حظر الاونروا يلغي حق العودة للفلسطينيين ويحرمهم من الحقوق الاساسية
كتب رائد عبد الفتاح مهنا: وافق البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) في القراءتين الثانية والثالثة على مشروعي قانونين يحضران أنشطة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا (
حيث، صوت الكنيست بأغلبية 92 مقابل 10 لوقف "جميع أنشطة" الأونروا في إسرائيل، بما في ذلك المناطق التي ضمتها القدس الشرقية وغزة ويهودا والسامرة. وجاء القرار على الرغم من ضغوط الولايات المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية للحفاظ على مكانة الأونروا كمزود رئيسي للمساعدات الإنسانية للفلسطينيين.
ومن المتوقع أن يؤدي القانون الجديد، الذي لم يدخل حيز التنفيذ بعد، إلى إغلاق مقر الأونروا في القدس الشرقية ووقف المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر رفح.
إذ إن قطع العلاقات الدبلوماسية سيحرم إسرائيل من القدرة على إصدار تصاريح لموظفي الأونروا الأجانب ويجعل من الصعب تنسيق الإمدادات مع الجيش الإسرائيلي.
و في قطاع غزة نزح أكثر من 1.9 مليون فلسطيني داخليا حتى الآن، وهناك نقص في الغذاء والماء والدواء في غزة. ووصفت المتحدثة باسم الأونروا جوليتا توما تصرفات إسرائيل بأنها "شائنة"، مشيرة إلى أنها تقوض العمل الإنساني المهم في المنطقة.
ومع ذلك، فإن جذور قضية فلسطين كمشكلة دولية لم تبدأ الان بل تكمن في الأحداث التي وقعت في نهاية الحرب العالمية الأولى إذ أدت هذه الأحداث إلى إنشاء عصبة الأمم تمثلت في وضع فلسطين تحت الإدارة البريطانية كدولة انتداب وفقا لنظام انتداب العصبة. ومن حيث المبدأ، صدر الانتداب لفترة انتقالية إلى أن تحصل فلسطين على مركز الدولة المستقلة تماما، وهو وضع معترف به بشروط في ميثاق الجامعة؛ والواقع أن التطورات التاريخية خلال فترة الانتداب لم تؤد إلى إقامة فلسطين كدولة مستقلة.
ولم يأخذ القرار المتعلق بالانتداب على فلسطين في الاعتبار رغبات شعب فلسطين، على الرغم من أن الميثاق نص على أن "تكون رغبات هذه المجتمعات ذات أهمية قصوى في تعيين صاحب الانتداب على الأرض". كان لهذا البند أهمية خاصة، فقبل خمس سنوات تقريبا من استلام الانتداب عصبة الأمم، أعطت الحكومة البريطانية المنظمة الصهيونية ضمانات بإنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، كما أصر القادة الصهاينة، مستشهدين ب "صلة تاريخية" لأن أجدادهم عاشوا في فلسطين لمدة ألفي عام قبل أن يستقروا في "الشتات".
خلال فترة الانتداب، سعت المنظمة الصهيونية بكل الطرق لضمان إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين. والسكان الأصليون في فلسطين، الذين عاش أجدادهم على الأرض لما يقرب من ألفي عام، يعتبرون الانتداب انتهاكا لحقوقهم الطبيعية وغير القابلة للتصرف. كما اعتبروا ذلك انتهاكا لضمانات الاستقلال التي قدمتها دول الحلفاء للقادة العرب مقابل المساعدة التي قدموها لهم خلال الحرب. وكانت النتيجة مقاومة متزايدة التصميم للانتداب من جانب العرب الفلسطينيين، مما أدى إلى عنف الجالية اليهودية بحلول نهاية الحرب العالمية الثانية.
بعد ربع قرن من استلام الانتداب، أثارت بريطانيا قضية ما يعرف الآن باسم "مشكلة فلسطين" في الأمم المتحدة، بحجة أن على السلطة المنتدبة التزامات متناقضة لم تتمكن من الوفاء بها. وفي الوقت الذي لم يتجاوز عمر الأمم المتحدة نفسها عامين، اجتاحت فلسطين موجة من العنف. وبعد اكتشاف بدائل مختلفة، اقترحت الأمم المتحدة تقسيم فلسطين إلى دولتين مستقلتين: دولة عربية فلسطينية ودولة يهودية؛ ودولة فلسطينية عربية ودولة يهودية. في الوقت نفسه ، كان من المقرر أن تحصل القدس على وضع مدينة دولية. ولم تجلب خطة التقسيم السلام إلى فلسطين، وتصاعد العنف إلى حرب في الشرق الأوسط، لم تتوقف إلا بتدخل الأمم المتحدة. أعلنت إحدى الدولتين المتوخى في خطة التقسيم استقلالها كدولة إسرائيل، ونتيجة لسلسلة الحروب التي أعقبت ذلك، وسعت أراضيها باحتلال كل فلسطين. الدولة العربية الفلسطينية المتوخاة في خطة التقسيم لم تظهر أبدا على خريطة العالم، وعلى مدى السنوات الثلاثين التالية ناضل الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه.
وسرعان ما تصاعدت المشكلة الفلسطينية إلى صراع شرق أوسطي بين الدول العربية وإسرائيل. بعد عام 1948، تبعت ذلك الحروب والدمار، واضطر ملايين الفلسطينيين إلى الفرار من فلسطين، وبدأت الأمم المتحدة في البحث المستمر عن حل لهذه المشكلة، التي أصبحت مصدرا محتملا خطيرا للخطر على السلام العالمي.
وفي عملية هذا المسعى، اعترفت أغلبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بأن قضية فلسطين لا تزال في صميم مشكلة الشرق الأوسط، التي تشكل أكبر تهديد للسلام يتعين على الأمم المتحدة أن تتصدى له. ويدرك الرأي العام العالمي بشكل متزايد أن حق الشعب الفلسطيني الطبيعي وغير القابل للتصرف في تقرير المصير يجب ضمانه من أجل استعادة السلام.
لذلك إن قرار حظر الاونروا يرفع الحماية عن الفلسطينيين ويلغي حق العودة ويحرمهم من الخدمات الاساسية التعليم والصحة والغذاء وفي ظل انتشار المجاعة في جنوب قطاع غزة وشماله والنقص الحاد في الدقيق حيث يحتل الدقيق مكاناً خاصاً في نظامنا الغذائي. بدون الدقيق، من المستحيل تخيل النظام الغذائي لكل من الشخص السليم وأولئك الذين يحتاجون إلى التغذية الغذائية. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الدقيق على خاصية نادرة إلى حد ما للمنتجات الغذائية فهو لا يصبح مملا أبدا ، مما يسمح لك بإدراجه في النظام الغذائي كل يوم.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء