منظمة أكشن إيد الدولية تدين بشدة اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية وتطالب بمحاسبة مرتكبيها بشكل فعال
رام الله – وطن: طالبت منظمة "أكشن إيد" الدولية بمحاسبة المستوطنين في الضفة الغربية على "أعمال العنف في أعقاب موجة من الهجمات على القرى الفلسطينية"، بعد ان تم الإبلاغ عن اختفاء مستوطن يبلغ من العمر 14 عامًا يوم الجمعة، وعُثر عليه ميتًا فيما بعد، وقام مئات المستوطنين بمداهمة ما لا يقل عن 17 قرية فلسطينية ردًا على ذلك خلال الأيام القليلة الماضية، وأحرقوا السيارات والمنازل، وقتل 3 فلسطينيين في عقربا والمغير.
وقالت المنظمة في بيان وصل لوطن نسخة عنه ان "قرية المغير، الواقعة شمال شرق مدينة رام الله، كانت إحدى المناطق المتضررة من أعمال عنف المستوطنين".
وقال أمين أبو عليا، رئيس مجلس قرية المغير، لمؤسسة آكشن إيد الدولية: " إن هجوم المستوطنين على القرية يوم الجمعة، والذي خلف قتيلاً وعشرات الجرحى، كان أكبر وأعنف اعتداء تعرضت له قرية المغير، وإن المستوطنين حاصروا القرية واقتحموها، وداهموا المنازل، وأشعلوا النار في المنازل والسيارات، وسرقوا ما يقدر بنحو 70 رأسا من الأغنام، وبحسب الهلال الأحمر، أطلق المستوطنون النار بعد ذلك على إحدى سيارات الإسعاف التابعة له أثناء محاولتها الوصول إلى المصابين في الهجوم، بينما منعت المركبات الأخرى من دخول القرية".
وقال أبو عليا: "إن هذا الهجوم جزء من التحريض الممنهج الذي يقوم به المستوطنون ضد الفلسطينيين بهدف تهجير الفلسطينيين قسراً من أراضيهم. سنبقى في أراضينا، وعلينا مواصلة صمودنا لأنه ليس لدينا أي خيار آخر. هذه اعتداءات متواصلة ضد الأهالي والمزارعين والأراضي الزراعية. لا يستطيع مزارعونا الوصول إلى أراضيهم بسبب الحواجز التي وضعها المستوطنون والتي تقيد تحركاتهم. لم نتمكن من قطف زيتوننا خلال الموسم الماضي".
وأضافت المنظمة ان "اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية تزايدت بشكل مرتفع منذ 7 تشرين الأول، مما أدى إلى مستويات غير مسبوقة من العنف ضد الفلسطينيين، فقبل هذه الموجة الأخيرة من الهجمات، سجل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 727 اعتداء شنها المستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين - أسفرت عن إيقاع 72 إصابة وتدمير وإحداث أضرار لـ 578 من الممتلكات، وقُتل ما لا يقل عن تسعة فلسطينيين على أيدي المستوطنين منذ 7 تشرين الأول، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية".
وتابعت المنظمة "يتوجب على القوات الإسرائيلية - باعتبارها القوة المحتلة حماية المدنيين الفلسطينيين من جميع أشكال العنف، بما في ذلك عنف المستوطنين حسب القانون الدولي الإنساني".
وحذرت منظمة أكشن إيد من أن قوات الاحتلال لا تفعل ما يكفي لوقف إعتداءات المستوطنين أو حماية الفلسطينيين أثناء تلك الإعتداءات.
ولفتت الى ان مقطع فيديو نشرته منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية " ييش دين "، والذي تم تصويره في قرية دير دبوان يوم السبت، يظهر فشل قوات الاحتلال التي كانت قريبة من الموقع في التدخل عندما أشعل مستوطنون النار في سيارة فلسطينية.
وأضافت "تفيد التقارير حول إعتداءات المستوطنين بأن ما يقارب نصف تلك الإعتداءات الموثقة كانت تتم بمرافقة القوات الإسرائيلية أو بدعمها منذ 7 تشرين الأول وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية".
ودعت المنظمة "إسرائيل" إلى الاعتراف بالتزاماتها القانونية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني وحمايته، بما في ذلك ضمان احترام الممتلكات الخاصة مثل السيارات والمنازل، ومحاسبة جميع المسؤولين عن أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان في الضفة الغربية، وضمان محاكمتهم بموجب القانون، لافتة ان التحليل الذي أجرته منظمة ييش دين يشير إلى أن 3% فقط من التحقيقات الإسرائيلية في عنف المستوطنين التي رصدتها المجموعة منذ عام 2005، أسفرت عن إدانات كاملة أو جزئية.
ولفتت أن تصاعد العنف في الضفة الغربية قد حدث بالتزامن مع الأزمة في غزة، ومع ظهور خطر نشوب صراع أوسع نطاقا في المنطقة، ما يستوجب أن يكون هناك وقف دائم لإطلاق النار على الفور لحماية المدنيين في غزة والضفة الغربية والمنطقة.
وقالت مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد فلسطين، رهام جعفري : " يعيش الفلسطينيون في الضفة الغربية في رعب من إعتداءات المستوطنين لعقود من الزمن، ولكن شهدت الأشهر الستة الماضية تصاعد العنف إلى مستوى غير مسبوق. حيث يقوم المستوطنون مرارًا وتكرارًا بترويع التجمعات المحلية وارتكاب انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان مع الإفلات الواضح من العقاب. ويواجه العديد من الفلسطينيين يومياً الترهيب والمضايقة من قبل المستوطنين. إننا نشعر بالفزع إزاء الوفيات والإصابات الناجمة عن هذا الهجوم الأخير للقرى الفلسطينية. وهذا لا يمكن أن يستمر. يستحق الفلسطينيون أن يعيشوا بدون خوف. ويجب محاسبة المستوطنين الذين ارتكبوا أعمال العنف، ويجب على السلطات الوفاء بالتزاماتها بحماية الفلسطينيين من الأذى".