المتظاهرون لنتنياهو وحكومته: المخطوفون والصفقة "فوراً".. لا تناور بـ "الفتاق"

كتب ناحوم برنياع – يديعوت: “الغضب والأمل يخرجان الناس إلى الشوارع”، هكذا أعلنت روتم بارلمان، واحدة من مديرتي المظاهرة أمس في القدس. “في منتهى السبت، في تل أبيب، كان الغضب…”.
غضب في القدس أيضاً، أصوات الجمهور تضج من فوق المنصة وأصوات من تحتها.
كانت المظاهرة مؤثرة بحجمها. في محيط الساعة 20:00 كان شارع كابلن في القدس مليئاً؛ من وزارة الخارجية حتى وزارة المالية. كان الاكتظاظ يقترب من خطر الأمان. حتى مقطورات القطار امتلأت بحيث اضطر المسافرون للانتظار على الرصيف للقطار التالي وما يأتي بعده، تماماً مثلما في الأيام الطيبة للاحتجاج، قبل أكتوبر.
لكنهم الناس أنفسهم: يخيل أنه لم يسقط أحد ولم يضف أحد منذ المظاهرات إياها. الحدث أمس كان لقاء دورياً لخريجي الاحتجاج من العام الماضي. وأقول هذا بكل الاحترام. اللقاءات المتكررة أمر جميل؛ فهي تعطي فرصاً لأناس طيبين لمبادلة الذكريات ويشعرون باتحادهم في هدف مشترك، والجمع يعطيهم قوة للتغيير.
أمس، في القدس، أطلقت صافرة بدء موسم جديد من الاحتجاج، ذي حجة أوسع ويقوم على أساس سلسلة إخفاقات تاريخية للحكومة قبل 7 أكتوبر، وفي 7 أكتوبر وبعده. مظاهرة أمس لم تتحدث عن الحرب، لكن كان واضحاً بأن فترة ضبط النفس بسبب الحرب انقضت من الوجود. التعابير ضد نتنياهو كانت فظة وحادة لدرجة أن المترجمة للغة الإشارات وجدت صعوبة في التعبير عنها ليفهمها الجمهور.
ومع ذلك، فإن الفرضية القائلة بأن إخفاق 7 أكتوبر وسلوك الحكومة السائب منذئذ سينبت أجنحة جديدة أوسع وأحدث للاحتجاج، لم تتحقق الآن. جنود الاحتياط الذين تسرحوا لم يخرجوا من غزة مع غضبهم، مع مطالبهم، مع يافطاتهم. ولم يأخذوا زمام القيادة.
ثمة توتر ما بين الشعارين اللذين جاء بهما المتظاهرون إلى القدس. “كلهم” صرخت إحدى المتظاهرات، فأجابها من انضموا إليها “الآن”. كلهم “المخطوفون”، أما “الآن” فهي الصفقة التي ستعيدهم إلى الديار. وهتف وراءها متظاهر آخر: “انتخابات”. “الآن”، أجابه المتظاهرون بالحماسة إياها. “أنت الرئيس”، هتفت اليافطة؛ “أنت المذنب”، أجاب المتظاهرون.
بدأت المظاهرة بأناشيد منتظمة، مليئة بالحيوية: وهكذا تدفق الأدرينالين إلى المتظاهرين قبل أكتوبر؛ رفعت المديرة الصوت في المكبر، بحيث ما كان ليخجل فريق تشجيع في بركة فندق في إيلات. وفور ذلك، صعد المنصة تمثيل واسع لعائلات المخطوفين، ممثلو نحو 80 عائلة (من أصل 120) اختاروا التوجه إلى كفاح أوسع وأعنف ضد سلوك نتنياهو في المفاوضات مع حماس. كرميت بلتي كتسير من “نير عوز”، التي قتل أبوها في 7 أكتوبر، ومكثت أمها قرابة 50 يوماً في الأسر وعادت محطمة، وما زال أخوها العاد هناك، تحدثت باسمهم. “لم أصدق أنني سأضطر لأقاتل على حق أخي في العودة حياً”، قالت. “ما الذي يفكر به العاد الآن في الأسر عن رئيس الوزراء؟”. وأنهت بدعوة نتنياهو: إذا كنت غير قادر على جلب صفقة، فأخلِ كرسيك لآخر.
أما بخصوص العائلات، كما لقسم كبير من المتظاهرين، فإن إعادة المخطوفين موضوع وجودي، شيء ما سيتفكك المجتمع الإسرائيلي بدونه. بالنسبة لآخرين، المخطوفون حجة أخرى ضد نتنياهو، مثل تملص الحريديم، مثل إجازة الكنيست، مثل مسيحانية سموتريتش، وشرطة بن غفير، ومثل تصريحات سارة نتنياهو وسلوك الابن.
إن الكفاح المتواصل ضد الحكومة فاقم شكوك المحتجين بكل سياسي في الحكم، وفي واقع الأمر، بكل سياسي. عندما سمعوا أمس بأن نتنياهو يوشك على أن يجتاز عملية “فتاق” رفضوا التصديق. “هذه مناورة”، قال لي متظاهر ما، رجل جدي جداً “ليس لديه شيء. فابتكر هذا كي يكم أفواهنا”؛ ومتظاهر آخر، لا يقل جدية، همس في أذني: “ليس فتقاً؛ بل مريض بشيء ما أسوأ بكثير. كلهم يكذبون”.
رئيس المعارضة يئير لبيد الذي دعي للخطابة، استقبل بعطف فاتر. لم يتوّجه الاحتجاج زعيماً له؛ لم يتوج أحداً. ألقى خطاب المظلومين خاصته: الجنود مظلومون بسبب هذه الحكومة؛ الإسرائيليون العاملون مظلومون؛ أنتم مظلومون. حجة لا بأس بها. لو قال أحد آخر هذه الجمل لهتف الجمهور “يا للعار!”.
ستتواصل المظاهرات اليوم وغداً. قسم صغير من الجمهور نزل في الخيام، أمام المحكمة العليا. وعاد آخرون في القطار، بازدحام كما جاؤوا.