قررت وقف تمويل "الأونروا".. السويد من الاعتراف بدولة فلسطين الى تبني السردية "الاسرائيلية"

20.12.2024 09:07 AM

رام الله - وطن: قال بنيامين دوسا الوزير المعني بالإغاثة في السويد اليوم الجمعة إن ستوكهولم لن تمول وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بعد الآن.

وأضاف الوزير لقناة (تي.في4) التلفزيونية أن السويد تعتزم تقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر قنوات أخرى.

ويبدو ان القرار السويدي ليس مفاجئا، بل يعكس التغيرات السياسية التي تشهدها السويد، ويترجم صعود اليمين للحكم، والذي يعلن عن دعمه الصريح لإسرائيل، وهو ما دفع الى تنظيم احتجاجات ضد الحكومة السويدية بشأن مواقفها المتماهية مع الاحتلال وعدوانه على غزة.

ويعد قرار السويد بوقف تمويل الأونروا تماهيا مع القرارات التوجهات والسياسة الإسرائيلية التي بدأت بشن حرب على المنظمة الأممية، من اجل القضاء عليها وتجفيف موارد دعمها، بهدف القضاء على قضية اللاجئين وحق العودة، ويبدو ان الحكومة السويدية بقرارها تتماهى مع اليمين المتطرف الإسرائيلي.

وبينما كان الموقف السويدي مؤيدا للقضية الفلسطينية خلال السنوات الماضية، بل تعد السويد أول دولة أوروبية تعترف بدولة فلسطين، تبدل كليا بعد فوز الأحزاب اليمينية المدعومة من الحزب العنصري ذي التاريخ النازي؛ "ديمقراطيو السويد"، حيث بدأت المطالبة بسحب الاعتراف بالدولة الفلسطينية ووقف المساعدات إلى السلطة الفلسطينية، وجاءت عملية طوفان الأقصى ليتماهى الموقف السويدي مع موقف دولة الاحتلال وتصبح سردية دولة الاحتلال هي السائدة في السويد.

وخلال العدوان على غزة، دافعت الحكومة السويدية والحزب العنصري عن حق دولة الاحتلال بـ"الدفاع عن نفسها" واستعمالها لكل الوسائل التي تمكنها من ذلك.

وفي النقاشات السياسية في البرلمان السويدي رفض رئيس الوزراء أولف كريستنسون ووزير خارجيته توبياس بيلستروم طلب الحزب اليساري بالدعوة إلى وقف إطلاق نار فوري والسماح بدخول المساعدات إلى سكان القطاع المحاصرين، كما رفض الاثنان اعتبار ما تقوم به دولة الاحتلال خرقا للقانون الإنساني ولقوانين الحرب، ورفضا كليا توصيف ما يجري بأنه إبادة جماعية. بل وصل الأمر برئيس الحكومة ووزرائه باتهام المشاركين بالمظاهرات بأن الكثير منهم يرفعون شعارات ضد السامية، ومنها فلسطين ستتحرر من النهر إلى البحر.

وعلى ضوء المظاهرات والاحتجاجات في الجماعات السويدية، طالب وزير التعليم ماتس بيرشون الجامعات بمنع أي احتجاجات لمساندة غزة، خصوصا جامعة يوتبوري التي تتعاون مع شركة صناعة الأسلحة في دولة الاحتلال "إل بيت"، لكن الاحتجاجات الغاضبة جعلته والجامعة يتراجعان عن موقفيهما.

كذلك لم تسلم الناشطة البيئية المعروفة عالميا غريتا ثونبيرى من الهجوم عليها لدفاعها عن غزة وأهلها في كل مظاهرة شاركت بها في المدن الأوروبية.
وشهدت السويد احتجاجات عدة ضد الحكومة السويدية والاحزاب اليمينية، وكان من بينها تنظيم احتجاجات بداية العام الجاري داخل البرلمان السويدي خلال جلسة لمناقشة الحرب على غزة.

وقال نشطاء فلسطينيون في السويد "إن مواقف الشعب السويدي تتعارض تماما مع الموقف الرسمي للحكومة، وكانوا سببا في تغيير مواقف رئيس الحكومة الذي كان يؤيد الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل، ثم أصبح يكتفي بالقول إن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها".
واتخذ مسؤولون سويديون في الاحزاب اليمنية المتطرفة في السويد مواقف داعمة لإسرائيل ومنهم  النائب عن حزب المحافظين ستيفان أولسون الذي قال انه "لا يمكن التعليق عما إذا كانت إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة، كما ينبغي انتظار رأي الخبراء مثل المدعين في المحكمة الجنائية الدولية".

تصميم وتطوير