سامي مشعشع يكتب لوطن: انها المجاعة حد الموت…

الفسحة الزمنية المتاحة لإنقاذ عشرات ، ان لم يكن مئات، الآلاف من أهلنا في شمال غزة من موت محقق في حرب التجويع الممارس عليها من جيش الكيان منذ أشهر طويلة على شفا ان تنفذ، لا بل انها نفذت رسميا.

لجنة التصنيف العالمى، والتي تضم خبراء متمرسين في مراقبة المجاعة وسوء التغذية في العالم، أشاروا إلى ان حرب التجويع المقصودة هذه (من صنع آلة القتل والتعطيش والتجويع الإسرائيلية) وصلت إلى تصنيف "الجوع الكارثي" حد الموت ، وهو أعلى تصنيف في سلم مراحل الجوع والتجويع عالميا.

لا وقت ولا مكان للتحليل ولا للتفسلف والتذاكى. ندرك كيف ولماذا يتم تجويع أهل غزة وندرك جهود الكيان  الشيطانية للتهجير والترحيل وتقسيم غزة وتوظيف التجويع الإنهاء الوكالة ومنعها من ادخال شاحنات الغذاء والماء والدواء. ندرك كل ذلك واستوعبناه.
وللذين يودون الان تحليل لماذا سمحنا بسبعة أكتوبر، او لاصحاب الفتاوى السمجين بانه يجب محاسبة من اخذوا على عاتقهم رفع الكف امام المخرز، وأنهم لم يخططوا لمآلات "مغامراتهم" وغيرها من تحليلات المتشفين او السطحيين او الذين ينعمون بثبات بساطير الغرباء فىق رؤوسهم. الان نقول لهم: اخرسوا. سدوا أفواهكم، واخرجوا من فضاءتنا وانزعوا أنفسكم من نسيجنا. هناك مجاعة وهناك موت وأطفال تبكي جوعا وبطون منتفخة وسكون برائحة الموت. اخرسوا.

يا أمين عام. المعطيات بين يديك. كف عن الانبطاح لضغوط هذه الدولة او تلك ولا نطلب منك الان إلا الحد الادني من دورك كأنسان ومن دورك كامين عام وان تعلن رسميا وباسم الأمم المتحدة ان المجاعة الحقيقة في غزة قد بدأت. بإمكانك عبر هذا الإعلان الرسمي ان تسعى مع رئيس الجمعية العمومية والدول الأعضاء فيه لتحريك مسار واحد وحيد: اما ان يتم فتح المعابر لإنقاذ غزة المكلومة من الموت فورا او طرد/تعليق/تجميد عضوية الكيان فورا.

يا عرب. يا أتراك. يا إيرانيين. يا مصريين. يا مسلمين. يا جامعة دول عربية. يا منظمة تعاون إسلامي. يا مجلس تعاون خليجي. يا فصائل فلسطينية. يا قوى شعبية. يا منظمة تحرير. يا مشجعى فريق برشلونة ويا مشجعى فريق ريال مدريد. يا محبي ميسى وصلاح. يا ابو تريكة. يا عالم. يا بشر. غزة الجوعى تحتضر.

من سيمنع رؤساء دول وملوكها وأمرائها وشيوخ وكهنة وحاخامات ضد الكيان ورؤساء المؤسسات الإقليمية والدولية، وما الذي يمنع الأمين العام .. ما الذي يمنعهم وما الذي يمنعنا من التوجه الى المعبر من بوابة مصر والدخول منها لإنقاذ أ غزة وناسها من الهلاك.

رفعت الأقلام وجفت الصحف.

" سامي مشعشع .. الخبير في شؤون الأونروا"