أسرار نجاح العلاقات الأسرية في تكوين شخصيه الفرد

15.04.2024 10:48 AM

كتبت فرح صلاح الفقيه - إشراف الدكتوره فلسطين نزال: الحياة السعيدة لا تكون في غياب المشاق، ولكن في السيطرة عليها. كثير من الأشخاص لديهم فكرة خاطئة عن ماهية السعادة الحقيقية، لا تحقق السعادة عن طريق الإشباع الذاتي ولكن من خلال الإخلاص لهدف نبيل. السعادة ليست غياب المشاكل بل القدرة على التعامل معها.

الأُسرة هي الحجر الأساسي في تكوين القيم والمبادئ واخلاق الافراد وتلعب دوراً كبيراً في تطوير سلوك حياتهم وشخصياتهم، كما تشكل نسقاً اجتماعياً محدداً من الأدوار والوظائف شأنها في ذلك شأن أي نسق مجتمعي اخر ويتعلق نجاح الأُسرة أو فشلها الى حد ما على توزيع المهمات والنشاطات والتفاعلات الاجتماعية داخل الأُسرة وخارجها.

لعل دور الأُسرة في غاية الأهمية فيما يتعلق بتنمية الفرد الاجتماعية وتطوير قدراته ومن أهم أدوارها القدرة على التواصل وحل المشكلات والتعاون فيما بينهم، اذ لم يعد يقتصر دور الأسرة على توفير الحاجات الأساسية كالتعليم وتوفير الحماية والأمان والمأكل والمشرب، بل أن عليها توفير الحاجات النفسية والاخلاقية التي تقوم ببناء شخصية الفرد في الأُسرة.

ومن أسرار نجاح العلاقات الأُسرية:

• تحسين التواصل والتفاعل ما بين افراد الأُسرة وسماع الأبناء واشباع حاجاتهم الفكرية.

• تعزيز الصحة النفسية والعاطفية والاجتماعية لدى الافراد كتحقيق التفاهم العائلي والاحترام مما يقوي الروابط الأُسرية.

• توزيع المسؤوليات والأدوار بشكل مناسب وعادل بين الافراد.

• التعامل مع التحولات والأزمات وحل المشكلات المرتبطة بها كالوفاة والطلاق والحالة الاقتصادية والأمنية أو التغيرات في هيكلية الأُسرة.

• وتلعب الثقة دورا مهماً في تقبل الفرد لذاته وللآخرين من حوله كما أنها تشجعه على مواجهة تحديات الحياة في داخل المجتمع ولابد من تقسيم بناء الثقة الى جزئين الأول الكفاءة وتعلقها بقدرة الافراد على القيام بمسؤولياتهم والثاني المصداقية وتعلقها بأخلاقياته والصدق والقيم الايجابية.

• تقديم المحبة وهي من أهم مفاتيح العلاقات الأُسرية الناجحة والحب بحد ذاته احتاج لكل فرد من افراد المجتمع كبيراً كان ام صغيراً.

ولعل من الأمور الطبيعية تأثير الأُسرة على الفرد وامتدادها من خلال التجارب التي قد تركت انطباعاً في نمو شخصيته منذ الصغر وانعكاسها على صحتهِ النفسية وعلاقتهِ الاجتماعية. فقد تلعب الأُسرة دوراً كبيراً في تنشئة الطفل فهي البيئة الأولى التي ينمو فيها ويتعلم من خلالها جميع المهارات.
فالأُسرة التي تربي أبنائها على القيم والفضائل وتعزير السلوكيات الايجابية الحسنه والعادات والمبادئ ينعكس ذلك بالأثر الإيجابي وتخرج اجيالاً صالحة، فلا بد من توفير بيئة صحية ومحبة وداعمة لتساعده في تنمية قدراته العقلية والاجتماعية والنفسية .

ما هو الأثر الذي يترتب على مشاركة الوالدين وتفاعلهم مع أولادهم ؟
تعد الأُسرة الداعم الأول في نمو شخصية الطفل وتطويرها ومشاركة الاهل وتفاعلهم مع أطفالهم كما يعزز قدرات الاطفال التعليمية والاجتماعية وتسهم بشكل كبير في نجاحاتهم.

من هنا كان على الوالدين تربية أولادهم على التربية الشرعية والإحسان لهم وعليهما الحذر من التقليل من ذاتهم او سبهم وتحيزهم لغيرهم من الاخوة واحترامهم فبعض الآباء يغيب عنهم حاجة الأبناء الى العناق أو بناء صداقات واشباعهم بكلمات الحب وأن تكون يد العون ممتدة دائماً لهم ولو لدقائق معدودة لا لساعات، فقد يحتاج الابن نظره حب او لمسة تُشعره بالأمان.

(ن، ل) فتاه تبلع من العمر 30 عام ولدت في ظل أسرة يسودها الحرمان والضرب وعدم تقبل أراءها حيث يحقق الذكور السيطرة وفرض الأوامر وقد حُرمت من أبسط حقوقها وهي التعليم، وعلى أثر المعاملة القاسية التي تعرضت لها أصابتها خيبة الأمل والحزن والشعور بالكآبة وعدم تقبل ذاتها وشعورها بالنقص .
لاحظت قريبة (ن ، ل) الاعراض التي عانت منها من اخوتها وأهلها فقامت بتوعية الام وارشادها بضرورة اللجوء بها الى مركز الدعم النفسي وأكدت قريبتهم بأنها ستتلقى العلاج مجاناً ودون خسائر مادية وبعد ما يقارب فتره من علاجها لوحظ بأنها بدأت بالتحسن وتلاشي العديد من الاعراض التي كانت تعاني منها مثل الهلوسات والشكوك.
وقد عقدت جلسة توعية لعلاج الأُسرة حضر فيها كل من أمها واخوتها وتم الحديث فيها عن كيفية الأساليب الصحيحة للتعامل معها وبتشجيع من الاخصائية عادت (ن،ل ) لاستكمال دراستها في الثانوية العامة واجتازتها بنجاح واستمرت في انجاز ما ارادت بل وساهمت في تخليص الفتيات من معاناتهم من خلال التحاقها بجمعية حقوق المرأة التي تقوم على تدريب وتأهيل النساء في عدة مجالات .
تقول (ن،ل) لقد فقدت املي في هذه الحياة وفكرت كثيراً بالانتحار وراودتني أفكار سيئة جداً والآن انا كلي أمل وسأستمر بالتقدم وتقديم كل ما استطيع لما يحتاج .

لكن! ماذا اذا اهملنا أطفالنا ولم نقوم بمشاركتهم تفاصيل حياتهم !؟
فلعل الدعم النفسي والعاطفي المتمثل في إبقاء الأبناء داخل إطار الأسرة وعدم الانشغال عنهم وتوفير الطمأنينة في نفوس أبنائهم كي يتم فتح طرق آمنه تعود بعدم الكذب أو الخوف من إخفاء ما يحدث معهم من مشكلات يومية أو أي حدث قد يمر في شتى مراحل
حياتهم.

أخيراً اعتنوا بأولادكم فإهمالكم لهم سيؤدي بحياتهم، حافظوا على الود بين افراد أُسرتِكم فاذا صَلُحت البداية صلحت النهاية، عززوا أولادكم ولو بهديه ذات ثمن قليل لكن ستكون لديهم ذات قيمه عظيمه أُشكروا أولادكم أمام الناس سيعزز من تطويرهم لذاتهم.

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير