إلى متى ستبقى سبعة قرى جنوب نابلس بشكل خاص والمدن والقرى الفلسطينية الأخرى تحت حصار محكم؟

04.02.2025 02:42 PM

كتب: عبد موسى ابو ريدة

حياة مشلولة ومعاناة بلا نهاية

تعيش سبع قرى جنوب نابلس حصارًا خانقًا غير مسبوق، حول حياة سكانها إلى جحيم يومي. الحواجز العسكرية المفروضة على مداخل هذه القرى جعلت الحركة بين المدن والقرى المجاورة أشبه بمغامرة محفوفة بالخطر والإذلال. لم يعد الخروج من المنزل والعودة إليه أمرًا بسيطًا، بل يحتاج إلى تخطيط مسبق وساعات انتظار طويلة، مما زاد من معاناة السكان على جميع الأصعدة.

حواجز مغلقة وطرق التفافية خطرة

تخضع هذه القرى لحصار خانق عبر حاجزين رئيسيين هما جوريش والساوية ، كل منهما أسوأ من الآخر. العبور من أحدهما قد يستغرق ما لا يقل عن ثلاث ساعات، ما يعني أن سكان هذه القرى، بمن فيهم العمال والطلاب والموظفين  والمرضى، يضطرون للخروج من منازلهم في ساعات الفجر الأولى للتمكن من الوصول إلى أعمالهم أو جامعاتهم في الوقت المحدد.

وأمام هذا الواقع، يلجأ البعض إلى طرق ترابية بديلة تحيط بالقرى، وهي طرق وعرة تشكل خطرًا حقيقيًا، سواء بسبب الطبيعة الصعبة لهذه المسالك أو بسبب وجود قوات الاحتلال بين أشجار الزيتون، مما يعرض المارين لمضايقات واعتقالات تعسفية.

حصار بلا مبرر، وأفق بلا حلول

تتكرر المعاناة يومًا بعد يوم، دون أي بادرة لحل ينهي هذا الوضع القاتم. الحصار المفروض على هذه القرى لا يستند إلى أي مبرر أمني، بل يأتي ضمن سياسة عقاب جماعي تستهدف إذلال الفلسطينيين وفرض واقع خانق عليهم. ومع استمرار هذا الحصار، يزداد الضغط النفسي والاقتصادي والاجتماعي على الأهالي، الذين يجدون أنفسهم أسرى داخل قراهم، محرومين من أبسط حقوقهم في التنقل بحرية.

إلى متى؟

السؤال الذي يطرحه أهالي هذه القرى يوميًا: إلى متى سيستمر هذا الوضع؟ إلى متى سيبقى أبناؤهم يقضون ساعات يوميًا على الحواجز ؟ إلى متى سيظل المرضى رهائن لهذه الإجراءات التي لا تراعي أدنى القيم الإنسانية؟

إن استمرار هذا الحصار يدعو إلى تحرك عاجل من قبل المؤسسات الحقوقية والدولية لوضع حد لهذه المعاناة، فالحق في التنقل هو من أبسط حقوق الإنسان، ولا يمكن السكوت على انتهاكه بهذه الطريقة الوحشية.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير