سامر عنبتاوي يكتب: عودة دونالد ترامب
تساؤلات تدور في ذهن معظم الناس، محورها:ماذا بعد إنتخاب ترامب وانعكاسه علينا كفلسطينيين؟
لنتفق أولا أن من يقود الولايات المتحدة كارتيلات السلاح والدولة العميقة ورأس المال بالشركات الكبرى، وعليه يكون دور الرئيس الأمريكي في بعض التوجهات والتكتيكات وأسلوب العمل، أما السياسات العامة والتوازنات والتحالفات فتدار من قبل هؤلاء من حيث المصلحة والإرتباط العقائدي.
ثانيا: أيضا سؤال يطرح بشدة:لقد نال نتنياهو من إدارة بايدن كل ما يريد وأكثر من الدعم المتواصل والحماية، فلماذا إذن كان بكل قوته يدعم نجاح ترامب؟ وما الذي سيقدمه له ترامب أكثر؟
الخلاف الأساسي بين نتنياهو وإدارة بايدن يتعلق في المواجهة مع إيران، وما يرافق ذلك من حرب شرسة في المنطقة، كذلك نوايا نتنياهو بالتوسع والتمدد حتى خارج فلسطين، وهذا الأمر يمكن أن يتوفر أكثر في ظل دعم ترامب المؤدلج في هذا الإتجاه وكذلك الدولة العميقة، لذلك قام نتنياهو ويوم الإنتخابات بإقالة وزير الحرب غالنت باعتباره (سفيرا) لإدارة بايدن في الحكومة الإسرائيلية، يضاف ذلك لعدم رغبة إدارة بايدن التورط والمغامرة في حرب إقليمية تتعارض مع مصالحها.
نتنياهو سيحاول خلال الفترة الإنتقالية توسيع الحرب واستدراج إيران لها حتى يأتي ترامب والتوسع حاصل، وعند المفاضلة هنا بين حماية الكيان والمصالح الجيوسياسية لأمريكا سترجح حماية الكيان على كل الاحتمالات من قبل ترامب والدولة العميقة، وهنا سيعمد نتنياهو إلى إستغلال الفوضى بالمنطقة لتمرير المشاريع الشيطانية بالتهجير والتوسع.
سيعود ترامب لإحياء التحالف الإبراهيمي باستعمال سياسة العصا والجزرة خاصة مع دول الخليج، وتكوين حلف يكون في صف الإحتلال في مواجهة إيران مما يساهم في إتساع الحلقة وتشكيلاتها.
سيعمد ترامب إلى تسوية الأزمة الأوكرانية مما يساهم بتفاهمات مع روسيا وفصل روسيا عن الصين في تلاقي المصالح الأمر الذي يجعل المهمة أكثر سهولة.
القادم عظيم جدا ولكنه ليس قدرا، فهذا ما يخططون له لكنه يصطدم بعوامل كثيرة على رأسها الصمود والمقاومة وتنامي قوة محوووور المقاووومة في مواجهة المخطط، ولكن القول بأن القادم غاية في الخطورة يستدعي الإستعداد بكل السبل لمواجهته.
لقد سعى نتنياهو وحكومته للإستمرار ولأكثر من عام معتمدا على دهائه وكذبه ولعبه على الحبال وعلى دعم أمريكا فقضى على خصومه وعزز قوته لكنه اصطدم بقوة المقاووومة في غزة ولبنان وداعميهم من العراق إلى اليمن وإيران، وهذا ما عطل مشروعه.
لكنه يستعد الآن لتكوين إنطلاقة جديدة معتمدا على مجيء ترامب، لكن كلي ثقة بفشله مرة أخرى وسقوط مشروعه رغم قساوة المرحلة وتكلفتها الباهظة، المهم أن نمتلك الثقة بالنفس والاستعداد بكل قوة وجدية لما هو قادم.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء