الهيكل القيادي لحماس.. من يقود الحركة حالياً؟

22.01.2025 08:44 PM

 

 

كتب: الصحفي أسامة قدوس

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الاستعراض الأخير لحماس في غزة، إلى جانب تتابع العمليات في الضفة الغربية، يؤكد أن القيادة الجديدة لحماس قد أعادت تنظيم صفوفها وتجاوزت الاستهدافات الإسرائيلية التي طالت شخصيات ميدانية بارزة.
ورغم تكتم الحركة على أسماء القيادات الميدانية الحالية، أشارت تقارير إعلامية إلى الدور الكبير الذي لعبه القيادي العسكري أيمن أبو خليل في إعادة تنظيم صفوف الحركة، لا سيما في الضفة الغربية، فضلاً عن جهودها في الحفاظ على العلاقات مع الحلفاء الإقليميين وتنسيقها.

وتم تعيين القيادي العسكري البارز أيمن أبو خليل، أصيل بيت حنينا، لتولي المسؤولية بعد اغتيال صالح العاروري في لبنان. ومنذ ذلك الحين، عمل أبو خليل، وهو أسير محرر ضمن صفقة شاليط، على تطوير قدرات "دائرة الأشغال" بشكل كبير، وضم أقسام أخرى في الضفة الغربية تحت مظلتها، مما جعله المدير الفعلي لشبكة حماس العملياتية في الضفة.

وبينما يُعتبر زاهر جبارين الرئيس المعلن لحماس في الضفة الغربية، تشير العديد من التحليلات إلى أن أيمن أبو خليل نظرا لخبرته العسكرية هو المتحكم الفعلي في سياسات الحركة لاسيما وأنه مقرب من المحور الإيراني وتربطه علاقات جيدة مع تركيا التي يقيم فيها.
ورغم سياسة الاغتيال الإسرائيلية، تمكنت القيادة الجديدة لحماس بحسب تقارير من تجنيد المزيد من النشطاء صلب الحركة، مما أدى إلى ارتفاع عدد الهجمات ضد الأهداف الإسرائيلية في الضفة الغربية وغزة.

وقال مختصون بالشأن الفلسطيني إن المقاومة الفلسطينية تصاعدت بشكل كبير في الضفة الغربية منذ اغتيال العاروري؛ ما يؤكد إصرار القيادة الجديدة على مواصلة ذات النهج ضد الأهداف الاسرائيلية.

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تعرض الصف القيادي لحركة حماس لموجة من الاستهدافات التي طالت نصف أعضاء المكتب السياسي للحركة في القطاع، إضافة إلى قيادات عسكرية وميدانية تنشط في الضفة الغربية وقطاع غزة، مما أثار تساؤلات حول قدرة الحركة على إعادة تنظيم صفوفها وتجاوز الضربات الإسرائيلية الموجهة.

وسبق اغتيال إسرائيل لزعيمي حماس إسماعيل هنية ويحيى السنوار استهداف سلاح الاحتلال لصالح العاروري، إلى جانب القياديين العسكريين في كتائب القسام سمير فندي وعزام أقرع، في ضربة هدفت إلى إضعاف قدرات حماس في الضفة الغربية، بحسب التصريحات الرسمية الإسرائيلية.
وفي أعقاب الحادث، أكدت مصادر مقربة من الحركة أن حماس قادرة على إعادة تنظيم صفوفها في الضفة، رغم التأثير الكبير لاغتيال العاروري.

وأكد أحد قيادات حماس، في حوار مع منصة الجزيرة نت، أن "واقع معركة طوفان الأقصى والاستهداف الواسع للمستويات القيادية وضع حماس أمام تحديات لتعويض الغياب السياسي لعدد منهم. وأي متابع يدرك أن الحركة استطاعت ملء جميع المناصب السياسية والميدانية التي شغرت بعد الاغتيالات".
ويرى المحلل السياسي إياد القرا أن حماس تجاوزت أزمات مشابهة في الماضي من خلال العمل بسرية وكتمان دون الإعلان عن أسماء المسؤولين عن بعض الملفات. وأشار إلى أن استمرار عملها في غزة على المستويات العسكرية والتفاوضية يعكس قدرتها على تجاوز أزمة الاغتيالات.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير