عدنان الصباح يكتب لوطن: حقيقة المقتلة وكذبة الصفقة
منذ اقل من سبعة عقود بقليل وما سمي بوثيقة اعلان الاستقلال ونحن نحتفل بذكرى الوثيقة ونبتعد يوما فيوم عن الفكرة الكذبة التي يدرك الكل الفلسطيني انها كذبة ويهمسون بذلك وفي العلن يواصلون التشدق والتحليل واعلان التمسك بالثوابت التي تعتبر كذبة الدولة اهمها ولم يجرؤ تحد من القوى الفلسطينية ان يعلن ادراكه ومعرفته ان ما يطالب به هو كذبة وانا ما يقوم به يبعد اي فرصة لتحويل الكذب الى ممكن وليس العكس
تماما ككذبة الدولة هذه يعيش الشعب الفلسطيني هذه الايام كذبة الصفقة ووقف الحرب وتبادل الاسرى ويجهد الكتاب والباحثين والمحللين وحتى عامة الناس انفسهم بالحديث عنها وبات الحديث عن المقتلة من ترف الامور فالكل منخرط بالحديث والتحليل ومناقشة مقترحات لا يوجد منها مقترح واحد حقيقي فالمفاوضات تجري خلف ابواب محكمة الاغلاق فمن اين يأتي اولئك بأوراقهم التي يوزعونها دون ذكر المصدر.
هل يمكن احضار دولة الاحتلال الى صفقة يكون الطرف الثاني فيها المقاومة الفلسطينية واذا كان ذلك ممكن فما هو موقف حكومة العصابة بزعامة نتنياهو من ما اعلنته عن اهداف حربها على غزة ذلك ان التوقيع على اتفاقية مع حركة حماس تحديدا يعني اعلان الهزيمة الرسمية لحكومة الاحتلال وجيشها ومعها الولايات المتحدة الامريكية.
هل يمكن احضار حماس الى صفقة لا يكون شرطها الاول الوقف التام للحرب وتبادل اسرى ورفع الحصار عن غزة واذا فعلت ذلك ستكون كم يمنح عدوه اداة قتله والتخلص منه كليا وهو ما لا يمكن لحماس والمقاومة ان تذهب اليه ولا باي حال من الاحوال فاذا كان لا بد من الموت فليكن بشرف وفي ميدان القتال بحرب استنزاف لا نهاية لها قد تنهك دولة الاحتلال وجيشها وتضعف مكانتها الدولية وقد تتدحرج الامور الى حد البدء بفرض عقوبات والانتقال من الصمت الى الاحتجاج الى الفعل على الارض.
خيارات الصفقة الممكنة اليوم يملكها دونالد ترامب الذي يستطيع ان يتدخل بالقوة العسكرية لفرض حال جديد على الارض تصبح الولايات المتحدة طرفا فيه ولو بمشاركة عربية او غيره وهو ما قد يورطه ويورط الولايات المتحدة بحرب عصابات تعيد الى اذهان الامريكيين فيتنام وكابوسها او ان يذهب لمنح الاحتلال الحق في الضفة الغربية باعتبارها يهودا والسامرة ويؤسس لدولة فلسطينية مسخ في قطاع غزة وهو ما تسعى اليه دولة الاحتلال منذ ان وقعت على اتفاق اوسلو وهذا يعني فتح النار على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية بلا حدود وهو يعني وقف الحرب على غزة واعلانها على الضفة الغربية واذا لم تظهر تحالفات ضغط جديدة ولم تتحرك قوى اقليمية ودولية لكبح جماع الولايات المتحدة وقاتلها الماجور دولة الاحتلال فان الحرب لن تضع اوزارها على المدى المنظور.
لا خيار اليوم امام المقاومة الا الصمود وادارة حرب استنزاف طويلة الامد وتوسيع دائرتها بما يمكن حتى تتمكن من تغيير واقع الحال الى حال افضل فلا يجوز للشعب الفلسطيني ابدا الانتقال الى موقع المهزوم لأنها ستكون الهزيمة الاخيرة وبالتالي فان خيار المقاومة هو الخيار الوحيد لمن يريد للقضية الفلسطينية ان تبقى حية رغم ان هذا مرهون ايضا بتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية على قاعدة برنامج سياسي كفاحي واحد وموحد لكل الشعب وقواه رغم ان واقع الحال يقول اننا بتنا نقترب من مغادرة هذه الرؤيا واعدامها.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء