بسام زكارنة يكتب لوطن: ستنجز الصفقة و تتوقف الحرب

25.05.2024 04:09 PM

بعد 232 يوما من الحرب على غزة لم تحقق اسرائيل اي هدف من اهدافها المعلنة و استعاضت عن تلك الاهداف بارتكاب جرائم إبادة ومجازر تندى لها جبين الانسانية، في ظل عجز و صمت النظام العالمي بشكل غريب ومريب بل ان بعض الدول دعمت بشكل سافر الابادة الجماعية التي ترتكبها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة و زودتها بالسلاح و المال امثال أمريكا و المانيا و بريطانيا و كندا و غيرهم الكثير حيث ظهرت هذه الدول بمعاييرها المزدوجة و زيف ديمقراطيتها و بشكل خاص عندما اضطرت امريكا للتكشير عن انيابها بالمشاركة في قتل الاطفال و النساء بمعارضتها لأوامر  المحكمة الدولية بل و وقفت ضد العالم بأسره  باستخدامها حق النقض الفيتو مرات عدة ضد قرارت وقف الحرب على غزة .

اسرائيل تقول بالفم المليان لن انهي الحرب إلا بانهاء  المقاومة علما ان المقاومة ليست فكرة فلسطينية حصرا( وان كانت قد تفوقت بمراحل على تجارب اخرى) ولم يقودها  اشخاص محدودين بعينهم  بل هي قانون حتمي نشأ نتيجة تجمع  عليها الشرائع الدينية و لقوانين الدولية و العالم باسره مع كل احتلال او استعمار او استغلال للشعوب ، و مقاومة الاحتلال حق مشروع في القانون الدولي و الأنساني و خاضته معظم شعوب العالم من أمريكا و أوروبا و امريكا اللاتينية و غيرها من معظم الدول و الشعوب وهذه المقاومة المشروعة لا يمكن وصفها باي حال من الاحوال بالارهاب ، لكن المعايير المزدوجة جعلت على سبيل المثال  حق المقاومة مشروع للأوكرانيين و غير مشروع للفلسطينيين ويعتبرون ان المحكمة الجنائية وكذلك محكمة  العدل الدولية انما وجدت لاجل اليهود و الاوروبيين و ليس للآخرين هذا ما صرح به  المسؤولين الأمريكان و غيرهم بكل وقاحة و دون خجل  .
وعودة على بدء  فالمقاومة في غزة تقول بالفم المليان لن يكون هناك صفقة تبادل اسرى إلا بانهاء الحرب و وقف الابادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني   ، و تعلن صراحة ان المقاومة ستستمر ما دام هناك احتلال و السابع من اكتوبر سوف يتكرر في سبيل انهاء الاحتلال التزاما حرفيا بالقانون الدولي بحقوق الشعوب في تقرير مصيرها و السعي لاستقلالها و تعلن المقاومة انها تقف ضد الارهاب الذي يخالف المعايير الدولية و الانسانية ، و تلتزم بعدم استهداف المدنيين من  الأطفال و النساء ويستثنى من ذلك قطعان المستوطنين و المجندات ومن يدنسوا  أراضينا ومدننا  المحتلة .
رغم كل ما ذُكر إلا أن الصفقة ستنجز و تتوقف الحرب لعدة اسباب :
اولا : حجم خسائر الاحتلال الاسرائيلي من جنوده و آلياته في غزة بفعل المقاومة و صمودها و تماسكها بل و زيادة قوتها يوم بعد يوم  رغم حجم الدمار و القتل للمدنيين ناهيك عن جبهة الشمال من المقاومة اللبنانية المساندة التي يديرها حزب الله و يحقق اصابات في اماكن حساسة و استراتيجية و اسقط العديد من الضباط و الجنود بل و جعل  مستوطنات  شمال فلسطين المحتلة خالية تماما و معظم سكانها اصبحوا لاجئين بل و خسروا مزارعهم و مصانعهم و أعمالهم و حتى هدمت بيوتهم و وصف وزير جيشهم ان الدمار في هذه المستوطنات يشبه الدمار في غزة ، ناهيك عن المقاومة العراقية و اليمنية و التي توقع خسائر  و تتحكم في ممرات بحربة و جوية اثرت على كل دول العالم و على اسرائيل بشكل رئيسي و حققت و لا زالت خسائر كبيرة في اقتصادهم .
ثانيا : انفجار الجبهة الداخلية في  اسرائيل  وخروج عائلات الاسرى و مناصريهم للشوارع بشكل دائم ومستمر والتي اظهرت ان حكومة الاحتلال قد ادارت الظهر لضباطها و جنودها المختطفين و عائلاتهم لمجرد حفاظ بعض السياسين الاسرائيليين على كراسي الحكم وانحيازا لمصالحهم السياسية ،بل انه و لاول مرة تظهر اسرائيل بهذا الضعف حيث ان القوي يفرض شروطه على شكل  الصفقة المطلوبة و يثق بقدراته في كل الاحوال وأقصد هنا المقاومة التي سبق فعلت ذلك باسرائيل(صفقة شاليط) و ستفعلها اليوم ،  و لاول مرة يجمع الشارع الاسرائيلي على اقالة الحكومة و اجراء انتخابات جديدة حيث اظهرت الاستطلاعات ان ٧٠٪؜ من الشارع الاسرائيلي يقر بعجز و فشل هذه الحكومة و يطالب برحيلها.
ثالثا : قرار محكمة العدل العليا و المحكمة الجنائية ضد اسرائيل و قادتها لإرتكابها جرائم حرب و ابادة جماعية ضد الفلسطينيين، حيث إن الاستمرار في الحرب سيزيد من هذه الجرائم و لن تسطيع أمريكا و الدول المناصرة لها من انقاذها ، و يجمع معظم المحليين ان استمرار هذه الحرب بداية النهاية لإسرائيل كما حصل مع حكومة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا .
رابعا : زيادة عدد الدول التي اعترفت بدولة فلسطين و حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره و تنامي الدول التي تدين اسرائيل و تفكر بسحب الاعتراف بها بعد ان اصبحت دولة عنصرية نازية دون منازع .
خامسا : تنامي الحراك الشعبي و حراك الجامعات في أمريكا و اوروبا ضد الابادة الجماعية التي ترتكبها اسرائيل في غزة ، و انعكاسها على الانتخابات الأمريكية و حتى الأوروبية.
سادسا  : تنامي العداء العربي و الإسلامي و احرار العالم ضد امريكا بالدرجة الاولى بسبب ادراكهم ان أمريكا صاحبة القرار الاول و الاخير في استمرار حرب و الإبادة الجماعية في غزة ، و ضد دول غربية مثل المانيا و بريطانيا و غيرهم الذين يدعموا و يقفوا مع الاحتلال بل و يشاركوا في الجرائم بشكل مباشر و غير مباشر بالدعم بالسلاح و المال و الجنود ،  حيث تقاتل أمريكا و حلفائها في البحر الأحمر نيابة عن اسرائيل و لحمايتها رغم معرفتهم التامة ان الممرات في البحر الأحمر مفتوحة لهم باستثناء السفن و الطائرات التي تذهب لإسرائيل.
و فق ذلك اسرائيل ملزمة بانهاء الصفقة و وقف الحرب و بيرنز مدير وكالة الاستخبارات الامريكية لن يغادر المنطقة قبل تحقيق ذلك و فق شروط المقاومة ، وان غدا لناظره قريب.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير