حمدي فراج يكتب لوطن: اغتيال الأسد لشرق إسرائيلي جديد بقيادة مجرم حرب اسمه نتنياهو
هل يمكن تغيير الشرق الأوسط الى شرق أوسط جديد بدون تغيير النظام في سوريا ؟ و السؤال الأدق ، هو من الذي لم يتغير في الشرق الأوسط باستثناء سوريا عبر الخمسين سنة الماضية ، بدءا بمصر ، و انتهاء بمنظمة التحرير ، تحت شعار "السلام" ، لكن من لا يريد ان يسالم او يسلّم ، نسالمه بالقوة العسكرية أو بالعقوبات ، أو بالاثنتين معا . و عليه فإن هذا الذي يحدث الآن في سوريا ، ليس مفاجئا الا لسوريا ، حكومة و جيشا و حزبا و مخابرات ، التي ركنت انها انتصرت ، و أنها عادت الى الجامعة العربية ، و أن رئيسها اصبح يستقبل على السجاد الأحمر في معظم العواصم العربية ، و أخيرا ظهرت خلال العدوان الابادي على غزة كما لو أنها منطقة ذوات دم بارد ، إذ نأت بنفسها عن المشاركة المباشرة او غير المباشرة . البعض حاول اقناع نفسه ان هذا يعود للخلاف مع حركة حماس ، لكن الموقف السلبي انسحب على لبنان و حزب الله ، الذي وقف بالباع و الذراع الى جانبها و سقط مئات الشهداء من مقاتليه على ارضها الطاهرة ، بل لقد تم اغتيال أمين الحزب دون ان تخرج جنازة رمزية او حتى تأبين أربعيني على رحيله . بالمناسبة ، هذا الموقف الشعبي السلبي ، انسحب على الشارع السوري طوال فترة العدوان ، فتفهم تلقائيا انه ليس شعبيا ، لأن الشعوب في كل اصقاع الأرض خرجت الى الشوارع استنكارا لقتل الأطفال الأبرياء .
جاء الهجوم على سوريا في اليوم الذي اعلن فيه الاتفاق على وقف النار مع حزب الله ، و كأن توقيت الوقف في لبنان هو ساعة صفر الهجوم على سوريا ، هل هناك ما يمكن ان يبرر نجاح هذا الهجوم ، كأن يقال انه إرهابيا ، او ان أمريكا متورطة فيه و هي التي تفرض عقوبات "قيصر" التجويعية على سوريا ، لا تختلف كثيرا عن تجويع غزة ، و ما لم تقم القيادة السورية بمعرفة أسباب هذا الاختراق الإرهابي ، والانهيار العسكري"الوطني" ، و معاقبة المسؤول أيا كانت مرتبته و منزلته ، على الملأ السوري ، الذي من حقه ان يعرف ، فإن الاختراق التالي قادم لا محالة ، و أراه يتجسد في اغتيال بشار الأسد ، او اختطافه ، و إحضاره الى تل ابيب لمحاكمته ، فعدا عن ان هذه الحكومة بارعة في الاغتيالات ، بل و مولعة بها ، (اغتالت العاروري و هنية و نصر الله و صفي الدين ومروان عيسى و الضيف -على ذمتها – السنوار لم يتم اغتياله و إن كانت إسرائيل تفاخر بذلك - . بل استهدفت اغتيالا و جرحا آلاف قيادة حزب الله في غمرة تفخيخ البيجرز) . ان اغتيال الأسد او اختطافه ، مسألة إسرائيلية قديمة ، صدح بها أفغدور ليبرمان عندما كان وزيرا للدفاع قبل اكثر من عشر سنوات بأن يقصف قصر الأسد و اعتقال عائلته كي يضمن اجبار سوريا على السلام ، في ظل معارضة تعرب عن رغبتها عن فتح سفارة إسرائيلية في حلب ، و التوقيع على تنازل نهائي و أبدي عن الجولان . بعدها ، يمكن اعتماد الشرق الأوسط العربي شرقا إسرائيليا جديدا بقيادة مجرم حرب اسمه بنيامين نتنياهو.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء