فراس ياغي يكتب لوطن: ترامب بالنسبة لإسرائيل
كثير من المحللين يرون بأن قدوم ترامب سيؤدي إلى وضع حلول للكثير من المشاكل في العالم وفي منطقتنا، ولكنهم لم يطرحوا كيف سيقوم بذلك؟!!
يحاول الكثير ممن رهنوا انفسهم للسياسة الأمريكية في المنطقة إشاعة نوع من أجواء التفاؤل بمجيء ترامب وكأنه قادر على فعل العجائب، وهو فعلا سيكون كذلك ولكن ليس كما يعتقد او يشتهي البعض
إسرائيل الجديدة بيمينيتها ومسحتها الإيمانية التوراتية، ورأسها ابن المؤرخ اليميني وصاحب اطول فترة حكم فيها، والذي يبحث عن إعلان مملكة إسرائيل المنبعثة بإرادة الرب "يهوة" الذي كلف الملك "نتنياهو" بمهمة الإنبعاث الجديد "حرب النهضة او الانبعاث" يرون بمجيء ترامب وكأنه "المشياح" بالنسبة لهم، وتصريحات ترامب اثناء حملته الانتخابية واضحة جدا وتشكل خريطة الطريق التي سيمشي عليها نتنياهو، وهذا التصريحات كانت:"
عليه "نتنياهو" ان يفعل ما هو ضروري
عليه "نتنياهو" ان يفعل ما يشاء فعله
عليه "نتنياهو" إنجاز كل شيء قبل دخولي البيت الابيض
إسرائيل هي من تريد أن تستمر في الحرب، ويجب السماح لهم بإنهاء عملهم
على ادارة بايدن تمكينه بكل المتطلبات وبلا ضغوط
إسرائيل على الخارطة صغيرة، وبحاجة لأن تتوسع
عليك "نتنياهو" أن تنهيها وتفعل ذلك بسرعة احصل على انتصارك وتجاوزه، الحرب يجب أن تتوقف، يجب أن يتوقف القتل".
خلال حفل احياء ذكرى في فلوريدا، تعهد ترامب بأنه "سيدعم حق إسرائيل في كسب حربها على الإرهاب وأن عليها أن تنتصر بسرعة، بغض النظر عما يحدث
إلى جانب هذه التصريحات فلا احد يعرف ماذا تم في لقاء ترامب مع نتنياهو، وما هي الوعود التي قدمها ترامب، كي يدفع نتنياهو لمنع اي إنجاز لإدارة بايدن يمكن إستغلاله في الانتخابات "صفقة تبادل للاسرى"، لكن يمكن لمن يقرأ طبيعة تصريحات ترامب أعلاه ان يستنتج، او يستقريء التالي:
اولا- ترامب يريد وقف الحروب في المنطقة بشرط إنتصار إسرائيل
ثانيا- ترامب يريد تعزيز نفوذ إسرائيل في المنطقة على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، وواضح ان الهدف تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة
ثالثا- ترامب لا يرى فيما تقوم فيه إسرائيل بأنه مخالف لخفوق الإنسان أو القانون الدولي، فهو لم يتطرق للمذابح والمجازر والإبادة في غزة، بل طالب بتمكين إسرائيل من كل شيء لإنجاز المهمة
رابعا- واضح جدا ان ترامب يلتقي مع نتنياهو في الهدف والنظرة المستقبلية للشرق الاوسط، لأن التوافق يشمل ايضا اطراف عربية
إسرائيل فرحة بفوز ترامب، ولو جرى انتخابات في إسرائيل لفاز ترامب بنسبة 60% من الاصوات، وهاربس 20%، اما مؤيدي اليمين فهم سيصوتون له بنسبة 90%، وهذا يشير بوضوح لمدى الثقة بأن ترامب لن يتخلى ليس فقط عن إسرائيل، بل سيدعمها في امنها ومخططاتها، معتقدين انه مستعد لإرسال الجيش الأمريكي لأجلها، وهذا صحيح لأن كل الدولة العميقة متفقة مع ترامب على ذلك، بل لو هو رفض، هي ستفرض ذلك
أعتقد إستنادا لمصادر عليا بأن نتنياهو سوف يقدم هدايا الى ترامب مقابل التطبيع مع السعودية، ومقابل فرض الإرادة الإسرائيلية على جغرافية ما بين البحر والنهر وبعيدا عن مفهوم الدولة الفلسطينية
اكثر من ذلك، نتنياهو وحكومته ومؤيديه، يعتقدون ان مجيء ترامب سيسهل عليهم الإستمرار في حروبهم في المنطقة، بل المشاركة في توجيه ضربة لإيران، وكما يبدو هذا التوجه نابع من وعود قطعت اثناء لقاء نتنياهو وترامب، وليس بناء على تقديرات او توقعات
اذا إسرائيل نتنياهو ترى بأن النصر المطلق اصبح أقرب الى الواقع بعد مجيء ترامب للبيت الأبيض، والشيء الوحيد الذي قد يغير كل شيء، هو اختفاء نتنياهو، إما عبر المحكمة وهذا صعب حتى الآن، وإما بنموذج رابين، وهذا علمه عند الله كما قال الأمين العام السيد نعيم قاسم
ويبقى الحسم للميدان، لأنه هو الذي سيقرر كل شيء، لا ترامب ولا نتنياهو، لأن التسويات السياسية بحاجة لمن هو مستعد لها، ونتنياهو في وضعه الشخصي وفي أفكاره وتطلعاته وإئتلافه السياسي ليس ذاك الشخص الذي يبحث عن تسويات
كان يجب الإشارة أيضا إلى أن الطاقم الذي سيعمل مع ترامب بمجمله من الانجيليين الصهاينة، وهذا مؤشر على القادم
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء