعومة من قوى اليمين المتطرف على مستوى العالم، وعلى رأسها الإدارة الأمريكية المتطرفة من خلال سعيهم الى فرض واقع استعماري جديد يقوم على تهجيرنا وتفتيت مجتمعنا وسرقة أرضنا وتكريس نظام فصل عنصري بغيض ، في هذا السياق ظهرت خطط اليمين الإسرائيلي والحكومة الأمريكية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال مشاريع تصفوية وخطط الضم والتهويد مما يستدعي العمل على تطبيق برنامج الشيوعين الفلسطينين في مواجهة هذه التحديات المصيرية، وفي ظل هذه التحديات يقع على عاتق الشيوعيين الفلسطينيين وحزب الشعب الفلسطيني على وجه الخصوص دور تاريخي يتطلب حشد كل الطاقات الوطنية والديمقراطية للتصدي لهذه المشاريع الاستعمارية والتصفوية بما ينسجم مع المواقف السياسية للحزب، المطلوب الان هو بناء حركة مقاومة شاملة تجمع بين النضال الوطني والاجتماعي ترتكز على الوحدة الوطنية الحقيقية من خلال تجاوز الانقسامات الداخلية، توحيد الصفوف لمواجهة الاحتلال ومشاريعه التصفوية ،التصدي لمخططات التهجير واسقاط خطط اليمين الإسرائيلي والإدارة الأمريكية التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين وتفريغ الأرض من سكانها كما اسقططنا مشروع التوطين في سيناء ومشروع روابط القرى العميلة ، تعزيز وتطوير العلاقات مع الحركات التقدمية العالمية والقوى الديمقراطية التي تدعم القضية الفلسطينية.

اننا في الذكرى الثالثة والاربعين لاعادة تأسيس حزب الشيوعين الفلسطينين نجدد العهد مع الشعب الفلسطيني ومع القيم التي تأسس عليها حزبنا  المتمثلة في الحرية، العدالة الاجتماعية والمساواة  فكما كان الحزب دائمًا في طليعة النضال الفلسطيني ، فإنه اليوم يعاهد رفاقه والشعب الفلسطيني ان يكون القوة المحركة للمقاومة الشعبية والوحدة الوطنية دفاعًا عن الحق الفلسطيني في الحرية والاستقلال، وضد كل مشاريع التصفية والتهجير.

راية الحرية لن تسقط ما دام هناك شعب يؤمن بحقه، وحزب يحمل على عاتقه مسؤولية الدفاع عن هذا الحق حتى النصر

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير