احمد إيهاب سلامة يكتب.. حين تسقط الحقوق وتبقى غزة

ما حدث في مستشفى كمال عدوان ليس مجرد حادث عابر، بل هو جريمة تكشف عورات "الحقوق الدولية" التي لطالما تغنوا بها كأبجديات لا يمكن المساس بها، لو كان هذا قد حدث في أي مستشفى للحيوانات أو في مكب للنفايات لثارت العواصف ولتدافعت المنظمات الدولية، المُتَسترة خلف شعارات حقوق الإنسان والحيوان الكاذبة، صارخةً مطالبةً بالإنقاذ.. لكن، في غزة، تواطأت هذه المنظمات مع الصمت المدوي، وحكوماتهم اكتفت بتشجيع الإبادة بل وأشعلوا الأرض نارًا لمن في داخلها.
إن ما جرى في مستشفى كمال عدوان هو أبلغ دليل على سقوط أكاذيبهم.. الحقوق التي تفاخروا بها، والحضارة التي تدثروا بها، تبخرت كسراب أمام صمود غزة.. الحضارة التي اعتقدوا أنهم صناعها، تبخرت أمام دماء الأبرياء وأمام التضحيات التي لا تعرف الحدود.
أما الدم الفلسطيني، فلا يشبه غيره من الدماء؛ إنه الدم الطاهر الذي لا يعرف إلا الشرف والنقاء،دماءنا لا تلوثها مصالحهم ولا أهدافهم القذرة، في حين أن دماءهم، ملوثةٌ بالاستعمار، والتواطؤ، وأفكارهم لا تحمل سوى الفوضى والتدمير.
إن الخيانة، والهوان، والانكسار العربي أيضاً قد بلغ ذروته، حتى أصبحت الأمة العربية، بكل ما تحمله من تاريخ، وكأنها قد غادرت ساحة الفعل، وغرقت في خيبات لا أفق لها، بينما تبقى غزة وحدها تكتب الفصل الأخير من قصيدة العزة.
ما زالت المقاومة أيضاً تنكل بالاحتلال
بعد عام و٣ اشهر من الصمود والعز والكبرياء، ما زالت المقاومة، صامدة، أبية، تقنص جنود العدو كالكلاب الضالة وتفجر دبابته المتآكله، ما زال أهل غزة يدافعون عن شرف أمة بأسرها والعالم العربي والإسلامي يراقب بتواطئ وخذلان.
"احمد إيهاب سلامة: كاتب إعلامي أردني"
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء