بَيتُ أهلي أم بيت زوجي

21.04.2024 11:22 PM

كتب محمود أبو زهيرة:

في محكمة الصلح في بيت لحم ، أم عليِ ، بعمر التاسِعةَ و الثلاثينَ عاماً ، تُوقع أوراق الطلاق ، بعدما دام زواجُها ثلاثةً وعشرون عاماً ، حيث تقول " زوجي قرف حياتي من يوم ما قعد من الشغل ، كان يتشتغل بالقدس ، وبعد ما أجت الحرب وقف شغل ، ومن يومها الوضع على الله ، وقاعد بتفشش فيا و بالأولاد ، وأنا قرفت من الوضع " ، ويقول ، فراس عياش ، محامياً في محكمة الصلح " عددٌ غيرَ مسبوقٍ في حالاتِ الطلاق بالضفة الغربية منذ بداية الحرب على غزة ،و يضيف الوضع غير مسبوق " .

وعندما أصبحت أم علي في بيت أهلها قالت " يعني بيت طليقي ولا بيت أهلي نفس الوضع ، ما في سيولة مالية ، يعني روحت من الهم و أجيت للهم " .

في حين أن هنالك نظرة مجتمعية للمرأة بعد الطلاق على أنها " عبء ٌ" عندما تذهب إلى بيت أهلها ، لكن ماذا ؟ ألا يجب أن يكون منزلَ أهلها الملاذ الآمن لها ! في الواقع ينظر إلى المرأة المطلقة في مجتمعنا الفلسطيني على إنها عِلةٌ على أهلها ، وعبءٌ على المجتمع ، فيما تنعكسُ هذهِ النظرةَ الدونيةَ المتخلفةْ على حياةِ المرأةَ المطلقة لتقييد حياتها وكأنها لاشيءَ في المجتمع .

اما بالنسبة لِتجرِبتي الشخصية في مثل هذهِ القضايا ، فقد أصبح من البديهي أن يتم الإعتداء على المرأة أو الزوجة و النفاذ من الحساب ، على أساسٍ يخلدهُ المجتمع و هو " الزلمه ما بعيبه شي " لكن هل فعلاً الرجل يستطيع أن يفعل أي شيء و ينفذ من الحساب ؟ هل هذه القيود و المفاهيم التي يفرضها مجتمعنا على المطلقات و المعنفاتِ عادلة ؟ أم انها مجردَ عادات متخلفة فُرضت لتقيد المرأة و إنتصال حريتها ، واستمداد القوةَ بناءً على العنف ضد المرأةَ ؟

من وجهة نظري الخالصة ، إنني أرى أن طلاق المرأة مهما كان السبب ، فهو فعلاً بدايةَ حياةً جديدةْ يمكن أن تكون بوابةً للنجاح و التعلم البناءِ من تَجربتها السابقة .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير