التربية الايجابية ومدى تأثيرها على الأسرة والأطفال

14.04.2024 04:20 PM

 كتبت يارا منصور  - اشراف  د. فلسطين نزال: الأسرة هي نواة المجتمع الاولى، التي ينشأ بها افراد المجتمع، ولذلك يجب منح هذه النواة الرعاية وطرق تربية صحية من اجل بناء أسرة سليمة. يشير مفهوم التربية الاسرية الى كيفية تعامل الوالدين مع أبنائهم، لتنشئة اجتماعية سوية وبناء علاقة صحية معهم قائمة على الصدق والصراحة وخلق جو أسري دافئ، ومن هنا كان لا بد من تسليط الضوء على التربية الإيجابية باعتبارها أسلوب تربوي مبني على الحب، والاحترام، والرعاية. ومن هذا المنطلق سنتناول في هذا المقال ما هي التربية الإيجابية، وكيفية تأثيرها على الأسرة والأطفال، وما هي اهم مبادئ التربية الإيجابية.

يفترض مفهوم التربية الإيجابية ان الأطفال يولدون صالحين ولديهم الرغبة في فعل الشيء الصحيح لذلك من أبرز ما تركز عليه التربية الإيجابية هو تعليم السلوك الصحيح بدلا من معاقبة السلوك السيء. اذ ان وجود أطفال جيدون وآخرون سيؤون، ليس هو الامر الأكثر أهمية انما الاختلاف هو ما يحتل الأهمية كون الطفل مختلف، ولعل شعور الأطفال بالأمان يدفعهم الى التمييز بين السلوك السيء والسلوك الجيد، وتشجعهم على تحسين سلوكياتهم.
الأطفال ليسوا وحدهم الذين يستفيدون من التربية الإيجابية هذا ولا تعود التربية الإيجابية بالفائدة على الأطفال وحدهم اذ ان الوالدين اللذين يمارسون التربية الإيجابية يكتسبون احترام للذات وثقة في تربيتهم من هنا سوف نسلط الضوء على اهم المبادئ التي تساعد الآباء في تطبيق التربية الإيجابية والتي هي:
1.     التواصل الفعال، حيث يلعب التواصل دورا كبيرا في تكوين علاقة قوية بين الطفل ووالديه.
2.     الاحترام، احترام وتفهم شخصية الطفل وعدم الاستخفاف به.
3.     الانضباط الإيجابي وهو تعلم الطفل التحكم في سلوكياته وانفعالاته وإيجاد حلول للمشكلات.
4.     التربية الاستباقية وهو التدخل المسبق للسلوك المحتمل تشكيلة قبل ان يتحول لمشكلة خطيرة.
قمر ام تبلغ من العمر 29 عاما , تقول : " كان خطأي في صراخي المستمر على طفلتي عند قيامها في سلوكيات سيئة، كنت أعتقد انها الطريقة الأنسب للحد من السلوك ولكن كنت مخطئة للغاية حيث كان يزيد الامر سوءا, قمت بتحدث مع طفلتي بشكل هادئ عن سبب عدم ارضائي لسلوكها وإعطائها اقتراحات انسب لسلوكياتها وفي كل مرة كانت تؤدي سلوك إيجابي كنت اعزز ذلك وأعبر لها عن مدى فخري بها وهذا ساعد طفلتي في فهم ان السلوك الجيد يؤتي ثماره كما ساعدني أنا أيضا في زيادة احترامي لذاتي لثقتي في تربية طفلتي بسبب قلة الضغوط المتعلقة بانضباط طفلتي"  .
التربية السلبية كما في حالة قمر تزيد لدى الأطفال العنف والاذى , ويزداد معهم الإباء غضبا وقسوة لذلك يجب على الآباء ان يدركوا ان هذه السلوكيات طبيعية تترافق مع تطور الطفل في مراحله العمرية , فاتباع الإباء النهج التربوي الإيجابي سيحسن شخصية الطفل ونظرته لنفسه ولوالديه , وهذا ما تطرقت اليه رنا التي تبلغ من العمر 12 عاما تقول :" لا اشعر اني بحاجة للكذب على أسرتي فهم متفهمون للغاية اجلس معهم كل يوم على طاولة العشاء واقوم بمشاركتهم في تفاصيل يومي , وهم يساعدوني كثير في تخطي العقبات التي اشعر بها وعند قيامي بتصرف خاطئ يجلسون معي و يوضحون لي لماذا كان سلوكي خاطئ وما البدائل الإيجابي للموقف على عكس صديقاتي الذين يجبرون على الكذب لتفادي التوبيخ والحرمان ".
ولذا من منطلق ما ذكرنا يمكن تطبيق التربية الإيجابية بعدة طرق كتقديم نموذج حسن للأطفال يساعد على تطورهم ونموهم الاجتماعي والشخصي. اقتداء الأطفال في سلوكيات ابائهم يكسبهم قيما إيجابية، لذلك يجب على الآباء استخدام المدح والتشجيع لتعزيز واستمرارية السلوكيات الإيجابية التي ترغب بها الاسرة، كما يجب توجيه انتباه الطفل الى أنشطة تشد انتباهه عند قيامه بسلوكيات غير مرغوبة، يمكن ان يساعده في إشباع احتياجاته بطريقة إيجابية.
ان دور الاسرة في تعزيز السلوك الإيجابي يلعب دورا حاسما في بناء مستقبل واعد. يجب على الأهل استثمار فهم احتياجات أطفالهم وتوجيههم للتصرف بإيجابية بالتالي يمكن للمجتمع ان يستفيد من نشوء جيل يعزز التفاعل الإيجابي، اطفالكم امانة في اعناقكم فحافظوا عليها.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير