مستوطنات الشمال تحترق.. كيف أصبح الفشل"الإسرائيلي" يمتد من غزة إلى الجبهة الشمالية؟

03.06.2024 03:53 PM

وطن: تشهد الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، تصاعداً كبيراً واتساعاً لرقعة النار بين الاحتلال وحزب الله في جنوب لبنان؛ حيث تقول التقارير العبرية إن شمال فلسطين المحتلة شهد خلال شهر مايو/أيار الهجمات الأكثر شدة التي شنها حزب الله اللبناني منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 من تكتم شديد من قبل جيش الاحتلال والرقابة العسكرية على حجم الخسائر البشرية.

وبحسب تقرير لمركز أبحاث "عالما" الإسرائيلي، فقد شن حزب الله 325 هجوماً على المستوطنات الشمالية في شهر مايو/أيار بمعدل 11 هجمة يومياً، بينما كان عدد هجمات حزب الله 238 في شهر أبريل/نيسان، بمعدل 8 هجمات يومياً. لكن أيضاً أصبحت هجمات حزب الله أكثر شدة كماً ونوعاً.

ويقول تقرير لصحيفة هآرتس العبرية إن خسائر حزب الله على الجانب اللبناني تزداد؛ لذلك بات الحزب يرد بقصف عنيف على عمق أكبر في شمال الأراضي المحتلة. ومع تصاعد ضغط المستوطنين على حكومة الاحتلال لاتخاذ الإجراءات اللازمة، فإن احتمال نشوب حرب شاملة يلوح في الأفق، مما ينذر بدمار أكبر بكثير في الشمال الذي أصبحت مشاهد الاحتراق لا تفارقه.

الفشل الإسرائيلي يمتد من غزة جنوباً إلى الجبهة الشمالية
تقول هآرتس إن حالة الفشل وعدم إحراز تقدم في غزة بعد 8 أشهر على القتال يمتد إلى الشمال ويجعل الوضع هناك أسوأ بكثير مع فقدان كبير للسيطرة. وتفترض الولايات المتحدة أن وقف إطلاق النار في غزة سيكون بمثابة مدخل لمحادثات مكثفة من شأنها أن تؤدي إلى وقف طويل الأمد لإطلاق النار بين "إسرائيل" وحزب الله اللبناني، لكن القتال يحتدم في هذه الأثناء وأعمدة الدخان تتصاعد من كريات شمونة وغيرها من المستوطنات الشمالية.

وبحسب هآرتس، يرى العديد من المستوطنين، أن الحكومة تخلت عن الحدود الشمالية وتركتها لحزب الله. ولا يقتصر الأمر على إجلاء نحو 50 ألف مستوطن فحسب؛ حيث يواصل حزب الله القصف في عمق فلسطين المحتلة حيث سمعت في الأيام الأخيرة صفارات الإنذار في عكا وفي الجليل الأعلى والغربي وفي هضبة الجولان، ولا يبدو في هذه اللحظة أن كل ما يفعله جيش الاحتلال من قصف لقرى جنوب لبنان ينجح في ردع حزب الله.
يوم الأحد 2 مايو/أيار اندلعت حرائق ضخمة في مستوطنة كتسرين بالجولان المحتل بعد قصف مدمر من قبل حزب الله. وهي المنطقة ذاتها التي كان نتنياهو وعائلته يقضون العطلة فيها آخر عامين. والصيف الماضي، أي قبل أسابيع قليلة من اندلاع الحرب في غزة، التقط رئيس الوزراء نتنياهو من كتسرين صوراً له بنظارات وردية اللون، كرسالة تسويقية رتبها مستشاروه له وسط اضطرابات الانقلاب القضائي آنذاك، كما تقول هآرتس.
وبحسب الصحيفة العبرية، صدمت "إسرائيل" بصور الدمار الذي لحق بمقر اللواء الإقليمي 769 التابع لجيش الاحتلال بعد تعرضه لصاروخ ثقيل من نوع "بركان" نهاية الأسبوع. وفي اليوم نفسه، ظهر على الإنترنت مقطع فيديو من قرية عيتا الشعب، حيث إن الدمار الذي أحدثه الاحتلال هناك مشابه لما يحدث في قطاع غزة.

عربي بوست

تصميم وتطوير