الخبير البيئي د. أبو قرع: نحتاج الى خطة بعيدة المدى لمكافحة المخدرات وآثارها الوخيمة
رام الله- وطن: دعا الخبير في صحة البيئة الدكتور عقل ابو قرع الى اعتماد خطة استراتيجية بعيدة المدى من خلال التركيز على مبدأ الوقاية للتعامل مع ظاهرة انتشار المخدرات، وطالب بأن يكون من ضمن الأولويات الفلسطينية لمكافحة المخدرات، التوعية وتطبيق القوانين والتشريعات، وكذلك ايجاد آلية للتنسيق بين الجهات العديدة التي تعمل او تهتم بموضوع مكافحة المخدرات في الأراضي الفلسطينية، سواء أكانت جهات رسمية او مؤسسات اهلية او جهات من المجتمع المدني الفلسطيني.
واضاف الى انه ومن اجل تحديد مستوى المشكلة ونوعية المواد المخدرة المستخدمة في الأراضي الفلسطينية يجب القيام بدراسات موضوعية وعلى أساس علمي، خاصة مع تضارب الأنباء والارقام حول هذه المعلومات، مع العلم ان بعض الأنباء التي تم نشرها حديثا أشارت الى عشرات الآلاف من الفلسطينيين يتعاطون المخدرات، وان من بينهم حوالي 18 ألف مدمن، ومن ضمن هؤلاء الآلاف الذين يتعاطون المخدرات بالأخص في مدينة القدس وضواحيها التي لها وضعها الخاص، من حيث التأثير الاسرائيلي عليها، ومن المعروف انه وبالإضافة الى الآثار الصحية المدمرة لاستعمال المواد الخدرة، هناك التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية الوخيمة.
ودعا د.ابو قرع الى التركيز على التوعية من اجل الوقاية من المخدرات، وبأن يشمل ذلك وسائل مختلفة مثل النشرات والكتيبات والبرامج الاعلامية سواء في الصحافة او التلفزيون والاذاعة، ويمكن ان يتم ذلك في مواقع مختلفة ، في المدرسة والجامعة، في مواقع العمل ، في المدن والقرى، والتركيز خاصة على منطقة القدس والمناطق الفلسطينية المتاخمة للحدود الاسرائيلية، حيث ومع غياب المراقبة على الحدود، تزداد بالتالي امكانية تهريب المواد الممنوعة والضارة ومن ضمنها المخدرات.
التأكد من نوعية المواد المخدرة
وبين أن اجراء الفحوصات المخبرية للتأكد من نوعية المواد المخدرة هو خطوه مهمه في إطار المكافحة، سواء اخذ عينات المواد المخدرة مباشره، أو بأن يشمل ذلك أخذ عينات من الضحية او من المشتبه بهم ، مثل عينات دم، بول، شعر وغير ذلك وإجراء التحاليل الضرورية للتعرف على ما تحويه من مواد مخدرة ، وكذلك يشمل التعرف على طبيعة مواد مشبوهة او مجهولة الهوية، خاصة في ظل الاخبار عن ضبط الجهات الفلسطينية وبشكل متواصل لعينات او مواد يشتبه بأنها مواد مخدرة.
واشار د. ابو قرع الى ان المواد المخدرة هي المواد التي ينتج عن تعاطيها فقدان جزئي أو كلي للإدراك بصفة مؤقتة وتحدث فتورا في الجسم وتجعل الإنسان يعيش في خيال ووهم خلال فترة وقوعه تحت تأثيرها والمفهوم الطبي للمخدر هو كل مادة تؤثر على الجهاز العصبي بدرجة تضعف وظيفة أو تفقدها بصفة مؤقتة. وهناك انواع عديدة من المخدرات، يتم تصنيفها إما حسب مصدرها، اي إذا كانت من أصل طبيعي او مواد يتم تصنيعها في المختبر، او حسب تأثيرها او طريقة عملها في الجسم من حيث مهدئات او منشطات او مواد مهلوسة، او حسب شدتها او سميتها على متعاطيها.